أقدم دليل على طبخ وأكل النشا

أقدم دليل على طبخ وأكل النشا

18 نوفمبر , 2019

هذا المقال المنشور في مجلة العلوم اليومية (ScienceDaily) يتحدث عن اكتشاف وجد في مدينة كيب الجنوبية بجنوب إفريقيا يقدم دليلًا على أقدم استخدامات الإنسان للنشا في الطبخ والأكل في العصر الحجري المتوسط. يستعرض المقال نتائج بحث منشور في مجلة (تطور الإنسان) قام به فريق دولي من علماء الآثار يستنتج بأن البشر الأوائل اتبعوا نظامًا غذائيًا متوازنًا وأنهم كانوا عباقرة بيئيين، قادرين على استغلال بيئاتهم بذكاء للحصول على الأطعمة المناسبة وربما الأدوية.

نُشر من قِبل: جامعة ويتواترسراند

تقدم الاكتشافات الجديدة التي وجدت في كهف نهر كلاسي في كيب الجنوبية بجنوب إفريقيا -حيث عُثر على بقايا الأطعمة المتفحمة من المواقد- أول دليل أثري على أن البشر المعاصرين تشريحيًا كانوا يقومون بتحميص وأكل نشا النبات، مثل تلك المستخلصة من الدرنات والجذامير (الجذمور هو ساق ينمو أفقيًا تحت الأرض)، في وقت مبكر قبل 120،000 عامً.

يقدم البحث الجديد الذي أجراه فريق دولي من علماء الآثار، والذي نُشر في مجلة تطور الإنسان، أدلة أثرية لم تكن موجودة سابقًا لدعم الفرضية القائلة بأن ازدواجية جينات هضم النشا هي استجابة تكيفية لنظام غذائي متزايد للنشا.

تقول المؤلفة الرئيسية للبحث سينثيا لاربي، بقسم الآثار بجامعة كامبريدج: “هذا مثير للغاية. الأدلة الجينية والبيولوجية تشير سابقًا إلى أن البشر الأوائل كانوا يتناولون النشويات، لكن هذا البحث لم يتم من قبل”. يعد هذا العمل جزءًا من تحقيق منهجي متعدد التخصصات في الدور الذي لعبته النباتات والنار في حياة مجتمعات العصر الحجري المتوسط.

قام الفريق البحثي المشترك بالبحث عن المواقد البكر (التي لم تتعرض للّمس) وتحليلها في موقع نهر كلاسيس الأثري.

تقول لاربي: “لقد أظهرت نتائجنا أن هذه المواقد الرمادية الصغيرة قد استُخدمت في طبخ الطعام والجذور النشوية وأن الدرنات كانت جزءًا من نظامهم الغذائي بشكل واضح، بدءًا من المستويات الأولى في المدة ما بين ١٢٠،٠٠٠ عامٍ مضت وحتى ٦٥،٠٠٠ عامٍ مضت تقريبًا”. “على الرغم من التغييرات في استراتيجيات الصيد وتقنيات الأدوات الحجرية، إلا أنهم ما زالوا يطبخون الجذور والدرنات.”

تقول الأستاذة سارة فورتس من كلية الجغرافيا والآثار والدراسات البيئية بجامعة ويتواترسراند بجوهانسبيرغ بجنوب إفريقيا (جامعة ويتس) والباحثة الرئيسية في الموقع إن البحث يظهر أن “البشر الأوائل اتبعوا نظامًا غذائيًا متوازنًا وأنهم كانوا عباقرة بيئيين، قادرين على استغلال بيئاتهم بذكاء للحصول على الأطعمة المناسبة وربما الأدوية “.

من خلال الجمع بين الجذور والدرنات المطبوخة كعنصر أساسي مع البروتين والدهون من المحاريات والأسماك والحيوانات الصغيرة والكبيرة، تمكنت هذه المجتمعات من التكيف على النحو الأمثل مع بيئتها، مما يدل على الذكاء البيئي الكبير في وقت مبكر قبل ١٢٠،٠٠٠ سنة.

تقول لاربي: “النظام الغذائي للنشا ليس شيئًا يحدث عندما بدأنا الزراعة، ولكنه قديم قدم الإنسان نفسه”. بدأت الزراعة في إفريقيا فقط في آخر ١٠ آلاف سنة من الوجود الإنساني.

البشر الذين يعيشون في جنوب أفريقيا قبل ١٢٠،٠٠٠ سنة تشكلوا وعاشوا في مجموعات صغيرة.

يقول فورتز: “تشير الدلائل من نهر كلاسيس، حيث توجد شظايا جمجمة بشرية وشظيتين من الفك العلوي يرجع تاريخهما إلى ما قبل ١٢٠،٠٠٠ عام، إلى أن البشر الذين عاشوا في تلك الفترة الزمنية كانوا يشبهون البشر المعاصرين اليوم، لكنهم كانوا أكثر قوة إلى حد ما”.

يعد نهر كلاسيس موقعًا شهيرًا جدًا للاستيطان البشري على ساحل كيب بجنوب إفريقيا، وقد قام بالتنقيب عنه فورتز، حيث قام، إلى جانب سوزان مينتزر من معهد سينكنبرج وجامعة إبرهارد كارلس تي توبنجن، بفحص المواقد الصغيرة (بقطر ٣٠ سم).

كان البحث عن المواد النباتية في المواقد مستوحى من البروفيسور هيلاري ديكون، الذي سلم إدارة موقع نهر كلاسيس إلى فورتز. قام ديكون بعمل رائد في الموقع وفي التسعينيات أشار إلى أنه ستكون هناك مواد نباتية في المواقد وحواليها. ومع ذلك، لم تكن الأساليب الدقيقة -في ذلك الوقت- متاحة لاختبار هذه الفرضية.

ترجمة: خلود الصيعري

مراجعة: عبدالرحمن الخلف

تويتر:  @alkhalaf05

المصدر:https://www.sciencedaily.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!