الملخص :

يناقش المقال حالة الرهاب الغير طبيعية من الحشرات أو ما يسمى بفوبيا الحشرات وأنواعها وأسباب الإصابة بها وأعراضها وأخيراً طرق علاجها .

يُعرّف فوبيا الحشرات بالخوف الزائد أو الغير منطقي من الحشرات وينبع هذا الخوف من الاشمئزاز أو النفور من شكل الحشرات أو حركتها أو حتى أعدادها الهائلة وتتراوح ردود الفعل ما بين بسيطة إلى الرعب الشديد.

ومن أنواع فوبيا الحشرات الشائعة:

●الخوف من النمل: “ميرميكوفوبيا”

●الخوف من الخنافس: “سكاثاريفوبيا”

●الخوف من النحل: “أبيفوبيا”

●الخوف من الحريشة (أم أربعة وأربعين): “سكولوبيندرفوبيا”

●الخوف من الصراصير: “كاتساريدافوبيا”

●الخوف من صراصير الليل: “أورثوبتيروفوبيا”

●الخوف من الذباب: “موسكافوبيا”

● الخوف من العث: “موتيفوبيا”

●الخوف من البعوض: “أنوفيليفوبيا”

●الخوف من الدبابير: “سفيكسوفوبيا”

يتجنب العديد من المصابين بفوبيا الحشرات التجمعات في الهواء الطلق أو أي ظروف قد تعرضهم للاحتكاك بالحشرات. يؤثر هذا المرض على جوانب عدة من حياة الشخص بما في ذلك العمل والمدرسة والعلاقات. يعي المصاب بفوبيا الحشرات بأن سلوكه غير منطقي ولكنه يشعر بعجزه عن التحكم بردة فعله.

◄ما السبب وراء خوف الناس من الحشرات؟

يكره العديد من الناس الحشرات لسبب منطقي وهو أن بعض الحشرات تتغذى وتعيش على الجسم البشري ويمكن لحشرات مثل البعوض والبراغيث والقراد نقل أمراض للبشر، فبينما تتغذى هذه الحشرات قد تنقل معها أوليات طفيلية أو بكتيريا أو أي مسببات أمراض أخرى قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل اللايم وحمى الكيو والحمى الزرقاء والملاريا وداء المثقبيات الأفريقي ولهذا يؤدي ارتباط الأمراض بالحشرات إلى نفورنا منها ويمنحنا رغبة بتجنبها للحفاظ على سلامتنا.

ومن الأسباب الأخرى وراء نفور الناس من الحشرات هو مظهرها حيث يعتبر تشريح الحشرات غريباً بالنسبة لنا فبعضها تملك عدد أكبر من الأطراف أو الأعين أو أي أجزاء أخرى مقارنة بالبشر. كما قد تسبب الطريقة التي تتحرك بها الحشرات شعوراً بالقرف لبعض الأشخاص أو إحساسهم أن شيئاً ما يزحف على أجسادهم. وقد تشكل الحشرات بالنسبة للبعض تعدياً على شعورهم بالتحكم البيئي حيث تغزو بعض الحشرات مساحتنا الشخصية أو حتى تزحف فوق بعض مستلزمات النظافة الشخصية الخاصة بنا ويتعارض هذا الغزو مع شعورنا بالأمان والنظافة.

 يمكن للحشرات أن تهيض شعوراً بالقرف والنفور وتتفاوت هذه الاستجابة الغريزية بحسب الثقافة ويرتبط بنزعتنا الطبيعية لرفض الأشياء التي قد تثير اشمئزازنا.

◄ما مسببات فوبيا الحشرات؟

على الرغم من عدم وجود مسبب محدد لفوبيا الحشرات إلا أن البعض قد يصاب بخوف مفرط منها نتيجة تجربة سلبية فلو تعرض شخص ما للسعة نحلة أو قرصة نملة نارية فقد تؤدي هذه التجربة المؤلمة إلى مبالغته في ردة الفعل عند وجود أي حشرة. من الممكن أيضاً أن يكون الخوف من الحشرات ردة فعل مكتسبة من سلوكيات الأشخاص المحيطين بك فيميل الطفل الذي يشاهد أحد والديه أو من يحب يخاف من الحشرات إلى تبني ردة فعل مشابهة. كما تزيد احتمالية الإصابة بها أو بأي أنواع الفوبيا الأخرى لمن يعانون من إصابات دماغية نتيجة ضربة قوية على الرأس أو الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو متعاطي المخدرات.

الفوبيا هي اضطراب قلق يؤدي إلى تصرف الشخص بشكل غير منطقي وتجنبه للشيء الذي يخافه على الرغم من أنه لا يشكل خطراً عليه. يعتبر التوتر ردة فعل مفيدة تأهبنا للاستجابة للحالات التي تتطلب منا اهتماماً مركزاً. ويعتبر التوتر ردة الفعل الطبيعية التي تصدرها اجسامنا اتجاه أي خطر محتمل (مثل كلب ينبح) أو حالات مبهجة (ركوب الإفعوانية). عند حدوث مثل هذه الحالات يقوم جهازنا العصبي بإرسال إشارات لإفراز الأدرينالين، يهيئ هذا الهرمون اجسامنا للقتال أو الفرار حيث يزيد الادرينالين من تدفق الدم إلى القلب والرئتين والعضلات مما يزيد من وفرة الأوكسجين في هذه المناطق لتهيئتها للنشاط البدني. يزيد الأدرينالين أيضاً من أداء حواسنا وهو ما يجعلنا واعين بكامل التفاصيل المتعلقة بالحالة. تتحكم منطقة معينة من الدماغ تدعى اللوزة بردة الفعل (القتال أو الفرار). يمر المصابين بفوبيا الحشرات أو غيرها بهذا القدر العالي من الخوف والتوجس عند تعرضهم لموقف أو شيء يخافونه ويؤثر هذا الاضطراب على النشاط البدني والنفسي لدرجة مبالغة الشخص في ردة فعله اتجاه ما يخاف حتى مع عدم وجود مبرر لذلك.

