crossorigin="anonymous">
الملخص :
يتشابه فيروس كورونا وفيروس الانفلونزا فالأعراض المصاحبة لهم أما أهم فرق بينهما هو الغموض المحيط بفيروس كورونا .
يتشابه فيروس كورونا وفيروس الانفلونزا فالأعراض المصاحبة لهم أما أهم فرق بينهما هو الغموض المحيط بفيروس كورونا
تسببت الإنفلوانزا في ١٠٠٠٠ حالة وفاة في هذا الموسم في الولايات المتحدة وحدها.
في الأسابيع الحالية، تصدر فيروس كورنا الجديد العناوين، وهناك وباء فيروسي آخر ينتشر حول العالم: الإنفلوانزا الموسمية. ولكن كيف تمم المقارنة بين هذين الفيروسين، وأي منهما يستحق القلق؟
حتى الآن، فيروس كورونا الجديد الذي يعرف اختصارا ب «ن كوف-2019» ، تسبب في مرض أكثر من ٢٠٠٠٠ شخص و وفاة ٤٢٧ في الصين، وبالإضافة ل٢٠٠ مريض و وفاة شخصين من خارج الصين. ولكن هذا لا يعد شيئا مقارنة بالإنفلوانزا. ففي الولايات المتحدة وحدها، تسببت الانفلوانزا في مرض ما يقارب ١٩ مليون شخص، ١٨٠ الفا منهم تم حجزهم في المستشفيات و١٠ ألف مريض لقوا حتفهم خلال هذا الموسم، حسب معلومات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (سي دي سي)
حسبما يُقال فإن العلماء قاموا بدراسة الإنفلوانزا لعدة عقود. فعلى الرغم من خطورتها، إلا أننا نعلم الكثير عن الفيروسات الإنفلوانزا وما الذي سنتوقعه مع كل موسم. وعلى النقيض تماما، معلوماتنا ضئيلة جداً عن فيروس «ن كوف-2019» لأنه لا يزال جديدا علينا. وهذا يعني أن «ن كوف-2019» يُعد كورقة لعب مجهولة لا نعلم كيف سيكون انتشارها وكم عدد الوفيات التي ستتسبب فيها.
“على الرغم من معدل انتشار ومعدل مرض الإنفلوانزا، يوجد شيء مؤكد… وهو الإنفلوانزا الموسمية.” هذا ما قاله د. أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لمؤتمر البيت الأبيض في ٣١ من يناير هذا العام. “أستطيع أن أقول لكم جميعا، وأضمن لكم، بإن أعداد حالات الإنفلوانزا ستقل، حتى نصل لشهري مارس وأبريل. تستطيع التنبؤ وبدقة مدى انتشار المرض والحالات التي ستدخل للمستشفيات.” وأكمل د. فاوتشي “المشكلة الحالية مع فيروس «ن كوف-2019» بأننا نجهل الكثير عنه.”
يسابق العلماء الزمن للعثور على معلومات عن «ن كوف-2019» ، فهمنا للفيروس وللتهديد الذي يشكله قد يتغير بمجرد توفر معلومات جديدة عنه. بناء على المعلومات التي لدينا، إليكم أوجه المقارنة بينه وبين الإنفلوانزا.
◄الأعراض والخطورة
إن كلا من الإنفلوانزا الموسمية (والتي تشمل فايروسات إنفلونزا أ وإنفلونزا ب) و «ن كوف-2019» ناتجة عن الإصابة بفيروسين معديين والتي تسبب مرض الجهاز التنفسي.
إن أعراض الإنفلوانزا تشمل الحمى، الكحة، ألم الحنجرة، ألم العضلات، صداع، سيلان الأنف أو انسداد الأنف، الإرهاق، وفي بعض الأحيان التقيؤ والإسهال، حسب معلومات السي دي سي. إن أعراض الإنفلوانزا تأتي فجأة. إن أغلب المصابين بها يتماثلون للشفاء منها في أقل من أسبوعين. ولكن لدى بعض الأشخاص، قد تسبب الإنفلوانزا بعض التعقيدات، من ضمنها الالتهاب الرئوي. الإنفلوانزا خلال هذا الموسم، تسببت لدى ١٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة بأن أصبحت الأعراض لديهم حادة لدرجة حجزهم في المستشفيات، والتي تتشابه مع معدل الموسم الماضي، حسب المعلومات من سي دي سي.
يحاول العلماء فهم فيروس «ن كوف-2019» ، عن طريق تكوين صورة كاملة عن أأعراض المرض وخطورته. ففي دراسة حديثة عن ١٠٠ شخص مصاب بالفيروس، والتي نشرت في تاريخ ٣٠ يناير في مجلة ذا لانسيت، إن الأعراض الشائعة كانت الحمى، الكحة وضيق التنفس. و ٥٪ فقط من المرضى في تلك الدراسة ابلغوا عن ألم في الحلق وسيلان الأنف، بينما ١-٢٪ فقط أبلغوا عن الاسهال، الغثيان، والقيء. أكثر من ٢٠٠٠ من الحالات التي أبلغ عنها من الصين، ما يقارب ال١٤٪ منها تم تصنيفها بأنها خطيرة، وذلك بناء على معلومات من منظمة الصحة العالمية (WHO) والتي نشرت يوم الثلاثاء (الرابع من فبراير هذا العام)
من المهم الانتباه لذلك، لأن الفيروسات التنفسية تسبب أعراض متشابهة، ومن الصعب التفريق بين الفيروسات التنفسية المختلفة بناء على عرض واحد فقط، حسب معلومات WHO.
