كيف تجد الحماس الدائم لشغفك؟ التخلي عن المصلحة الذاتية الضيقة وتجربة الحياة كتعبير مقدس عن الحب.

كيف تجد الحماس الدائم لشغفك؟ التخلي عن المصلحة الذاتية الضيقة وتجربة الحياة كتعبير مقدس عن الحب.

10 أكتوبر , 2019

الملخص:

هذا مقال بقلم : سيث جي . قيليهان نشر بمجلة علم النفس اليوم يتحدث فيه الكاتب عن الحماس والاندفاع المبدئي عندما يتولى أحدنا وظيفة ما يجد فيها شغفه ثم مايبلث هذا الحماس أن ينطفئ ويفسر الكاتب هذا بانحصار مفهوم الشغف بالنفع الذاتي الضيق وعدم الالتفات للمصلحة العامة ونفع الآخرين والتي تعتبر -وفقا لعدد من المختصين- الطريقة الوحيدة لاستمرارية واستدامة الشغف والحماس لأداء هذه الوظيفة..

Å بقلم : سيث جي . قيليهان (Seth J. Gillihan):

  يبحث عدد لا يحصى من الناس عن الشغف  في حياتهم وربما  تكون أنت منهم. هذه العملية يمكن وصفها ب”التحدي” والذي يقوم على التجربة والخطأ. كما تقول الباحثة المُثابِرة “أنجيلا دكوورث”( Angela Duckworth ):” فإن اكتشاف شغفك يتطلب أخذ عينات من المجالات المختلفة التي تهمك؛ والنظر لما يشد انتباهك.

لكن في بعض الأحيان عندما تظن أنك قد اكتشفت شغفك في الحياة، فإن اهتمامك به  يخبو سريعًا.  كما يقول المؤلف” جريج كريش”(Gregg Krech ): “إنه من السهل أن تكون بطلاً في البداية  عندما يشغل الناس وظيفة مع ضجة افتتاحية كبيرة من الأبواق ولكن سرعان ما يتراجع حماسهم  إلى أدني مستوياته، و الوظيفة التي كانت في البدايات ملهمة تتحول إلى عملٍ طويلٍ ممل، ويصبح من  الصعب الالتزام بها  يومًا بعد يوم”، فهل شعرت أنك أخطأت في العثور على شغفك وهدفك؟

ربما، كما يصف الكاتب و أستاذ  رياضة التأمل (meditation)” جوني بولارد” (Jonni Pollard)،  أن المشكلة لم تكن الشغف بحد ذاته، ولكن الدافع وراء هذا الشغف. لقد تحدثت مؤخرًا مع “جوني بولارد” (Jonni )على موقع  ( فكّر، نّفذ، كنّ)”Think Act Be podcast”، وعرض مفاهيمه حول إيجاد حماسٍ دائمٍ لشغفك.

● ما الذي يلهب شغفك ؟

“السؤال الكبير”، وفقًا لما قاله “جوني” ( Jonni )، هو: “ما العائد الذي نرجوه من شغفنا؟ لأنه كلما قمنا بإلهاب شغفنا  بالمكاسب الذاتية فقط  دون النظر في الكيفية التي يمكن أن تخدم بها وتعود بالنفع على الآخرين، فإنها  ستحترق دائمًا  أو تتلاشى”. يتماشى هذا المنظور مع كتّاب آخرين مثل: “دوكوورث” ( Duckworth ) و التي  تؤكد أن الإحساس الدائم بالهدف يأتي من النية في المساهمة في تحقيق  رفاهية الآخرين . كما أن الدكتور “مارتن سيليجمان”( Martin Seligman ) -أب علم النفس الإيجابي- يتفق مع هذا المنظور و كتب أن : ” الذات موقع رديء للغاية للعثور على معنى”.

 إذًا ما البديل؟ يقول ” جوني” (Jonni ): ” إذا حولت تركيزك الأساسي إلى مصلحة الآخرين (مع فائدة متبقية لنفسك)، فإن  شغفك سيتم إلهابه بواسطة  شيء أكبر من احتياجاتك الخاصة، و هذا الوقود سيكون أقوى مفعولًا واستدامة من الوقود الرخيص والقذر الخاص بالمصالح الذاتية الضيقة؛ لأن طبيعتنا العميقة هي أن تكون في خدمة الصالح الأكبر”.

