لماذا ينصح المزيد من الأطباء النفسيين بممارسة اليوجا بحث جديد يقدم أدلة دامغة على أن اليوجا قد تساعد في علاج الاكتئاب.

لماذا ينصح المزيد من الأطباء النفسيين بممارسة اليوجا بحث جديد يقدم أدلة دامغة على أن اليوجا قد تساعد في علاج الاكتئاب.

25 يناير , 2020

قدمت دراسة حديثة نشرت في صحيفة  الطب النفسي  دليلا مقنعاً على أن اليوجا قد تكون علاج فعال لعلاج مرضى الاكتئاب ،التفاصيل في هذا المقال.

قدمت دراسة حديثة نشرت في صحيفة  الطب النفسي  دليلا مقنعاً على أن اليوجا قد تكون علاج فعال لعلاج مرضى الاكتئاب (سكوت ، ت ). وتم تقسيم 30 مشاركا في هذه الدراسة إلى مجموعتين، تلقت إحداهما ثلاث حصص يوجا مدتها 90 دقيقة و 4 جلسات منزلية كل أسبوع، كما تلقت الأخرى حصتي يوجا مدة إحداها 90 دقيقة وثلاث جلسات  منزلية كل أسبوع . امتدت فترة الدراسة  إلى 12 أسبوعا ، أظهرت كلتا المجموعتين نتائج واعدة : وهي زيادة في المشاعر الإيجابية و انخفاض في مستوى القلق و تحسن في النوم  وتراجع  أعراض الاكتئاب.

لقد عبرت عن بعض أفكاري حول هذه الدراسة هنا ، وأعتقد أننا يجب أن نولي أهمية  لأي  وسيلة تتوفر تحت تصرفنا من شأنها أن تقاوم الاكتئاب وتحسن نمط الحياة ، لكن قد يكون أكثر ما أعجبني في هذه الدراسة  عندما طلب من المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب الالتزام بجرعات ثابتة من الدواء لثلاثة أشهر على الأقل قبل الدراسة، وهذا يجعل من الصعب  إرجاع النتائج الإيجابية لتأثير الدواء وحده.

أنا طبيب نفسي و جدولي في عيادتي الخارجية ممتلئ، أساعد المرضى في التغلب على الاكتئاب والقلق وأستمع إلى قصص مليئة بالأسى و الثبات والأمل. أرشدهم وأقدم لهم العلاج أحيانا، كما أنني أتحدث إليهم عن التغذية وأهمية تحريك أجسامهم و البحث عن السعادة  في رحلة اكتشاف الهدف الحقيقي للحياة .

لكنني  مهتم باليوجا  بقدر ما أنني طبيب نفسي . 

لمرة واحدة في كل يوم على الأقل، أركز انتباهي على تنفسي  وأجد وقتا للسكون، وإذا كنت محظوظا فإن هذا يحدث في أحد استوديوهات اليوجا في أوستن بعد مغادرتي العمل، ترافقني زوجتي وتحيط بي وجوه مألوفة. ويقتطع بعض المهنيين المنشغلين و محترفي اليوجا الحديثة  مدة 60 دقيقة  ليوجا الفينياسا أو إذا كانوا يشعرون  بالجرأة  لحصة يوجا نحت الجسم ( يوجا النحت هي اندماج بين اليوجا وتسلسل كارديو مع أوزان حرة )، وعندما تزدحم مشاغل الحياة فغالبا ما يحدث السكون في نطاق مكتبي. أغلق الباب وأخلع حذائي وأجلس على الأرض، عادة ما تكون لدي فرصة خمس دقائق، والتي عادة ما تكون مدة كافية لتصفية ذهني.

اكتشفت اليوجا أثناء دراستي في  الكلية ولم أتركها منذ ذلك الوقت، لم تكن اليوجا بالنسبة إلي مجرد استوديوهات أنيقة أو أعلى 10 قوائم تشغيلية للموسيقى أو ملابس ذات تصميم عالمي، اليوجا تمنحني ساعة من الاسترخاء، 60 دقيقة وأنا أحني  جسمي في أشكال عجيبة في غرفة ساخنة تاركا لتنفسي أن  يقودني خلال تجربة أن أكون ببساطة  حاضرا.

في السابق كنت أرى اليوجا كمهرب، فبالتأكيد  هناك مطلب  الجانب الجسدي، لكن جوهر اليوجا هو تعلم تقدير الارتباط بين الجسم المادي والروح.

تعلمت أن أدفع بجسدي إلى حيث يمكنني أن أجد توازنه، وأن الشيء الوحيد الذي نخسره هو الأنا،  والذي سرعان ما  تعلمت أن أتركها خارج الاستوديو. ومع مرور الوقت أصبحت أحرص على التركيز على تنفسي، و الثبات على وضعية الغراب  أو المحارب الثاني. ثم أنسى ولو حتى لثانية واحدة أن الغرفة حارة جدا، و مجمل  العملية يمكن أن تعطي الإحساس بالسيطرة والإنجاز ، والميزة الإضافية أنها تشعر بالراحة.

