دراسة كبيرة أخرى تنفي ارتباط لقاح الحصبة بالتوحد

دراسة كبيرة أخرى تنفي ارتباط لقاح الحصبة بالتوحد

13 سبتمبر , 2019

الملخص: أعلن الباحثون في الدنمارك عن نتائج الدراسة الكبيرة التي أجروها على أكثر من نصف مليون طفل لمدة عشر سنوات لبحث ما إذا كان هناك علاقة بين التطعيم الثلاثي الفيروسي والتوحّد، الدراسة جاءت بنتائج مُطمْئِنة، فقد وجدوا أن هذا اللقاح لا يسبب التوحد حتى للأطفال المعرضين للإصابة بالاضطراب.

توصلت أكبر الدراسات حتى الآن إلى عدم وجود أي رابط بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR، ح.ن.ح.) وبين التوحد، وقد نشر الباحثون تقريرهم يوم الإثنين في مجلة أناليس أوف إنترنال ميدسن (Annals of Internal Medicine.)

تتبع الباحثون (جميعهم أعضاء في مؤسسة ستاتينز سيروم  (Statens Serum) وهي مؤسسة مشابهة لمركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية) مجموعة تتكون من 657,461 طفل دنماركي ولدوا بين عامي 1999 و2010 لمدة عشر سنوات لرؤية ما إذا كان أخذ لقاح (ح.ن.ح) سيؤثر بشكل كبير على إصابة الطفل بالتوحد أو ظهور أعراض اضطرابات طيف التوحد.

أظهرت النتائج عدم تأثيرها البتة، فبعد مقارنة الأطفال الذين تلقّوا لقاح (ح.ن.ح) مع الأطفال الذين لم يتلقوْه، لم يُلاحَظ أي زيادة في خطر الإصابة بالتوحد.

وقال البروفيسور مادس ميلبي (Mads Melbye)، كاتب هذه الدراسة، ورئيس مؤسسة ستاتينز سيروم في كوبن هاجن- الدنمارك متحدثاً لمجلة هيلث لاين :(Healthline)”حان الوقت لإبطال فرضية أن لقاح ح.ن.حيسبب التوحد”.

“استطعنا دراسة جميع الأطفال الدنماركيين في وقت مبكر وبمعلومات عالية الدقة حول متى ومَن مِن هؤلاء الأطفال تلقّى لقاح ح.ن.ح ومن ثم اعتمدنا على سجلات مستقلة في تحديد أي من هؤلاء الأطفال أصيب بالتوحد، كل هذه الحقائق تمنح نتائج هذه الدراسة مصداقية عالية”.يُقدّر عدد الأطفال الذين شُخصوا بالتوحد من المجموعة الخاضعة للدراسة بـ 6,517.

دليل قاطع :

بُنِيَت هذه الدراسة على دراسة أخرى أصغر بقليل أُجريت في الدنمارك وساعد في كتابتها البروفسور ميلبي، وقد نُشِرَت عام 2002. اتبعت تلك الدراسة نموذجًا مشابهًا واستعانت بمجموعة مكونة من 537,303 طفل دنماركي ولدوا بين عامي 1991 و1998.

توصلوا آنذاك لنفس النتائج الحالية وهي عدم وجود زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالتوحد نتيجة لقاح ح.ن.ح.

وأضاف ميلبي: ” اعتمدت كلٌ من الدراسة الحالية والدراسة المنشورة في مجلة  New England Journal of Medicineعام 2002 على مجموعات كبيرة وسجلات معلومات صحيحة، توصلت كلتاهما إلى عدم وجود اختلاف في خطر الإصابة بالتوحد بين الأطفال المُتلقّين للقاح ح.ن.ح والذين لم يتلقوه”.

وقد تعمقت الدراسة الجديدة في تفاصيل أكثر من الدراسة السابقة متفادية عدد من الانتقادات المحتملة، فقد أشاروا على وجه الخصوص إلى أنه في الدراسات ذات المجموعات الكبيرة توجد احتمالية تجاهل فئات معينة أكثر عرضة للإصابة مثل أشقاء الأطفال المصابين بالتوحد، فاحتمالية إصابة أشقاء المصابين باضطرابات طيف التوحد بالتوحد أكثر ب٤ مرات من عامة الناس.

تناول ميلبي وزملاؤه في دراستهم عوامل الخطر البيئية والأسرية وذلك بإنشاء فئات فرعية أكثر عرضة للإصابة مثل الأشقاء، ولكن لم يتبين وجود فرق ملحوظ في خطر الإصابة بالتوحد حتى مع وجود هذه الفئات الفرعية.

حقائق مطمئنة لأولياء الأمور المرتابين:

احتفى الأطباء ومسؤولو الصحة العامة بهذه الدراسة كتذكير بأمان اللقاحات في وقت نحن في أمس الحاجة إليها. وقال الدكتور أندريو أديسمان- Andrew Adesman رئيس قسم طب الأطفال الإنمائي والسلوكي في مركز كوهن الطبي للأطفال في نيويورك- متحدثاً لمجلة هيلث لاين: “سبق وأن توصلت العديد من الدراسات المُحكَمة إلى عدم تسبب لقاح الحصبة بزيادة خطر الإصابة بالمرض، وقد قدمت هذه الدراسة دليل أقوى على أمان اللقاح ولذا فهي تزيد من تطمين أولياء الأمور المرتابين”.

عاودت الحصبة (وهو مرض قد يؤدي للوفاة ولكن يمكن الوقاية منه) بالانتشار في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. مع تأكيد 66 حالة في واشنطن و4 حالات في أوريغون، دعا مسؤولو الصحة الحدث الراهن بحالة طارئة في مجال الصحة العامة. أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها قبل ما يقارب عقدين انقضاء الحصبة في الولايات المتحدة، ولكن لم يعد الأمر كذلك. ارتبط تفشّي المرض بتجمعات مناهضة للقاح في بورتلاند، حيث ٧% من الأطفال فيها لم يتلقوا اللقاح لأسباب شخصية أو دينية.

صنفت منظمة الصحة العالمية “التردد في أخذ اللقاح” والذي يعرّف بـ” إهمال أو الامتناع عن أخذ اللقاح على الرغم من توفره” إلى جانب فيروس إيبولا المميت كأحد أكبر 10 مهددات للصحة العالمية في عام 2019. يُعَد الربط بين اللقاح والتوحد السبب الأساسي وراء الحملات المناهضة للقاح، وهو ما تم نفي صحته مِرارًا.نُشِرَ أول ربط بين التوحد ولقاح ح.ن.ح في دراسة مزيفة تعرضت لانتقادات واسعة وبالتالي تم سحبها من مجلة لانسيت Lancet في عام 1998.

حارب الأطباء منذ نشر تلك الدراسة وظهور هذه الحملات لطمأنة الناس لأمان التطعيمات، لذا يعد نشر هذا البحث انتصاراً كبيراً في طريق الوصول إلى ذلك الهدف. وقال أديسمان: ” بعد أن وصل الأمر إلى زيادة عدد حالات الإصابة بالحصبة نتيجة امتناع أولياء الأمور عن تطعيم أطفالهم، تقدم هذه الدراسة دليلاً قاطعًا على أن لقاح الحصبة لا يؤدي إلى الإصابة بالتوحد لدى الأطفال الأصحاء أو حتى الأطفال الذين يُعتَقد أنهم معرّضين للإصابة بالتوحد”.

المصدر: healthline medical information and health advice you can trust

ترجمة: غادة اللحيدان

تويتر:@ghadoo7

مراجعة: سندس المذلوح

تويتر: @sondos3li


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!