Å تغيير اتجاه تركيزك:

 الانشغال بأنفسنا ليس مثيرًا للاهتمام لفترة طويلة. إنه يشبه التحديق في شاشة الهاتف الذكي، بغض النظر عن الأصوات والصور التي تأتي منها، فإن المشهد لا يتغير أبدًا في النهاية إنها مجرد شاشة، ووفقًا لذلك، فإننا سنشعر بالملل من خدمة مصالحنا الشخصية في المقام الأول  بغض النظر عن النشاط المستخدم في تحقيق هذه المصالح. الترياق في كلتا الحالتين هو توسيع نطاق  وعينا بعيداً عن شاشة  الهاتف الذكي وبعيدًا عن أنفسنا، يمكننا أن نتغاضى عن مكاسبنا الذاتية وعدم اعتبارها حافز شامل  لنا ونركز بدلاً من ذلك على الاحتياجات غير المشبعة لمن حولنا.

 Å وضع البقاء على قيد الحياة:

 من أين يأتي التركيز الذاتي المعتاد إذا كان مخيبا للآمال بطبيعته؟ وفقًا  لما قاله”جوني بولارد”( Jonni Pollard) فإن التركيز الذاتي المستمر هو أحد أعراض وضع البقاء على قيد الحياة. عندما نكون في رحلة، كل ما نفكر فيه هو الحفاظ على ذاتنا من الأخطار، و يأتي هذا الشعور بالخطر من التعرض لبيئة معادية، وتنافسية، ومنفصلة بشدة.

يقدم كتاب “جوني”( Jonni ) “التسلسل الذهبي”  ممارسات للابتعاد عن وضع البقاء على قيد الحياة و تحديث أجهزة أنظمتنا العصبية، تهدف هذه الممارسات إلى السماح لنا بإعادة الاتصال بحقيقة من نحن، وأن نكون قادرين على اكتشاف قدسية الحياة في ظل حالة الضجيج والعجلة. عندما نتذكر أن الحياة مقدسة وأن طبيعتنا هي الحب، فإننا نتواصل مع طبيعتنا بشكل أعمق لنرغب في خدمة من حولنا، يصف”جوني” ( Jonni ) هذه الحالة بأنها “شعور بالمعرفة”؛ لأننا نشعر باليقين داخلنا و يكون إحساسنا  عميق بهدفنا في الحياة.

Å ماذا عن احتياجاتك الخاصة؟

 هل هذا النهج يعني تجاهل رفاهيتنا، أو إنكار احتياجاتنا؟ الحمد لله لا؛ ” لأنه كما أوضح ” جوني” ( Jonni )،فإن خدمة مصالح الآخرين بصدق تشمل احتياجاتك وهذا يعني أنه شيء واحد ( نموذج متماسك للخدمة) فنحن لا نقتطع الفائدة للآخرين من المنفعة لأنفسنا. ولسبب وجيه، فإنه من خلال تلبية احتياجاتنا الخاصة سوف نكون في وضع يسمح لنا بخدمة الآخرين، فعلى سبيل المثال: إذا تجاهلنا صحتنا، فإننا سوف نكافح لمساعدة من حولنا.

 

 ولكننا كما أشار “جوني” ( Jonni ) قد نحتاج إلى أقل مما نعتقد، وقال أيضًا: “في بعض الأحيان نعتقد أننا نحتاج إلى مستوى معين من الأوسمة واعتراف العالم بنا ، والإحساس بالتقدير، وأننا لدينا القدرة على فعل شيء ذي قيمة في العالم، و لكن عندما نسأل أنفسنا عما هو مطلوب فعلياً لإنجاز هذه المهمة، فإننا دائمًا ما نندهش من قلة ما نحتاجه فعليًا ومن إنه إلى أي مدى يمكن أن تكون الأشياء البسيطة فعّالة للغاية في هذا العالم”. وأوضح “جوني” (Jonni ) أيضًا أنه كلما كانت حياتنا أبسط، كلما  كان بوسعنا التركيز على ما هو مهم، و كلما طلبنا أكثر، كلما أصبحت الحياة أكثر تعقيدًا، وبكل  سهولة سوف يتشتت انتباهنا عن الشيء الذي نريد أن نحققه في المقام الأول: التأثير الإيجابي و خدمة الآخرين.

ترجمة: زينب محمد.

تويتر: @zinaabhesien

مراجعة: عبدالرحمن الخلف

تويتر: @alkhalaf05

مصدر المقال: https://www.psychologytoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!