يستعرض البحث الروابط المفاجئة بين خصوبة الإناث والحرمان من النوم .
كتابة : Melissa Burkley
من المقدر أن واحدة من كل 10 نساء أمريكيات يواجهن صعوبة في الحمل او المحافظة عليه من الإجهاض. وعندما تظهر مشاكل الخصوبة، يركز الأزواج في كثير من الأحيان على العلاقات الحميمية في غرف النوم. لكن البحث الجديد يقول أن النوم وليس فقط العلاقات الحميمية لهو أمر مهم حينما يتعلق الامر بالحمل.
هنالك دراسة عن مشاكل النوم وتقولُ في مضمونها أن النساء اللاتي يعانين من الأرق هنّ أكثرُ عرضةً لأربعة أضعاف من الخصوبة، مقارنةً بأولئك النساء الأكثر راحة، وتُعتبر هذه زيادة هائلة إذ بلغت نسبة 400% .
الجواب هو أن النوم يلعب دورًا رئيسيًا في كل مرحلة من مراحل عملية الخصوبة، بدايةً من الدورة الشهرية والحمل وصولًا للولادة. وهذا يعني أنه في كل خطوة يمكن أن يكون النوم الضعيف عائقًا على الطريق .
يعتبر إجراء دراسات عن العاملين في الدوريات الليلة هو أحد أفضل الطرق لمعرفة كيف يؤثر قلة النوم على الناس في عالمنا. وعندما يتعلق الأمر بالنساء العاملات اللواتي يقمن بدوريات ليلية، يكون لقلّة النوم فيها تأثر أشد قسوة عليهن ؛ فغالبًا ما تنطوي جداول عملهم على العمل طوال الليل او التحويل بانتظام بين الدوريات الليلة والنهارية.
تعقّب الباحثون في جامعة واشنطن ٦٨ ممرضة تقل أعمارهن عن الأربعين وفحصوا طبيعة نومهن. معظم الممرضات اللواتي كنّ يعانين من مشاكل بالنوم يعانين أكثر من غيرهم من مشاكل الخصوبة. ولا عجب في ذلك، لكن الباحثون وجدوا أيضًا أن 53% من هؤلاء الممرضات ظهرت عليهن تغيرات في الحيض عندما بدأن المباشرة في أعمالهن ذات الأوقات الدوريّة المتغيرة. وقد وجدنا أن النسوة اللواتي أبلغننا بوجود تغيرات بالحيض لديهن يحظون بقسط من النوم أقل بساعة واحدة في الليلة مقارنة بساعات نوم النساء اللاتي لا يعانين من تغيرات في الحيض.
تشير هذه البيانات الى سلسلة محتملة من المسببات. يعني أن تغيير الليالي لأولئك الممرضات جعلهن يتعرضن للضوء الصناعي أثناء فترة العمل النهارية وينامون في الليل، وكان ذلك سببًا لأن يتغير الروتين اليومي .
بعض الممرضات تعاملن مع هذا الإضطراب أفضل من الآخريات. بينما الذين لم ينتظموا على أوقات نومهم بشكل جيد قد أظهروا إضطرابات في نومهم، مما أدى بدوره إلى تغيير رتم الحيض الطبيعي.
الحرمان من النوم يمكن أن يُفسد هرمونات النساء (والرجال). عندما يتعلّق الأمر بالحمل فإن واحدًا من أهم الهرمونات الأنثوية هو الهرمون المنشط للحوصلة (FSH). حينما يعمل كل شيء بالجسم بصورته الطبيعية السليمة، تصل مستويات الـ(FSH) إلى أعلى مستوى قبل تلقيح البويضة ؛ وذلك لأن وظيفة (FSH) هي إعداد المبايض لإطلاق البويضة.
لا FHS لا بويضة، الأمر بهذه البساطة، ولا عجب أن إختبار مستويات الـFHS من أوليات الأطباء في التحليل حينما تظهر مشاكل الخصوبة .
