تخلص من كل عاداتك السيئة بالاعتماد على هذه العادة الجيدة  كيف تقوم بقرصنة دماغك لاتخاذ قرارات أفضل.

تخلص من كل عاداتك السيئة بالاعتماد على هذه العادة الجيدة كيف تقوم بقرصنة دماغك لاتخاذ قرارات أفضل.

13 يناير , 2020

تحدث هذا المقال عن كيفية اكتساب الدماغ للعادات السيئة وعن طريقة فعالة للتخلص من هذه العادات.

ليس مجدداً! أكلت الكثير من الفطائر. واشتريت زوجاً جديدًا من الاحذية و أنت لست بحاجة إليها. كنت وقحاً مع شخص ما. احتفلت كثيرا.

لائحة الأشياء التي ستندم عليها تطول. يمكننا التعرف على عاداتنا السيئة، لكننا نجد صعوبة في تحطيمها.

هناك شيء وحيد يمكنك القيام به- عادة جديدة يمكنك تطويرها-التي لديها القدرة على كسر كل عاداتك السيئة. لكي تتعلم كيف تعمل يلزمك فهم أفضل لكيف يقود الدماغ تصرفاتنا.

كيف ولماذا لعادة التعلم:

الأبحاث الجديدة قد كشفت العديد من القوى المخفية التي تؤثر على تصرفاتنا بطرق مفاجئة. هذه القوى تضم عوامل بيولوجية وبيئية التي تقوم بتوجيه حركاتنا على المستوى اللاواعي.

بطريقة أخرى، العديد من الأشياء التي نقوم بها بما في ذلك العادات التي اكتسبناها، ليست نتيجة حذرنا في ما نتأمله و نتشاور فيه . 

قد يبدو ذلك مقلقاً، ولكن فهم الآليات التي تحدد تصرفاتنا تكشف لنا الطرق التي تساعد على قرصنة الدماغ لكي يقوم باتخاذ قرارات أكثر ذكاءًا. نخدع أنفسنا بالتفكير أننا نقود السيارة لكننا في الحقيقة لسنا إلا ركابًا في الكرسي الخلفي .

أدمغتنا عبارة عن عمل ملفت للنظر للهندسة التطورية ، لكن هذا لا يعني أنها بدون مشاكل . عضونا المفكر هو منتج للطاقة. يقوم باستهلاك نسبة 20٪ من السعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم- حتى و أنت نائم! يعمل جاهدا للحفاظ على الطاقة، الدماغ يقوم بالاعتماد على مختصرات نفسية و التي يسميها الخبراء النفسيون هوريستيكس (الاستدلال) .الدماغ يعمل بجد لكي يحدد مختلف الأنماط ، و من ثم يقوم باتخاذ افتراضات بناء على تلك الأنماط .

هذه الافتراضات من الممكن أن تؤثر على تصرفاتنا بطرق لا يمكن لعقلنا الواعي أن يحددها. فالدماغ يستثمر قدراً كبيراً من الجهد من أجل تطوير هذه الخوارزميات، و لا يرغب في قضاء مزيد من الطاقة في إعادة تقييم افتراضاته .

لهذا تجد الناس في غالب الأحيان يتصفون بالعناد، أحيانا يبقى متمسكاً بالاعتقادات الخاطئة حتى لو كانت هناك أدلة عقلية تثبت العكس.

الدماغ يستعمل الأنماط المختلفة التي تعلمها لكي يسير الطيار الآلي كلما لزم الأمر ذلك. هذا يحافظ على موارد الجسم، لكن يمكن أن ينتج عن ذلك تكرار العادات السيئة .

فنحن نقوم بأشياء بدون التفكير بها. ونكون معتقدات بدون أي أدلة. فنصبح منحازين ونقوم بتكوين أفكار نمطية.

العادات السيئة والقرارات الغير عقلانية من الممكن أن يتم استنباطها من الاستدلالات في المسارات المتواجدة في العقل.

التخلص من العادات السيئة:

لتحطيم هذه الدائرة، يجب أن نذكّر أنفسنا دائماً بأن ننزل من الكرسي الخلفي وأن نجلس وراء مقود السيارة. في غالب الأحيان نحن ضحايا عقلنا الكسول الذي يعتمد بصفة كبيرة على الاختصار للوصول إلى نتيجة. الخدعة تكمن في أن نكون حريصين على تصرفاتنا، حتى لو ظهروا على أنهم تافهين. اسأل نفسك : لماذا أريد قطعة حلوى ؟ لماذا أريد أن أقول قولاً قاسياً ؟ أشعر بالنعاس ، فلماذا أريد أن أبقى مستيقظاً لأشاهد حلقة أخرى من مسلسل ما ؟  لماذا أنظر في الهاتف بدلا من الاستمتاع بوجبتي ؟

قد تظهر الاستراتيجية و كأنها واضحة ، و لكن أن تكون واعياً بكل تحركاتك الحالية. ليس سهلا كما يظهر و ذلك لسببين: دماغنا يبحث بشكل دائم عن اختصارات عقلية و يخزن الطاقة لترقب ما سيحصل في المستقبل .

في الروتين اليومي، الدماغ يشتغل بصفة كبيرة على الاستدلال . هذا يحرر الطاقة لكي يسمح للدماغ بالقيام بما يفضل : تخيل سيناريوهات مستقبلية . و قد أثبتت الدراسات أن الدماغ المفكر هو وضع الدماغ الطبيعي ، الشيء الذي يبين ان الهدف من هذا هو النجاة . الشيء السيء من هذا الانهماك أننا لسنا جيدين في العيش الحاضر والمستقبل. لسنا جيدين أيضاً في قمع رغباتنا غير المنتهية . لسنا جيدين في القبول والاقتناع بما لدينا .

يمكنك أن تتعلم عادة جديدة لكي تعيش في اللحظة .  دقق في تحركاتك لكي تكشف أي خيار هو أمامك .   قم باستغلال الدوائر المنطقية بدلاً من  أن تترك عقلك يتصرف حسب الافتراضات التي يقوم بها العقل اللاواعي . هناك نهج سيساعدك في فهم كيف يتأثر الدماغ برغبته في النجاح : قم بتشكيل القرار الذي تريد اتخاده لكي تجعله كاختبار لك . هل ستنجح فيه برأيك ؟ أو هل ستفشل ؟

– الدماغ يكره الفشل و ينتج مشاعر كتأنيب الضمير و الخزي لتشجيعك على عدم الفشل مرة أخرى .  و بنفس الطريقة ، الدماغ يكافئ كل نجاح . إذا كنت واعياً للحاضر و المستقبل- كيف تؤثر تصرفاتك على جسمك أو على الأخرين – ستستخدم القوة لكي تتخلص من هذه العادات السيئة التي اعتاد عليها دماغك . ادفع نفسك لتزيد من الطاقة الضرورية لتتحدى قرارات دماغك المكررة .لو واجهت صعوبة ، تعلم أن تتعرف على الإشارات التي تثير عاداتك السيئة و قم بإعادة ترتيب روتينك للتخلص منها .

من المهم أن تترك دماغك يتساءل و يفكر في المستقبل، و لكن قم بذلك في وقت الراحة – ليس عندما يكون انتباهك ملزماً في الوقت الحالي أو المستقبل .

حظاً موفقاً في امتحانك القادم !

المترجم : صوفيا داودي رغيوي

تويتر :.@sofiaDRri

المصدر:https://www.psychologytoday.com

المراجع: لينا عوض


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!