حركة التأرجح تُحسن النوم والذاكرة، والدراسات على الفئران و البشر تُظهر ذلك.

حركة التأرجح تُحسن النوم والذاكرة، والدراسات على الفئران و البشر تُظهر ذلك.

21 أكتوبر , 2019

ملخص المقال:

أي شخص قد وضع طفلًا صغيرًا في الفراش أو انجرف في أرجوحة متأرجحة بلطف سيعرف أن حركة التأرجح تجعل النوم أسهل. الآن، تُظهر أدلة دراستان جديدتان تم نشرهما مؤخرًا في علم الأحياء في 24 يناير ، إحداهما أجريت على الشباب والأخرى على الفئران الفوائد الواسعة لحركة التأرجح أثناء النوم.

● المصدر : جريدة”سيل برس”( Cell Press):

أي شخص قد وضع طفلًا صغيرًا في الفراش أو انجرف في أرجوحة متأرجحة بلطف سيعرف أن حركة التأرجح تجعل النوم أسهل. الآن، تُظهر دراستان جديدتان تم نشرهما مؤخرًا في علم الأحياء في 24 يناير ، إحداهما أجريت على الشباب والأخرى على الفئران الفوائد الواسعة لحركة التأرجح أثناء النوم. وفي الواقع، أظهرت الدراسات التي أُجريت على الأشخاص أن حركة التأرجح لا تؤدي فقط إلى تحسين النوم، ولكن تعزز أيضًا تقوية الذاكرة أثناء النوم.

يقول “لورنس باير”(Laurence Bayer )من جامعة جنيف بسويسرا :”إن النوم جيدًا ليلًا يعني النوم بسرعة و من ثم البقاء نائمًا الليل كله”. “المتطوعون لدينا – حتى لو كانوا جميعهم ممن ينامون جيدًا – ينامون بسرعة أكبر عندما يتأرجحون ويكون لفترات أطول من النوم العميق المرتبطة بعدد مرات أقل من النهوض أثناء الليل. وبالتالي، فإننا نظهر أن حركة التأرجح مفيدة للنوم.”

كان “باير”( Laurence Bayer) وزملاؤه قد أظهروا في وقت سابق أن حركة التأرجح المستمرة خلال قيلولة مدتها 45 دقيقة تساعد الناس على النوم بشكل أسرع وأكثر صحة. في الدراسة الجديدة، بقيادة “لورنس باير”( Laurence Bayer )و”صوفي شوارتز”(Sophie Schwartz )، جامعة جنيف، سويسرا، أرادوا استكشاف آثار حركة التأرجح على النوم وموجات الدماغ المرتبطة به طوال الليل.

قام الباحثون بتجنيد 18 من الشباب الأصحاء للخضوع لتجربة مراقبة النوم في المختبر. كانت الليلة الأولى تهدف إلى تعويدهم على النوم هناك. ثم بقوا ليلتين أُخريين – إحداهما كانت على سرير هزاز والأخرى على سرير مماثل لا يتحرك. وأظهرت البيانات أن المشاركين  ينامون أسرع أثناء التأرجح. بمجرد النوم ، يمضون وقتًا أطول في النوم و تكون حركة العين غير سريعة، وينامون بعمق أكبر، ويستيقظون أقل.

بعد ذلك، أراد الباحثون أن يعرفوا كيف يؤثر النوم الأفضل على الذاكرة. لتقييم قوة الذاكرة، دَرس المشاركون  بعض الكلمات المقترنة. ثم قام الباحثون بقياس دقتهم في تذكر تلك الكلمات المقترنة في جلسة مسائية مقارنةً مع الصباح التالي عندما استيقظوا. وجدوا أن الناس قد أحسنوا في اختبار الصباح عندما كانوا يتأرجحون أثناء النوم.

أظهرت دراسات أخرى أن حركة التأرجح تؤثر على تذبذبات المخ أثناء النوم. لقد رأوا أن حركة التأرجح تسببت في حدوث تذبذبات دماغية محددة للنوم غير السريع لحركة العين (التذبذبات البطيئة و الدوران).  نتيجة لذلك، ساعدت حركة التأرجح المستمرة في مزامنة النشاط العصبي في شبكات القشرة المخية للدماغ، والتي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز النوم والذاكرة.

الدراسة الثانية التي أجراها “كونستانتينوس كومبوتيس “( Konstantinos Kompotis ) وزملاؤه على الفئران هي الأولى التي تكشف ما إذا كان التأرجح يعزز النوم في الأنواع الأخرى. والواقع أنها فعلت. استخدم الباحثون، بقيادة “بول فرانكين”( Paul Franken)من جامعة “لوزان “بسويسرا(University of  Lausanne  ) الهزازات الترددية التجارية لتُأرجح أقفاص الفئران أثناء نومها.

بينما تم العثور على أفضل تردد هزاز للفئران و الذي كان أسرع أربع مرات من البشر، أظهرت دراسات الباحثين أن حركة التأرجح قللت من الوقت الذي استغرقه للنوم وزيادة وقت النوم مع الفئران كما هو الحال في البشر. ومع ذلك ، فإن الفئران لم تظهر أدلة على النوم الأكثر عمقًا.

كان الباحثون يشتبهون في أن آثار حركة التأرجح على النوم كانت مرتبطة بالتحفيز الإيقاعي للنظام الدهليزي، والجهاز الحسي الذي يساهم في الشعور بالتوازن والتوجه المكاني. لاستكشاف هذه الفكرة في الفأر، قام الباحثون بدراسة الحيوانات التي تعطلت أنظمتها الدهليزية من قبل أعضاء طبلة الأذن غير العاملة، الموجودة في آذانهم. أوضحت دراساتهم أن الفئران التي تفتقر إلى أعضاء الأذن العظمية العاملة لم تشهد أيًا من الآثار المفيدة لحركة الهزاز أثناء النوم.

وقال “باير وبيرولت”( Bayer and Perrault ): “أن الدراستان مجتمعتان توفران رؤى جديدة للآليات الفسيولوجية العصبية الكامنة وراء آثار التحفيز بواسطة حركة التأرجح على النوم”. قد تكون النتائج ذات صلة بتطوير طرق جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من الأرق وإضطرابات المزاج، وكذلك كبار السن، الذين يعانون في كثير من الأحيان من ضعف النوم وضعف الذاكرة

ويقول الباحثون أنه سيكون من الضروري العمل المستقبلي على استكشاف هياكل الدماغ العميقة الدقيقة المشاركة في آثار حركة التأرجح على النوم.

ويقول “فرانكين”( Franken) :”الأدوات الحالية ، (مثل: علم البصريات الوراثي )، يمكن أن تساعدنا في فك تشفير الهياكل، أو حتى الخلايا العصبية، التي تتلقى الحافز من أعضاء الأذن ونقلها إلى هياكل دائرة النوم”.”إن رسم شبكة التواصل بين النظامين سيوفر الفهم الأساسي، فضلاً عن الأهداف السريرية الجديدة للتعامل مع اضطرابات النوم، (مثل: الأرق)”.

ترجمة: نوره عبدالله

تويتر: @Nourallatif

المصدر:https://www.sciencedaily.com

مراجعة: زينب محمد

تويتر: @zinaabhesien


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!