التسلط

التسلط

1 نوفمبر , 2019

التنمر عبارة عن محاولة التقليل والإضرار بشخص ما استناداً على بعض نقاط الضعف  الظاهرة لديه. وغالباً ما تكون منًظمة ومستمرة. و على الرغم أنها تكون  عادةً ما تكون  مرتبطة بالأطفال، إلا أن التنمر  قد يحدث في أي عمر. في هذا المقال سنتعرف على  أنواع التنمر و آثارها السلبية على الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة.

التنمر عبارة عن محاولة التقليل والإضرار بشخص ما استناداً على بعض نقاط الضعف  الظاهرة لديه.

وغالباً ما تكون منًظمة ومستمرة. و على الرغم أنها تكون  عادةً ما تكون  مرتبطة بالأطفال، إلا أن التنمر  قد يحدث في أي عمر. ويلاحظ بأن أعضاء من مجاميع الأقليات هم أكثر عرضة للتنمر بشكل أكبر في مرحلة البلوغ.

الشخص الذي يعاني من مشاكل صحية أو عقلية مؤثرة نتيجة للتنمر، يجد بإن ذلك الأمر نافعاً له للحصول على الدعم من الاستشاري أو المعالج النفسي.

◄ما هو التنمر؟

التنمر المدرسي قد يكون أشهر أنواع التنمر. فالأطفال يتنمرون جسدياً على أطفال آخرين بواسطة ضربهم وأخذ ما بحيازتهم أو تدمير ممتلكاتهم. والتنمر قد يكون لفظياً وقد يتضمن تكتيكات إقصائية أو دعوتهم بلقب معين أو تهديدات. وفي العهد الحديث يوجد نموذج جديد من التنمر وهو ” التنمر الالكتروني ” و الذي يتجلى من خلال الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل التكنولوجية الأخرى، الأمر الذي يرفع من حدة التوتر لدى كلاً من أولياء الأمور والمدارس.

وقد يحدث التنمر في مرحلة البلوغ أيضاً. في السنوات القليلة الماضية، سُلط الضوء على  التنمر في أماكن العمل بشكل ملحوظ. وهذا التنمر قد يكون في شكل تحرشات جنسية أو محاولات لاستخلاص منافع أو إبعاد الأشخاص من الاجتماعات أو النميمة و غيرها من  أشكال العداء العلني.

بعض نماذج التنمر في العمل -وتحديداً التحرشات الجنسية- تكون قابلة للتنفيذ من الناحية القانونية ويمكن أن تتحول إلى دعاوي قضائية.

◄آثار التسلط:

عندما تحدث في مرحلة الطفولة، فإنه قد يتداخل مع تطور المهارات الاجتماعية والعلاقات العادية. والأشخاص الذين يعانون  من التنمر قد يواجهون أيضاً:

●قلة الثقة بالنفس.

●انخفاض الأداء العلمي أو العملي.

●القلق.

●الاكتئاب والتوتر.

●اضطرابات في الاكل أو أمور متعلقة بشكل الجسم.

●مشاكل صحية.

●الخوف من زيارة المكان الذي حدثت فيه حادثة التنمر الأمر الذي قد يُحدث للشخص بعض المشاكل خصوصاً إذا كان المكان متعلق بالعمل أو الدراسة.

●أفكار ومحاولات وتنفيذ عملية انتحار.

وفي السنوات القليلة الماضية ،كانت هناك عدة محاولات للانتحار ظاهرة للعيان والتي تسبب التنمر  في جزء منها على الأقل. ولكن العديد من ضحايا التسلط  لم تعتبر حالاتهم انتحارية. من المهم التأكد من أن  طفلك لا يتعرض  للتنمر. فإذا كانوا يعودون إلى المنزل مصابين بجروح  غير مبررة أو تعرضوا لضياع أو  تدمير شيء  من ممتلكاتهم أو  إذا ظهر عليهم تردد متزايد في  الرغبة في عدم الذهاب للمدرسة أو قضاء وقت مع أقرانهم ، فتواصلوا معهم بشكل جيد لفهم الأسباب.

النتائج  السلبية أيضاً لها ارتباط بالأشخاص الذين يتنمرون على الآخرين،فالأطفال الذين يتنمرون على الآخرين قد يكونوا أكثر عرضة لاستخدام العقاقير بشكل سيء أو تعاطي الكحول أو المخدرات أو التسرب  من المدرسة. وبصفتهم بالغين، فهم أكثر عرضة للتعرض للإدانات الجنائية أو يؤذوا  الآخرين ،الأمر الذي قد يمنعهم من بناء روابط معنوية مع الآخرين. فقد يكون من المهم لآباء أولئك الأطفال الذين مارسوا التنمر على غيرهم تشخيص سلوك طفلهم و معالجته  كما هو الحال لآباء أولئك الأطفال الذين تمت ممارسة التنمر عليهم.

◄لماذا يتسلط الناس؟

التنمر على الآخرين أمر غير صحي وسلوك غير مبرر ،ولكن أسبابه في الغالب لها جذور متوغلة في الألم العاطفي أو تاريخ المشاكل العائلية. وهناك عدة أسباب قد تجعل بعض الناس يتنمرون على غيرهم ومنها:

●أمور متعلقة بالقوة والسيطرة: كون بعض الأشخاص في منصب قوة قد يجعل ذلك سهًلا كي يمارسوا التنمر على الآخرين. وقد يجعل بعض الأشخاص عرضة للتنمر إذا استخدموا قوتهم  للسيطرة على الآخرين بدلاً من تحفيزهم و جعلهم يشعرون بالراحة تجاه أنفسهم.

