زلال البول عند الأطفال

زلال البول عند الأطفال

24 أبريل , 2015

زلال البول

✢ ما هو زلال البول ؟

هو وجود البروتينات في البول بمعدل يفوق ٤ مغ/م٢/ساعة (١٥٠مغ/ساعة)، ويتميز بأن يكون البول مصحوباً برغوة.

✢ أنواعه:
هناك نوعين من زلال البول وهو إما أن يكون زلال البول العابر (الوقتي) ويمتاز هذا النوع بأن الزلال لا يستمر طويلاً ولا يحتاج إلى علاج. النوع الأخر هو زلال البول المستمر، وهذا النوع يحتاج لفترة طويلة من العلاج.

✢ زلال البول العابر:
نأتي للحديث عن زلال البول العابر وفي الأغلب هذا النوع لا يتجاوز +٢ في تحليل شرائح البول. وكما ذكرنا سابقاً هذا النوع لا يحتاج إلى علاج. أسباب هذا النوع: ارتفاع درجة حرارة الجسم، الأجواء الباردة، كثرة اللعب والتمارين، الجفاف، أيضاً الضغط النفسي.

✢ المتلازمة التناذرية Nephrotic Syndrome :
هذه المتلازمة تتميز بـ:
• زلال البول (البروتينات في البول > ٤٠مغ/م٢/ساعة).
• انخفاض معدل البروتينات في الدم (على وجه الأخص الألبومين <٣.٠ غ/دل).
• ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم ( الكوليسترول في الدم > ٢٠٠مغ/دل).
• الاستسقاء ويمكن وصفه بـ انتفاخ الأنسجة حول العينين، الاستسقاء الرئوي، انتفاخ البطن، انتفاخ كيس الصفن، تورم القدمين.

تزيد نسبة حدوث هذه المتلازمة من سن السنتان حتى السادسة من العمر. وتكون في الأولاد أكثر من البنات.  وتكون هذه المتلازمة إما لسبب أولوي أو ثانوي. أولوي بمعنى أن هناك سبب عضوي في الكلية أو مجهول السبب. أما الثانوي فيعني أن هناك سبب خارج الكلية وسنستعرض الأسباب فيما يلي. أيضا قد تكون هذه المتلازمة لسبب خلقي أو سبب مكتسب. الأسباب الخلقية تظهر أعراضها في أول شهرين من عمر الطفل وأشهرها مرض فنّيش الذي يكون نتيجة طفرة جينية في بروتين النفرين.

✢ الأسباب الأولوية:
هذه الأسباب هي الأكثر حدوثاً وتصل نسبة حدوثها إلى ٩٠٪. وقد تكون نتيجة تغيرات بسيطة وهي الأكثر حدوثا وتشكل ٨٥٪ من الأسباب الأولية لهذه المتلازمة  هي الأكثر استاجبة للعلاج ولاتكون هناك حاجة لأخذ عينة من الكلية. أما الأسباب الأخرى قد تكون نتيجة تغيرات مرضية في الأنسجة الدقيقة للكلية، أو أي سبب أخر.

✢ الأسباب الثانوية:
غالباً هذه الأسباب تؤثر على جميع أعضاء الجسم، مثل الذئبة الحمراء، داء السكري، التهاب الكبد الوبائي ب، التهاب الكبد الوبائي ج، المالاريا، الأيدز، أو فشل عضلة القلب.

✢ الأعراض:
قد يكون أول الأعراض ظهوراً هو ظهور رغوة في البول والاستسقاء. وغالباً ما يبدأ الاستسقاء بانتفاخ الأنسجة حول العينين. ويتميز هذا الانتفاخ عن غيره بأنه غير مؤلم، ولا يسبب احمرار الجلد، ويستمر طوال اليوم. وأيضاً من الأعراض تورم القدمين، انتفاخ البطن، انتفاخ كيس الصفن، والاستسقاء الرئوي وقد يظهر بـ ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، أما انتفاخ البطن فهو نتيجة تجمع السوائل مما قد يؤدي الى التهاب الصفاق (الغشاء المغطي للأحشاء).

