ناسا تسجل أول زلزال محتمل على سطح المريخ!

ناسا تسجل أول زلزال محتمل على سطح المريخ!

20 يناير , 2020

هذه أول هزة مسجلة  و يبدو أنها جاءت من داخل كوكب المريخ، و لا يبدو أن سبب هذه الهزة قوى فوق سطح الكوكب .

الحدث الزلزالي الجديد أصغر من أن يقدم بيانات قوية عن الجزء الداخلي للمريخ. و هو أحد أهداف إنسايت. ( الصورة من ناسا)

قالت وكالة الفضاء الامريكية إنه من المرجح أن مسبار المريخ إنسايت InSight  قد سجل (هزة مريخية) لأول مرة على الأطلاق. تم تسجيل هذه الهزة الضعيفة، التي رصدتها أداة قياس الزلازل للهيكل الداخلي ( SEIS)، في 6 أبريل، و هو اليوم المريخي128 للهبوط على سطح المريخ.

و في بيان لوكالة ناسا صرحت بأن هذه أول هزة مسجلة و على مايبدو أنها جاءت من داخل الكوكب، على عكس ما تسببه القوى التي فوق سطح الأرض، مثل الرياح. و لا يزال العلماء يفحصون البيانات لتحديد السبب الدقيق لهذه الهزة.

و قال بروس بانيرد Bruce Banerdt، الباحث الرئيسي في إنسايت، من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا ( JPL) في الولايات المتحدة الأمريكية: “إن القراءات الأولى من انسايت تدعم ذات العلم الذي بدأ مع مهام أبولو التابعة لناسا.” و أضاف بروس “لقد جمعنا الضوضاء الموجودة في الخلفية حتى الان، لكن هذا الحدث يطلق رسميا مجالا علميا جديدا: علم زلازل المريخ.”

الحدث الزلزالي الجديد كان أصغر من أن يقدم بيانات قوية عن الجزء الداخلي من كوكب المريخ، و هو أحد الأهداف الرئيسية لإنساي. يتميز سطح المريخ بهدوء شديد، مما يسمح لمقياس الزلازل المصمم خصيصاً لإنسايت SEIS، لإلتقاط صوت خافت. في المقابل، سطح الأرض يهتز بأستمرار من الضوضاء الزلزالية الناتجة عن المحيطات و الطقس. حيث أن حادثة بهذا الحجم أذا حدثت في جنوب كاليفورنيا سوف تضيع بين الاحداث الصغيرة التي تحصل كل يوم.

و قال لوري جليز Lori Glaze مدير قسم  علوم الكواكب في مقر ناسا: ” إن حادثة اليوم المريخي 128 مثيرة للأهتمام لان حجم و طول مدة الزلزال تناسب صورة زلزال القمر المكتشفة على سطح القمر خلال مهام أبولو.”

قام رواد أبولو التابع لناسا بتركيب خمسة مقاييس للزلزال و قد قاست ألاف الزلازل أثنا تشغيلها على سطح القمر بين العامين 1969 و 1977،  مما كشف عن النشاط الزلزالي على سطح القمر. يمكن للمواد المختلفة تغيير سرعة الموجات الزلزالية أو عكسها، مما يسمح للعلماء باستخدام هذه الموجات للتعرف على المناطق الداخلية للقمر و نموذج تشكيلها.

و تخطط ناسا حاليا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر بحلول العام 2024، مما يضع الأساس الذي سيمكن الانسان من استكشاف المريخ. مقياس الزلازل في إنسايت، الذي وضع عند الهبوط على سطح الكوكب في 19 ديسمبر 2018، سيمكن العلماء من جمع بيانات مماثلة حول المريخ. من خلال دراسة المناطق العميقة في المريخ، فإنهم يأملون في معرفة كيفية تكوين عوالم صخرية أخرى، بما في ذلك الأرض و القمر.

حدثت ثلاث إشارات زلزالية أخرى في 14 مارس و 10 أبريل و 11 أبريل. تم إكتشافها بواسطة أجهزة أستشعار الأكثر حساسية ذات النطاق العريض الموجودة في مقياس الزلازل الخاص بإنسايت، و كانت هذه الإشارات اصغر من حادثة اليوم المريخي 128 و اكثر غموضاَ في تحديد المصدر. حيث صرحت ناسا إن الفريق سيواصل دراسة هذه الأحداث لمحاولة تحديد سببها. و بغض النظر عن السبب، تعتبر إشارة اليوم المريخي 128 علامة فارقة و مثيرة للفريق.

و قال فيليب لوغنون، قائد فريق في معهد الفيزياء في العالم من باريس de Physique du Globe de Paris (IPGP:” لقد كنا ننتظر شهوراً للحصول على إشارة كهذه.” و أضاف لوغنون “من المثير أن يكون أخيرا هناك دليل على أن المريخ نشط زلزالياً. نحن نتطلع إلى تبادل النتائج المفصلة بمجرد أن تتاح لنا فرصة تحليلها.”

معظم الناس على دراية بالزلازل على الأرض، و التي تحدث نتيجة أخطاء تتولد من حركة الصفائح التكتونية. ليس للمريخ و القمر صفائح تكتونية، و لكنهما لا يزالان يتعرضان لزلازل – في حالاتهما فإن الزلازل تحدث  بسبب عملية مستمرة من التبريد و الانقباض و التي تسبب ضغط. هذا الضغط يتراكم  مع الوقت، حتى يكون قوياً بما فيه الكفاية لكسر القشرة، مما يتسبب بحدوث زلزال.

إن أكتشاف هذه الزلازل الصغيرة يتطلب عمل هائلا في الهندسة. غالبا ما يتم الاغلاق على أجهزة قياس الزلازل ذات الجودة العالية في سراديب تحت الاض لعزلها عن التغيرات في درجات الحرارة و الطقس. تحتوي إنسايت على العديد من الحواجز العازلة الذكية، بما في ذلك غطاء قام ببناؤه مختبر الدفع النفاث يسمى بالرياح و الدرع الحراري، و ذلك لحماية الأجهزة من التغيرات الشديدة في درجات حرارة الكوكب و الرايح الشديدة.

المصدر: https://indianexpress.com/

ترجمة: رشا احمد الغامدي

المراجع:خالد سعود الصالحي

تويتر :khalooodeeee@


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!