◄أعراض فوبيا الحشرات:

 تتفاوت درجات القلق من مريض لآخر فالبعض يعاني من خوف بسيط بينما يعجز آخرون عن مغادرة المنزل خوفاً من مواجهة بعض الحشرات وقد يتملك البعض شعوراً عميقاً بالهم أو الارتباك فتظهر هذه المشاعر على شكل نوبة فزع.

من أعراض القلق المرتبط بالحشرات:

●الغثيان

●خفقان القلب

●الالآم الصدر

●الصداع

●الدوار

●تعرق مفرط

●صعوبة في التنفس

●التنميل

●ضعف العضلات

●انقطاع النفس

في بعض الحالات الحرجة لا يستطيع الشخص المصاب النظر إلى صورة  أو رسمة لحشرة دون فقدان السيطرة على نفسه في محاولة للهرب منها ؛لذا يعجز هؤلاء الأشخاص عن عيش حياة طبيعية. يفهم المصاب بالفوبيا أن ردة فعله غير منطقية ولكنه غير قادر على كبحها.

◄علاج فوبيا الحشرات:

يشيع علاج فوبيا الحشرات بالعلاج السلوكي الإدراكي والعلاج بالتعرض. ويركز هذ المنهج الثنائي على تناول عوامل الخوف والقلق المرتبطة بالحشرات إلى جانب الاستجابة السلوكية لها. ولمساعدة المصابين في التعامل مع استجاباتهم الشعورية يقوم الأطباء النفسيين بتعليم المرضى أساليب الاسترخاء حتى يتسنى لهم معرفة كيفية تهدئة أنفسهم. كما يساعد الأطباء المرضى في التعرف والحفاظ على نمط التفكير الذي يعزز الشعور بالخوف. ويبدأ الشخص من خلال هذه الخطوات بالتفكير في الحشرات التي يهابها بشكل منطقي وذلك من خلال قراءة الكتب والمجلات المدعمة بتفاصيل حولها والاطلاع على الأدوار الإيجابية التي تلعبها الحشرات في نظامنا البيئي وهو ما يساعد المريض في تبني نظرة متوازنة عن الحشرات. يؤثر تفكيرنا على مشاعرنا وتؤثر مشاعرنا على سلوكياتنا.

يستخدم الأطباء النفسيين عادةً العلاج بالتعرض للتعامل مع الاستجابة السلوكية للحشرات ويتضمن هذا العلاج التعرض المتدرج للحشرات حيث يبدأ بخطوة بسيطة كالتفكير في حشرة. وفي حالة تمت دراستها ، تعرض صبي مصاب بفوبيا الحشرات لمستويات عالية من الاتصال مع صراصير الليل، شملت :

●إمساك برطمان مليء بصراصير الليل.

●لمس صرصار بقدمه.

●الوقوف في غرفة فيها صراصير لمدة 60 ثانية

●التقاط صرصار باستخدام قفاز

●إمساك صرصار بيده العارية لمدة 20 ثانية

●السماح لصرصار بالزحف على ذراعه العاري.

يساعد التعرض المتدرج للحشرات المصاب في مواجهة مخاوفه بالتدرج حتى وصوله لمرحلة التحرر من شعوره بالقلق حولها.

أُثبتت فعالية العلاج بالتعرض في الحفاظ على الاستجابة الدفاعية المكتسبة للجسم. وتعتبر آليات السلوك الدفاعي استجابات تلقائية نابعة من جهازنا العصبي لمساعدتنا في تجنب الأخطار ففي حالة مواجهتنا لشيء خطر تستجيب أجسادنا وفقاً للحالة لمنعنا من إلحاق الضرر بأنفسنا وللحفاظ على حياتنا. لذا في حالة استجابة مريض فوبيا الحشرات بطريقة تمنعه من التعرض للأذى فإن هذا السلوك معزز في الدماغ ويحدث هذا التعزيز حتى في حالة انعدام التوقع الحقيقي لوجود ضرر.

يساعد التخلص من الحساسية الزائدة من الاتصال بالحشرات المريض في إدراك أن العواقب المترتبة على القرب أو الاتصال مع الحشرات ليست كما يتصوره في مخيلته. ومع الوقت سيدرك الدماغ أن ردة الفعل المبالغة غير ضرورية. ويُعتقد أن استخدام التعزيز الإيجابي إلى جانب أسلوب التخلص من الحساسية الزائدة سيساعد المريض في ربط عواقب إيجابية مع الحشرات. فعلى سبيل المثال، قد تُعرض جائزة للمريض في حال إمساكه بحشرة لمدة 20 ثانية وهذا يساعد المريض في النظر للحشرات من جانب إيجابي. وقد تمكن المصابون بفوبيا الحشرات من خلال استخدام العلاج المناسب من تقليص مخاوفهم إلى حد كبير أو التغلب عليها تماماً.

ترجمة: غادة اللحيدان

تويتر: @ghadoo7

مراجعة : خلود الشريف

تويتر :  @kkoloud

رابط المصدر: https://www.thoughtco.com