✢ العلاج:
علاج هذه المتلازمة هو الكورتيزون التعويضي (prednisone)، وتستمر فترة العلاج لمدة تتراوح بين ٤ – ٦ أسابيع، إلى أن يصبح البول خالي من البروتينات لمدة ٣ أيام متتالية. بعد ذلك يتم تقليل جرعة العلاج تدريجياً، لأن إيقاف العلاج فجأة يسبب مضاعات سأتحدث عنها في الأسفل.

✢ ينقسم المرضى من خلال العلاج إلى ٤ أقسام:
• المستجيبون للعلاج (ونسبتهم ٨٠ – ٩٠٪)
• المستجيبون للعلاج ولكن تتكرر عندهم المتلازمة مرتين خلال سنة.
• المعتمدون على الكورتيزون (بمعنى عند إيقاف العلاج أو البدء بتقليله تعود الأعراض والمتلازمة من جديد).
• المقاومون للكورتيزون (بمعنى لا يستجيبون للكورتيزون وهذا القسم يحتاج لأصناف أخرى من العلاج).
يجب مراجعة التشخيص والفحوصات وجرعة الدواء قبل اللجوء إلى هذا التقسيم.

✢ الإجراءات الداعمة للعلاج:
أصحاب هذه المتلازمة يجب أن يتبعوا حمية غنية بالبروتينات والكربوهيدرات لتعويض البروتينات المفقودة، أيضا يجب أن تكون الحمية فقيرة بالدهون وملح الطعام، وذلك بسبب زياة الدهون في الدم كما أن ملح الطعام يزيد من احتباس الماء في الجسم.

قد يحتاج بعض أصحاب هذه المتلازمة إلى بعض التطعيمات ضد التهاب الرئة، الإنفلونزا، والجدري المائي. ويجب أن لا تكون هذه التطعيمات خلال فترة العلاج.

✢ مضاعفات المتلازمة التناذرية nephrotic syndrome:
• انخفاض معدل البروتينات في الجسم.
• زيادة نسبة الدهون في الجسم.
• تجلط الدم (غالباً تؤدي الى جلطة القدم).
• زيادة نسبة حدوث الالتهابات.
• الفشل الكلوي.

✢ مضاعفات دواء الكورتيزون:
• زيادة الوزن.
• تكور شكل الوجه.
• تأخير النمو والتطور.
• ارتفاع ضغط الدم.
• زيادة نسبة حدوث الالتهابات.
هذا لا يعني بأن جميع من يستخدم الكورتيزون ستحدث له هذه المضاعفات. ولكن هذه المضاعفات تعتمد على صنف الدواء، جرعة الدواء، ومدة استخدام الدواء وتكون علاقتها مع المضاعفات علاقة طردية. أيضاً تعتمد على طريقة أخذ الدواء(فموي – وريدي – استنشاق). كما يوجد هناك أدوية أخرى توصف مع الكورتيزون لتقليل نسبة حدوث هذه الأعراض.

✢ مضاعفات إيقاف دواء الكورتيزون بشكل مفاجئ:
• الإجهاد والتعب.
• الدوخة.
• الغثيان والإسهال.
• ألم البطن.
• انخفاض معدل الجلوكوز في الدم.
• انخفاض ضغط الدم.
قد تتدهور هذه الأعراض وتؤدي إلى الصدمة والموت في فترة وجيزة. ويعود سبب هذه الأعراض لأن الغدة الكظرية تتكيف على وجود الكورتيزون الخارجي ولا تقوم بتصنيع الكورتيزون الطبيعي، وتحتاج إلى فترة طويلة لإعادة تصنيع الكورتيزون الطبيعي. ونظرا لأهمية الكورتيزون في جسم الإنسان فإيقافه المفاجئ يسبب هذه الأعراض وقد يؤدي للموت. لذلك لا يجب إيقاف الدواء بشكل مفاجئ أو تقليل الجرعة بدون استشارة الطبيب المعالج.

✢ متى يتم أخذ عينة من الكلية؟
يتم أخذ عينة من الكلية في أحد الحالات التالية:
• إذا كانت الأعراض متصاحبه بوجود دم في البول أو ارتفاع في ضغط الدم أو فشل كلوي.
• إذا لم يستجب المريض لدواء الكورتيزون.

 

المراجع :

Nelson textbook of pediatrics
Up To Date

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!