●تاريخ العائلة: الأطفال الذين لم يتم رعايتهم وتم تجاهلهم من قبل عائلاتهم، قد تتطور لديهم سلوكيات التسلط. كما أن التنشئة القاسية قد تُعلم الأطفال بإن سلوك التنمر هو أمر مقبول. فالأطفال الذين يعانون من العنف المنزلي  ربما يقومون بالتنمر على أنفسهم أيضاً.

● الانتباه: بعض الأطفال الذين يمارسون التنمر قد يقومون بذلك للحصول على المزيد  من الاهتمام  والانتباه من معلميهم وزملاؤهم. فهم يشعرون بالتجاهل في منازلهم و يعتقدون أن التنمر هو الطريق الأفضل لجذب الانتباه لهم.

●المشاكل الاجتماعية: فعدم كونك اجتماعياً يجعلك تتنمر على الآخرين في أي عمر. فالأشخاص الذين يتنمرون لهذا السبب قد تكون  مهاراتهم الاجتماعية أو القدرة على التواصل مع الآخرين غير قوية  مما يتسبب في تنمرهم على الغير.

●الغيرة: الأشخاص الذين يشعرون بالغيرة من أولئك الذين حصلوا على وظائف أو ثروة أو قوة أو سلطة لا توجد لديهم ، قد يتسبب ذلك في تنمرهم  على غيرهم. وقد يكون الشخص الذي يعاني من التنمر  في خطورة متزايدة عندما يظهر بشكل “معتدل” او ” كهدف سهل”.

●الثقافة: الثقافات التي تعزز مفهوم الهيمنة و السيطرة على الآخرين  قد تشجع الأشخاص للجوء إلى سلوكيات التنمر من أجل ” الانتصار”.

◄التنمر الالكتروني:

ازدادت أعداد ضحايا  التنمر الالكتروني  في السنوات الماضية، فالتنمر الالكتروني هو نوع من أنواع التنمر الذي يستهدف الأشخاص عبر الهواتف المحمولة و الأجهزة اللوحية (tablets)و أجهزة الكومبيوتر  ومواقع التواصل الاجتماعي. و مع الانتشار  المتزايد لاستخدام وسائل اللتواصل الاجتماعي ،فإن التنمر الالكتروني أصبح أكثر شيوعاً وجذباً لانتباه الاعلام و المجموعات التوعوية والتحذيرية.

التنمر الالكتروني يشتمل على التحرشات والتهديدات بواسطة الرسائل التي قد يكون مصدرها شخص أو مجموعة وتهديدات منشأها التقنيات الالكترونية أو نشر معلومات شخصية أو صور خاصة في منتديات عامة(public forum  ).كما أنها قد تشمل إقصاء (إبعاد شخص ما بتعمُد من الأنشطة الالكترونية أو مجموعات التواصل كالمحادثات وغيرها) أو التنكر، عندما يدعي فيها المتنمر بإنه شخص آخر ليقوم بالتحرش بشخص ما  لا يعرفه أو نشر رسائل كاذبة عبر الانترنت.

التأثيرات السلبية للتنمر الالكتروني غالباً ما يصاحبها مشاكل صحية،عقلية ،وعاطفية وبدنية وانخفاض في مستوى الثقة بالنفس. والتنمر الالكتروني قد يقود إلى استعمال مواد مخدرة وتجنب  المواقف التي يشعر فيها الشخص بالحرج أو بإنه مستهدف (وغالباً ما يحدث ذلك في المدرسة). كثير من الأشخاص الذين هم ضحايا للتنمر الالكتروني قد عانوا من التسلط على المستوى الشخصي.  أحد أهم التأثيرات المقلقة لهذا النوع من التنمر هو ارتباطها بانتحار المراهقين. فالأطفال والمراهقون الذين تمت ممارسة التنمر ضدهم في خطورة متزايدة لتسلط أفكار الانتحار عليهم ومحاولات الانتحار ومن ثم الانتحار. فقد وجدت دراسة بإن أولئك الذين كانوا ضحايا للتنمر الالكتروني قد قاموا بمحاولات للانتحار ضعف عدد المحاولات لأولئك الذين لم تمارس ضدهم تنمرات الكترونية.

وبالرغم من إن جميع تلك الأنواع من التسلطات بإمكانها التأثير بشكل خطير على الفرد ،فإن التنمر الالكتروني قد يكون هو الأعنف بالتحديد؛لأنه قد يمكن حدوثه ليلاً أو نهاراً مما يجعل الأمر شبه مستحيل على الشخص المتنمَر عليه الكترونياً بإن يقوم بمحاولة محو كل ذلك الأثر لأنه ينتشر بشكل واسع ويصل إلى عدد كبير من الجماهير المستقبلة، فالرسائل يمكن نشرها في المنتديات العامة المشهورة على نطاق واسع.

ترجمة: أحمد بن خالد بن عبدالرحمن الوحيمد

تويتر: AhmadBinKhaled

مراجعة: زينب محمد

تويتر: zinaabhesien@

المصدر:  https://www.goodtherapy.org


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!