ثنائية اللغة: كيف نتنقل  بين لغتين؟

ثنائية اللغة: كيف نتنقل بين لغتين؟

5 أكتوبر , 2019

المُلخص:

كشف فريق من الباحثين عن العمليات المتميزة التي تحدث عندما نبدّل بين لغات مختلفة، وهو اكتشاف يمنح رؤى جديدة لطبيعة ثنائية اللغة.

دراسة من قِبل جامعة نيويورك:

كشف فريق من الباحثين عن العمليات المتميزة التي تحدث عندما نبدّل بين لغات مختلفة، وهو اكتشاف يمنح رؤى جديدة لطبيعة ثنائية اللغة.

يوضح المرشح للدكتوراه في جامعة نيويورك إستي بلانكو إلورييتا والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة والتي نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Science: “السمة الملحوظة لمتعددي اللغات هي قدرتهم على التنقل بسرعة وبإتقان ما بين لغاتهم المختلفة. تساعد اكتشافاتنا على تحديد ما يحدث في الدماغ خلال هذه العملية – تحديدًا: أي نشاط عصبي مرتبط خصيصًا مع الانفصال عن لغة والانخراط بأخرى جديدة.”

وتشير الأستاذة في قسم اللغويات وقسم علم النفس في جامعة نيويورك لينا باليكنين وكبيرة المؤلفين إلى: “تحديدًا، يكشف البحث ولأول مرة أنه بينما يتطلب الانفصال عن لغة بعض الجهد الإدراكي، إلا أن تنشيط لغة جديدة لا يتطلب نسبيًا أي جهد من جانب الجهاز العصبي.”

ويربط بحث سابق بين تبديل اللغات والنشاط الزائد في المناطق المرتبطة بالسيطرة الإدراكية (أي: القشرة الحزامية الأمامية والفص الجبهي). إلا أنه لا يُعرف إن كان الانفصال من اللغة السابقة أو الانخراط في لغة جديدة ما هو ما يثير هذا النشاط.

وذلك إلى حد كبير بسبب أن هاتين العمليتين تحدثان معًا حين يبدل من يتحدث لغتين من لغة إلى أخرى (أي: حين انتقل المشاركون من التحدث بالإسبانية إلى التحدث بالإنجليزية، يحدث “إيقاف” الأسبانية و”تفعيل” الإنجليزية في نفس الوقت).

ولحل هذه المعضلة، درس باحثو الدراسة -ومن بينهم كارن إموري من جامعة ولاية سان دييغو- ثنائيو لغة يتحدثون الإنجليزية ولغة الإشارة الأمريكية (ASL) بطلاقة، والذين غالبًا ما يستخدمون اللغتين معًا في نفس الوقت.

وتلاحظ بلانكو إلورييتا: “تمنح حقيقة تمكنهم من استخدام اللغتين معًا في نفس الوقت فرصة فريدة لفهم عملية الانفصال والانخراط – أي: كيف يقومون بـ “إيقاف” و”تفعيل” اللغات.”

على وجه التحديد، يعني ذلك أن بإمكان الباحثون الطلب من المشاركين التوقف عن استخدام كلا اللغتين والاكتفاء بلغة واحدة (وبالتالي إبعاد عملية “إيقاف” اللغة) أو الانتقال من استخدام لغة واحدة إلى استخدام لغتين (وبالتالي إبعاد عملية “تفعيل” اللغة).

ولاستيعاب هذه العملية، راقب الباحثون ثنائيو لغة (لغة إشارة ولغة منطوقة) والذين عُرضت عليهم صور متماثلة وقاموا بتسميتها بتعابير دلالية متطابقة. وبُغية قياس نشاط أدمغة المشاركين خلال هذه التجربة، استخدم الباحثون تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG) وهي تقنية ترسم بتفصيل النشاط العصبي عن طريق تسجيل المجالات المغناطيسية التي تولدها التيارات الكهربائية التي تنتجها أدمغتنا.

أظهرت النتائج أن ثنائيو اللغة المتقنين للغة الإشارة الأمريكية والإنجليزية عندما ينتقلون ما بين اللغتين فإن “إيقاف” لغة ما يؤدي إلى زيادة النشاط في مناطق التحكم الإدراكي في حين أن “تفعيل” لغة ما لم يكن مختلفًا عن إن لم يكن هناك تنقل ما بين لغتين.

وبعبارة أخرى، يُكرّس الدماغ عمله على “إيقاف” لغة ما، مع جهد إدراكي ضئيل أو بلا جهد حين “تفعيل” اللغة الثانية – مهما تكن سواء منطوقة أو لغة إشارة.

في الحقيقة، توصلوا أيضًا إلى أن مثل هؤلاء المتحدثين؛ من يستخدمون كلمتين في نفس الوقت (كلمة منطوقة وكلمة بلغة الإشارة) لا يحتاجون بالضرورة إلى جهد معرفيّ أكثر مقارنةً باستخدام كلمة واحدة فقط. على العكس، استخدام كلمتين في نفس الوقت أسهل من من قمع اللغة السائدة (الإنجليزية في هذه الحالة) من أجل تسمية الصورة الظاهرة على الشاشة بلغة الإشارة الأمريكية فقط.

تقول بلانكو إلورييتا: “بالمجمل، تشير هذه النتائج إلى أن عبء التنقل ما بين اللغات يكمن في الانفصال عن اللغة السابقة مقارنة مع الانخراط بلغة جديدة.”

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: بيادر النصيان

تويتر: @bayader_nus

تدقيق: حسام العنزي
Twitter :@9ii9i


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!