 أكدت الدراسات التي أجريت على اليوجا والتنفس اليوجي ( البرانا ) أن التنفس مع  النية يمكنه أن ينشط الجهاز العصبي نظير الودي ( السمبتاوي ) ويزيد الناقلات العصبية المثبطة مثل جابا وينقص الكورتيزول اللعابي ( معيارللإجهاد )، ويزيد موجات ألفا في الأدمغة مما يحفز الوصول إلى حالة من الاسترخاء ( سينجبتا، ب). بمعنى أن العلم يؤكد على قدرة اليوجا في تحفيز حدوث  تغيرات فيزيائية إيجابية في أجسامنا، حتى على مستوى الكيمياء العصبية.

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن هناك أنواع مختلفة من اليوجا عندما نريد التحدث عنها. فقد سلط  مؤلفو الدراسة  الضوء على يوجا أينجار، والتي تركز على  الارتقاء التدريجي في وضعيات مختلفة ( أساناس )، وعادة ما تستخدم  محفزات لتحقيق ذلك. لكن هناك أشكالا مختلفة من اليوجا : فينياسا و اليوجا الساخنة  ومتسلسلات  اليوجا الحديثة مثل كارديو النحت التي تمنح أيضا فوائد الدمج بين النشاط البدني المعتمد الذي يعتمد على أساس ممارسة التأمل الواعي، والذي بدوره يمكن أن يخفف من الاكتئاب والقلق.

إن  الاستفادة من اليوجا  كدواء يفسر الاهتمام المتزايد وراء تثقيف الأطباء السريريين حول اليوجا المختصة  بالتعامل مع الصدمات، والتي تدمج ما بين حركات التأمل و العلاج  بتحليل الصدمات. كما وجدت فائدة  أنواع  أخرى من اليوجا، مثل يوجا نيدرا ، في علاج الأرق. ويمكن ليوجا ين أن تقدم علاجا للقلق، ولوحظ  بوضوح تحسن في اعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط  لدى الأطفال المشتركين في تمارين اليوجا ( ميهتا ، اس ). إن الخيط المشترك الذي يربط بين هذه  الأنواع المختلفة لليوجا  هي فكرة التركيز على التنفس.

 وخلال ممارستي في العيادة،  اعتدت على الجلوس في سكون مع مرضاي و بدء الزيارة بتسلسل التنفس  4-7-8 ( الشهيق ل4 ثوان ، حبس النفس ل7 ثوان ، والزفير ل8 ثوان )، وكما هوالحال في مكتب أي طبيب نفسي، توجد هناك أريكة وطاولة للنقاش، لكن الجلوس على وسائد التأمل يوفر بعدا  جسديا وهو الاتصال بالأرض والاسترخاء. وخلال 60 ثانية  من عمل التنفس يشعر المرضى بتحسن بشكل كبير، مما يعتبر أسرع  مفعولا من الزاناكس ( دواء للقلق )، و أكثر استدامة.

وتقدم الأيورفيدا ، وهي علم الحياة، اليوجا  كعلاج أسلوب حياتي، وهذه الطريقة مهمة خاصة فيما يتعلق برعاية الصحة النفسية. و بتحويل  تركيزنا من المرض إلى  الصحة،  كيف يمكننا قيادة حياتنا بعزيمة ؟ وكيف يمكننا توظيف  المبدأ الأخلاقي  لليوجا في الأباريغراها ( ترك الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي لا تفيدنا ) ؟

 أو  تعلم الاستكشاف و التمسك بفكرة سانتوشا ( القناعة ) ؟

ليس من  المفاجئ إذاً تزايد أعداد الدراسات التي تؤيد أن اليوجا ليست علاجية فحسب، بل هي العلاج في  في حد ذاته – علاج حقيقي يقدم مختلفا من الفوائد الصحية البدنية والحسية.

وبالرغم من أن النقاد يرون أن مستوى هذه الدراسات صغير ولا يمكن التوصل منها إلى نتائج قاطعة، لكنني أود القول بأننا بالبحث عن  طريق  لدعم فوائد اليوجا بالدليل ( وهذا ما يطلب عادة لأي علاج حتى يصبح معيارا للرعاية  الصحية ) فإننا نمنح الأمل – والأهم من ذلك- خيارات للناس الذين يعانون من الاكتئاب.  ومع تزايد ظهور جملة من الأبحاث و ثورة اليوجا كما أريد لها أن تكون دواء في موضع الاهتمام، يمكننا أن نثمن إمكانية  اليوجا على تحفيز الشفاء والتعافي.

المترجم: ديمة حنون.

تويتر: @Dhanoon3

المراجع : خضراء العطار.

المصدر:https://www.psychologytoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!