◄معدل الوفاة
حتى الآن مع الإنفلوانزا الموسمية، مات حوالي ٠.٠٥٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في الولايات المتحدة، حسب معلومات سي دي سي .
معدل الوفاة بفيروس «ن كوف-2019» لا يزال مجهولا، ولكن على ما يبدو بأنه أعلى من التي تسببها الإنفلوانزا. خلال تفشي المرض، معدل الوفيات بسبب «ن كوف-2019» وصل ما يقارب ٢٪. وحسب ملاحظة الجهات الرسمية منذ بداية تفشي المرض، لا زال تصنيف الحالات الأولى بأنها “تميل للخطورة”، والتي قد تجعل معدل الوفيات تزيد عن ماهي عليه حاليا، أليكس أزار، سكرتير الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، خلال اللقاء الإخباري في ٢٨ من يناير. ربما يهبط معدل الوفيات إذا كان هناك المزيد من الحالات المتوازنة مع الفيروس، حسب كلام أزار.
المقياس الذي يستخدمه العلماء لتحديد كيفية سهولة انتشار الفيروس يعرف بعدد التكاثر الأساسي” أو Ro (تنطق آر نت). هذا تقريب لمتوسط رقم الأشخاص الذين انتقل إليهم الفيروس من شخص واحد مصاب، حسب تقرير سابق للايف ساينس. للإنفلوانزا قيمة ١.٤ حسب مقياس Ro، نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز.
لا زال الباحثين يعملون على تحديد قيمة Ro لفيروس «ن كوف-2019». في دراسة نشرت في ٢٩ يناير في نيو انجلاند جورنال أوف ميديسين (NEJM) حسبت بالتقريب قيمة Ro لفيروس «ن كوف-2019» ليكون ٢.٢، مما يعني بأن كل شخص مصاب قام بنشر الفيروس لما يعادل ٢.٢ من الأشخاص.
من المهم التنويه على أن Ro ليس بالضرورة أن يكون رقما ثابتا. يمكن للقيمة التقريبية أن تختلف حسب المكان، وذلك تبعا لعدة عوامل مثل كيف بالعادة يكون التواصل بين الناس والجهود المبذولة لتقليل انتشار الفيروس، حسب ماورد من لايف ساينس.
◄خطورة العدوى
في المتوسط ٨٪ من سكان الولايات المتحدة، حسب الإحصاءات التقريبية لسي دي سي، يمرضون من الانفلوانزا في كل موسم.
هناك ١١ حالة حاليا مصابة بفيروس «ن كوف-2019» في الولايات المتحدة. ومازالت المخاوف دائما تقلق الصحة العامة مع ظهور فيروسات جديدة ، حسب ما ذكرته سي دي سي . ليس واضحا بعد كيف سينتهي الوضع مع هذا الفيروس في الولايات المتحدة، حسب قول الوكالة. بعض الأشخاص مثل موظفي الصحة، في خطر متنامي بسبب تعرضهم لفيروس «ن كوف-2019». لكن لعوام الأمريكيين، الخطر المباشر من المرض لا يزال منخفضا في الوقت الراهن.
◄وباء
من المهم جدا التنويه بأنه لا يجب الخلط بين الإنفلوانزا الموسمية والتي تتفشى كل عام وبين التفشي العالمي لفيروس الانفلوانزا الجديد والمختلف تماما عن السلالات الفيروسية المنتشرة. سبق وحدث هذا مع وباء انفلوانزا الخنازير في عام ٢٠٠٩ والتي حصدت أرواح ما يقارب ١٥١٠٠٠ و٥٧٥٠٠٠ من الناس حول العالم، حسب معلومات سي دي سي لا يوجد وباء للأنفلونزا حاليا.
بم أن أغلب الحالات حدثت في الصين، فلم يتم الإعلان حتى الآن بأن انتشار فيروس «ن كوف-2019» يعد وباءا. ولكن في ٢٣ من يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن انتشار فيروس «ن كوف-2019» هو “حالة طارئة للصحة العامة تستدعي الاهتمام العالمي.” هذا الإعلان يعد مبدئيا بسبب المخاوف من أن ينتشر الفيروس في دول نظامها الصحي ضعيف.
◄الوقاية
على عكس الانفلوانزا الموسمية والتي يوجد لها لقاح للحماية من العدوى، فإنه لا وجود للقاح ضد فيروس «ن كوف-2019». لكن الباحثين في معهد الصحة الوطني في الولايات المتحدة، يعملون في المراحل الأولى لتطوير لقاح مضاد. الخطة الرسمية لبدء المرحلة الأولى للتجارب السريرية للقاح «ن كوف-2019» سيكون خلال الثلاث شهور القادمة.
على العموم، فإن سي دي سي تنصح بما يلي للوقاية من انتشار الفيروسات التنفسية والتي تشمل كل من فيروسي كورونا والانفلوانزا: اغسل يديك جيدا بالماء والصابون على الأقل لمدة ٢٠ ثانية، عند عدم غسل اليدين من الأفضل تجنب ملامسة العينين والأنف والفم; تجنب التواصل القريب مع الأشخاص المرضى; نظف وطهر باستمرار الأسطح والأدوات تم لمسها من قبل المصابين.
كاتب المقالة: ريتشيل ريتنر، لايف ساينس، ٧ فبراير ٢٠٢٠
ترجمة: أروى زين، ١١ فبراير 2020
Twitter: @Araawii
مراجعة: سلمى سلمان
توتير @salmasalman7
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً