المُلخص:

يكشف العلماء عن طريقةٍ ما تساعد على تذكر الأحداث الماضية بطريقة أفضل وهي المشي إلى الوراء, قد تلعب هذه الطريقة دورًا هامًا في تجفيز أجاء من الدماغ تساعد على تذكر الماضي بشكل أفضل.

يكشف العلماء عن طريقةٍ ما تساعد على تذكر الأحداث الماضية بطريقة أفضل وهي المشي إلى الوراء, قد تلعب هذه الطريقة دورًا هامًا في تجفيز أجاء من الدماغ تساعد على تذكر الماضي بشكل أفضل.

هل فقدت مفاتيح سيارتك؟ بدلاً من متابعة خطواتك, قد ترغب في محاولة المشي إلى الخلف لتنشيط ذاكرتك.

أن الأشخاص الذين ساروا إلى الوراء, أو تخيلوا أنهم يمشون  ,(Cognition)وجدت دراسة نُشرت في عدد يناير من مجلة  للخلف, أو حتى شاهدوا مقطع فيديو يحاكي المشي باتجاه الوراء كان لديهم ذاكرة أفضل فيما يخص الأحداث الماضية مقارنة بأولئك الذين ساروا إلى الأمام أو ظلوا جالسين في أماكنهم.

ولكن لماذا؟

يقول الدكتور دانييل شاكتر, أستاذ علم النفس في قسم علم النفس بجامعة هارفارد أن السبب لا يزال غامضًا. من المحتمل أن يربط الناس المشي للخلف بالعودة إلى الماضي وهذا يقود بطريقة ما إلى استجابة للذاكرة. يقول الدكتور شاكتر:” نعلم أنه لا يمكن أن يكون له علاقة بكيفية تشفير وتخزين المعلومات” حيث لم يكن الناس يمشون للخلف عندما قاموا بتخزين الذكريات التي تم اختبارها خلال هذه الدراسة. ولكن قد يستغرق الأمر دراسات مستقبلية لإلقاء مزيد من الضوء على هذه القضية. على الرغم من ذلك كانت النتائج مثيرة للاهتمام كما يقول دكتور شاكتر.

◄اختبار آثار الحركة:

قرر الباحثون اختبار تأثير الحركة الخلفية على الذاكرة وذلك لأن العديد من الدراسات السابقة وجدت ارتباط بين الحركة والذاكرة. قام 114 شخصًا بالمشاركة في 6 تجارب مختلفة لاختبار الذاكرة.

خلال هذه التجارب, تم عرض مقطع فيديو للمشاركين لجريمة على هيئة مراحل أو قائمة كلمات أو مجموعة من الصور. ثم طلبوا من منهم السير للأمام أو الخلف أو الجلوس دون حركة أو مشاهدة مقطع فيديو يحاكي الحركة في الاتجاهين أو تخيل أنهم يتحركون في الاتجاهين. ثم أجاب المشاركون على الأسئلة المتعلقة بالمعلومات التي رأوها في وقت سابق.

في جميع الحالات, كان الأشخاص الذين كانوا يتجهون إلى الخلف أو فكروا في العودة إلى الوراء أو شاهدوا مقطع فيديو يصور الحركة العكسية أكثر قدرة على تذكر التي تم عرضها في وقت سابق, مقارنة بأولئك الذين لا يزالون جالسين. في 5 من التجارب الستة, كانت الذاكرة أفضل عندما تحرك الناس للخلف مقارنةً بالوقت الذي تحركوا فيه للأمام. في المتوسط, استمرت زيادة القدرة الذهنية على التذكر لمدة 10 دقائق بعد توقف الناس عن الحركة.

في تجربة الجريمة التي تم تنظيمها, على سبيل المثال, شاهد المشاركون شريط فيديو لامرأة في حديقة قام أحدهم بسرقة حقيبتها. اختبر الباحثون مدى قدرة الناس على الإجابة على 20 سؤالاً حول الجريمة المحاكاة, اعتمادًا على الاتجاه الذي تحركوه أو في حال الجلوس. وجدوا أن الأشخاص الذين ساروا إلى الخلف كانوا  أكثر تمكنًا للإجابة على المزيد من الأسئلة بشكل صحيح, بغض النظر عن أعمارهم أو العوامل الأخرى.

تشير النتائج إلى أن استراتيجية الحركة هذه قد تكون وسيلة لمساعدة الناس على تذكر الأحداث الماضية بشكل أفضل.

◄تحسين استرجاع المعلومة والقدرة الذهنية على التذكر:

 يقول الدكتور شاكتر إن الحركة الخلفية يمكن أن تضاف ذات يوم إلى التقنية المستخدمة حاليًا لتعزيز الذاكرة. وتسمى إحدى هذه الأساليب المقابلة المعرفية. تساعد تقنية إجراء المقابلات الأشخاص على تذكر تفاصيل حدث تم مؤخرًا, على سبيل المثال, عندما يشهد شخص ما ارتكاب جريمة. يقول الدكتور شاكتر:” ما يحاول المقابلون القيام به هو الحصول على معلومات دقيقة قدر الإمكان من شاهدي الجريمة دون إحداث ذاكرة زائفة”.

يفعلون ذلك عن طريق أخذ هؤلاء الأشخاص مجازيًّا للمشي إلى الأمام والخلف. من المحتمل أن المشي للخلف قد يحفز شيئًا مشابهًا في الدماغ لتذكر الأحداث السابقة.

إن استخدام الحركة الخلفية يمكن أن يساهم في المقابلة المعرفية أو يمكن استخدامه كأسلوب منفصل لتذكر الأحداث اليومية ولكن هل بالفعل يمكن استخدامه كتطبيق عملي في المستقبل القريب؟

أجاب مؤلفو الدراسة إن الأبحاث المستقبلية ستكشف عن دور هذه التقنية في استرجاع الذاكرة,  وأيضًا ما إذا كانت عاملًا مهمًا يمكن أن يساعد كبار السن أو الأشخاص المصابين بالخرف.

وأخيرًا, هل سيساعد المشي للخلف على تعزيز الذاكرة قصيرة المدى؟

” تشير هذه الدراسة إلى أن هناك بعض المواقف والأحداث التي قد تعتمد على ذلك, كما يقول الدكتور شاكتر حيث قد يكون الأمر يستحق المحاولة والتجربة أكثر.”

 ترجمة: منى الشهري

حساب تويتر: @TheMona92

مراجعة: فاطمة فودة

المصدر:www.health.harvard.edu