حسنًا، إتضح جليًا أن التخلف عن النوم يقلل من كمية الهرمون FHS . ووجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي ينمن بشكل روتيني لمدة ست ساعات او اقل في الليلة لديهن نسبة هرمون FHS أقل بنسبة 20٪ من النساء اللاتي ينمن 8 ساعات كاملة.
نظرًا لمدى أهمية الـFSH في الخصوبة، فمن السهل أن نرى كيف أن السهر عن بضع ساعات فقط من النوم ليلًا يمكن أن يؤدي بسرعة الى مشاكل في الحمل .
دراسة أخرى تضع هذه النقطة موضع الاهتمام أكثر من ذلك. وفي هذا التقرير، اختار الباحثون 656 امرأة وجعلهن يخضعن حاليًا للإخصاب الأنبوبي لمعالجة قضايا الخصوبة الجارية .
تم تقييم عادات هؤلاء النساء وتقسيمها الى ثلاث تصنيفات : النوم القصير (أربع الى ست ساعات ليلًا)، نوم معتدل (سبع الى ثمان ساعات)، نوم طويل (تسعة الى 11 ساعة).
وأشارت النتائج الى أن معدل الحمل بين النائمين المعتدلين هو الأعلى (53 في المائة). وبدلًا من ذلك، كانت معدلات الحمل بين ذوي النوم القصير (46 في المائة) وذوي النوم الطويل (43 في المائة) كانت أقل بكثير .
ضعوا في إعتباركم أن التلقيح الإصطناعي عملية طويلة جدًا ومرهقة ومكلفة. فقط دورة واحدة من التلقيح الإصطناعي يمكن أن تكلف 15 ألف دولار! الفرص في الحمل كانت ستصيب مرادها لو أن هؤلاء النسوة علمن أن عادات نومهن تزيد من ضعف إحتماليتهن للحمل، لكانوا حرصوا على ساعات النوم الثمانية الموصى بها. ولكن الحقيقة المؤسفة هي أنه عندما تظهر مشاكل الخصوبة، فإن الأطباء يوجهون تركيزهم بدلًا من ذلك على الغذاء والتمارين قبل النوم .
لنفترض أن امرأة محرومة من النوم تغلبت على الاحتمالات وكانت قادرة على الحمل حتى ذلك الحين، عادات نومها السيئة قد لا تزال تحدد ما إذا كانت قادرة على حمل الطفل لفترة.
هذه فقط بعض النتائج التي تربط الحرمان من النوم بمضاعفات الحمل :
• الحوامل اللاتي يعملن بدوريات ليلية أو دوريات غير منتظمة يتضاعف لديهن إحتمال الإجهاض .
• النساء الحوامل الذين يعملون ساعات طويلة (100+ في الأسبوع) خلال الأشهر الثلاثة الأولى ويعانين من الحرمان من النوم، هن الأكثر عرضة مرتين الى الولادة المبكرة (10% مقابل 5%) .
• النساء الحوامل الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة الواحدة يعملن تسع ساعات أكثر من المعدل الطبيعي مقارنة بالنساء اللواتي يأخذن قسطهن الكافي من الراحة (29 ساعة مقابل 20 ساعة من الراحة) .
• المرأة الحامل التي تنام أقل من ست ساعات في الليلة هي أكثر عرضة للولادة القيصرية أربع مرات ونصف .
ما هو الرابط المحتمل هنا ؟، الأطباء لا يعرفون على وجه اليقين، ولكن نظرية واحدة مع البيانات الداعمة لذلك تشير الى أن الحرمان من النوم أثناء الحمل يزيد من مضاعفات الحمل .
المغزى هو: عندما تصبح المرأة حاملاً لن تأكل لشخصين فقط بل ستنام لشخصين. لذا فمن الضروري لصحتها وصحة طفلها أن تحصل على 8 ساعات الموصى بها كل ليلة .
المصدر : https://www.psychologytoday.com
ترجمة : طرفة المقبل .
مراجعة : أسامة أحمد خوجلي .
تويتر : @okroos_
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً