الغني والفقير والتعاون الاجتماعي.

الغني والفقير والتعاون الاجتماعي.

21 فبراير , 2020

ترجم بواسطة:

بيادر النصيان

دقق بواسطة:

شوان حميد

يبرهن خبير اقتصادي من مؤسسة ماكس بلانك لقانون الضرائب والتمويل العام عبر تجارب مختبرية الاعتقاد بأن الأثرياء أكثر تعاونًا من الفقراء؛ من كلا الطرفين (الأغنياء) و(الفقراء). يساعد هذا الجانب من التعاون المشروط، وهو غير مفهوم تمامًا حتى الآن، في تفسير فشل التعاون في المجموعات المتنوعة اجتماعيًا.

بقلم:كريستا مانتا، جمعية ماكس بلانك

إلى أي مدى نعتقد بتعاون نظرائنا يعتمد أيضًا على مواردهم؛ ذاك ما تبرهنه تجربة مختبرية. يُعتقد أن (الأثرياء) يقدمون تعاونًا أكثر من (الفقراء). حقوق الصورة:  iStock / frimages

أكلما ازدادت محفظتك سُمكًا، ازداد تعاونك؟ يبرهن خبير اقتصادي من مؤسسة ماكس بلانك لقانون الضرائب والتمويل العام عبر تجارب مختبرية الاعتقاد بأن الأثرياء أكثر تعاونًا من الفقراء؛ من كلا الطرفين (الأغنياء) و(الفقراء). يساعد هذا الجانب من التعاون المشروط، وهو غير مفهوم تمامًا حتى الآن، في تفسير فشل التعاون في المجموعات المتنوعة اجتماعيًا. وذلك لأن مدى تعاوننا يعتمد بقوة على اعتقادنا بمدى تعاون نظرائنا.

يميل الناس عادةً إلى تكييف تعاونهم حسب ما يُعتقد من الآخرين: إن اعتقدوا بزيادة تعاون الآخرين كلما كانوا أنفسهم أكثر تعاوناً. وفي نطاق المجموعة الاجتماعية: عادة ما يزيد السلوك التعاونيّ حين يُعتقد بتصرف بعض الأفراد في المجموعة على أساس تعاونيّ.

أجرى أندريا مارتينانجيلي تجارب مختبرية بغرض تقصي جانب محتمل وغير مفهوم تمامًا للتعاون المشروط قد يقود إلى استمرار فشل التعاون في بيئات متنوعة اجتماعيًا: حسن التعاون المنسوب للآخرين ليس مبنيًا على سلوكيات ملحوظة مسبقًا، ولكن على مقدار الموارد الاقتصادية المتاحة لهم. طلب الخبير الاقتصادي من الخاضعين لدراسته لعب أدوار متنوعة في ما يسمى لعبة المنفعة العامّة؛ وفيها يقرر المشاركون سرًّا مقدار ما يريدون استثماره من مخصصاتهم الأولية في المنفعة العامّة. وفي نهاية اللعبة، يُضاعف الوعاء المشترك ويُقسّم بالتساوي بين جميع اللاعبين، مما يثير تضاربًا بين المصالح الذاتية والجماعية.

تُظهر تجربة مارتينانجيلي أن عدم المساواة تُشكّل القناعات التي يحملها الناس إزاء استعداد الأخرين للتعاون. أي أن قناعات الأفراد بحسن تعاون نظرائهم منساقة بمقدار الموارد المتاحة لهم: يُعتقد، من كلا الطرفين الأثرياء والفقراء، أن الخاضعين للدراسة الأثرياء يقدمون مزيدًا من التعاون دائما. وكذلك في غياب المعلومات التي تسمح باستيفاء القناعات بدقة، ترتبط سلوكيات الأفراد التعاونية على المدى الطويل بقوة وإيجابية وأهمية مع قناعاتهم عن الأثرياء  ولكن ليس مع تلك التي تتعلق بالفقراء. وهذا الاستنتاج هي أدلة توحي بأن حسن التعاون المتوقع المُلقى على عاتق الأثرياء قد يكون الدافع الأساسي لتعاون الأفراد في بيئات اجتماعية متنوعة اقتصاديًا.

يخلص مارتينانجيلي إلى أن الفهم المتبصر حول أي المجموعات الاجتماعية يُعتقد بأنها أكثر تعاونًا وأقوى في تكوين سلوكيات مشروطة قد يبرهن أداة صالحة لتعزيز تعاون اجتماعي من خلال ترويج معلومات فعّالة أو عبر تصميم مؤسسي مناسب. وتوفر لنا البيانات التجريبية أيضًا، مع أنها مذكورة في الهوامش فقط، بالتنبيه التالي: على الرغم من ما يُعتقد عادة عنهم، يتعاون (الأثرياء) منهجيًا بأقل نسبيًا من نظرائهم (الفقراء).

المترجم: بيادر النصيان

تويتر: @bayader_nus

المصدر:https://phys.org

المراجع : شوان حميد

تويتر:    @shwan_hamid


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!