قد يكون نهر النيل أقدم مما كان يعتقد سابقاً!

قد يكون نهر النيل أقدم مما كان يعتقد سابقاً!

19 يناير , 2020

استياقاً من الحمل الحراري، فإن ارتفاعات وانخفاضات سطح الأرض تتحكم في تصريف و تطوير واحد من أطول أنهار الأرض في الثلاثين مليون عام الماضية .

بقلم: أليكس لوباتكا (Alex Lopatka) :

نهر النيل في أسوان، القاهرة كريديت: تاباشنر بواسطة ويكميديا كومونز ,كريتيف كومونز (cc) بواسطة – SA 3.0

بعض أطول أنهار الأرض بما في ذلك نهر الأمازون و نظام دجلة و الفرات، تبدأ في المناطق الجبلية حيث تجتمع الصفائح التكتونية- (تفسر تكتونية (حركية) صفائح القشرة الأرضية ملامح وحركة سطح الأرض في الحاضر والماضي). من ناحية أخرى، نهر النيل يبدأ من داخل الصفيحة الإفريقية ويجري بثبات من أعلى ارتفاع بأثيوبيا إلى أقل إرتفاع بمصر كما توضح خريطة وحدة الأمتار فوق مستوى البحر. لكن الدلائل التي وجدت حتى الآن تركت منشأ مرتفعات أثيوبيا ونهر النيل الحالي مجهولين.

وجد كلاديو فاسينا (Claudio Faccenna) من جامعة تاكسس بأوستن و زملائه أدلة بإرتفاع الأرض منذ ثلاثين مليون عام سابقة حين اندفعت الصفيحة الأفريقية بالقرب من الصفيحة الأوراسية، وليست 5-11 مليون عام سابقة كما كان يعتقد من قبل.

سابقاً احتوى لب الرواسب المجموعة من دلتا النيل على معدن الزيركون والتي تم تأريخه إشعاعياً بواسطة سلسلة تحلل اليورانيوم إلى رصاص. أشارت التحاليل إلى ان الرواسب انتقلت إلى نظام تصريف النيل منذ حوالي ثلاثين مليون عام سابقة. لمعرفة مالذي جلب النيل الى مساره اليوم، أختبر الباحثون بازلت الفيضان من مرتفعات أثيوبيا والذي تشكل تقريباً في نفس الحقبة من الزمن. أشار العمر و ارتفاع نسبةالبازلت إلى أن الإرتفاع في التضاريس الإقليمية نتج بعد أنشطة طبقة الوشاح (المنطقة الواقعة بين لب الأرض و القشرة الأرضية) الناجمة عن الأحداث البركانية مما دفع الصخور مئات المترات للأعلى.

دمج فاسينا و زملائه الملاحظات مع نموذج الفيزياء الجيولوجية التي تحاكي ارتفاع مرتفعات أثيوبيا بمرور الوقت كوظيفة لأنشطة منطقة الوشاح. على المدى الزمني الطويل، وجد أن الوشاح يسلك سلوك السائل اللزج و بإمكانه أن يغير سطح التضاريس عن طريق توليد غلاف صخري يطفو فوق الوشاح ، محدثاً بذلك تشوه في قشرة السطح. كشف نموذج إعادة الإعمار أنه قبل 40 مليون عام فضلت تضاريس المنطقة نمط تصريف يتدفق فيه النيل والأنهار الأخرى غرب موقعها الحالي لتجد طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط.

ولكن على مدى ثلاثون عام مضت بعد ذلك، مرت جنوب أثيوبيا، شمال غرب السودان، الحافة الغربية للبحر الأحمر بمئات المترات من الإرتفاعات في حين ان المناطق الحيطة لدلتا النيل انخفضت. ذلك التنظيم التضاريسي قد يقدم مصدر الرواسب للنيل و توجهها نحو مساراتها الحالية في مصر. 
(C. Faccenna et al., Nat. Geosci., 2019)

المصدر: https://physicstoday.scitation.org/

المترجم: نوران توفيق.

تويتر:@NuranTawfiq

المراجعة : لبنى عبدالله آل ربيع

تويتر :@Realubna


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!