كيف يمكن للحمى مساعدة جهازنا المناعي للقضاء على العدوى

كيف يمكن للحمى مساعدة جهازنا المناعي للقضاء على العدوى

18 سبتمبر , 2019

child with fever

الملخص: لطالما اعتقدنا بأن الحمى سبب في إصابتنا بحرارة الجسم ، لكن اكتشاف جيانغ فينغ شين ، يصحح تلك المعلومة التي استمرت لفترة طويلة بفهمٍ خاطئ ، فمن كان يتوقع بأنها ليست سوى محاولة لجعل الجسم يتعافى ؟! .

إنها لحقيقة مضحكة من حقائق الحياة أن أعراض البرد أو الحمى هي في الواقع محاولة من أجسامنا للتعافي . سيلان الأنف و درجة الحرارة العالية و القيء جميعها استراتيجيات تهدف لإخراج الميكروبات الخطيرة من أجسامنا حتى نشعر بالتحسن مرة أخرى ؛ لكن لطالما كان غامضاً فهم كيفية أنه يمكن للحرارة المرتفعة المصاحبة للعدوى مساعدتنا على التعافي .

يقول جيانغ فينغ شين ، مختص في أحياء الخلية من في مركز شنغهاي للكيمياء الحيوية وأحياء الخلية في الصين : ” على الرغم من حقيقة أنها مهمة لنا ، لكن تظل المعلومات شحيحة لفهم ماذا تفعل الحمى للنجاة من العدوى ” . و أضاف : ” فهم هذه الآلية قد تكون مهمة لأولئك الناس لمحاربة الالتهابات و الحساسية و الأمراض المناعية الذاتية وحتى السرطان ” . توصل شين و زملائه حالياً لفهم كيف أن الحمى تعزز الجهاز المناعي لمكافحة الالتهابات ، وعمل هذا الفريق قد يعنى التوصل إلى دواء جديد لا يساعد فقط في القضاء على العدوى و لكن أيضا يقلل من الالتهاب اثناء ردود الفعل التحسسية .

الحمى المقاتلة:

تقوم الحمى برفع درجة حرارة الجسم بما يتراوح من درجتين إلى سبع درجات فهرنهايتية. و من الممكن أن يكون التأثير الدفاعي للحمى في أن ارتفاع الحرارة يعتبر غير مريح للكائن المسبب للمرض أكثر من عدم ارتياحنا له. فعلى سبيل المثال تضمحل قدرة الفيروس المسبب لشلل الأطفال أمام حرارة الحمى . لكن بعض الابحاث اشارت الى أن هذا الارتفاع في درجة الحرارة قد يكون سبباً لتفعيل الخلايا المناعية و بالتالي طرد الالتهاب من الجسم . و أراد شين وزملائه التوصل الى كيفية حصول ذلك .

الصدمة الحرارية:

قام مجموعة من الباحثين بعزل الخلايا المناعية من الفئران و وضعها في حاضنات لها نفس درجة حرارة الجسم الطبيعية ( حوالي ٩٨.٦ درجة فهرنهايت ) و أخرى في درجة حرارة مساوية للحمى ١٠٤ درجة فهرنهايت ، و وجدوا أن الخلايا المناعية التي تنمو في بيئة درجة حرارتها مساوية لدرجة حرارة الحمى تفرز مجموعة من الجزئيات التي تعرف بما يسمى بروتينات الصدمة الحرارية .

وذكر شين وزملائه اليوم في مجلة المناعة أن واحد من هذه البروتينات يسمى ب Hsp90)) والذي يبدأ بمجموعة من التفاعلات بصورة سريعة والتي بدورها تؤدي الى توجيه الخلايا المناعية الى العدوى . ويقول شين : ” أثناء الإصابة بالعدوى يكون لهذه الآلية دور قد يكون في تحسين حركة الخلايا المناعية الى مكان الالتهاب و المساعدة من التخلص من الكائنات المسببة للمرض ” . و أضاف : ” أن هذه الالية لها دور هام جداً في نجاة الحيوانات أثناء الإصابة بالعدوى ” .

و وجد الباحثون ان تخريب هذا المسار عن طريق تعطيل بروتين (Hsp90) بطفرة جينية يعيق قدرة الفئران المصابة بفيروس السالمونيلا في محاربة العدوى . ويقول شين : ” أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن العلاجات التي ترفع من نسبة بروتين(Hsp90) قد تساعد في محاربة العدوى بينما الأدوية التي تعمل على تقليل هذا البروتين تساعد الأشخاص المصابين بالحساسية و أمراض المناعة الذاتية عن طري إبطاء الالتهاب .

وأشار أيضاً الى نصيحة جديدة للأشخاص عند اصابتهم بالحمى حيث أضاف شين : ” أنه يجب على الأشخاص تجنب أخذ خافضات الحرارة في اللحظات الاولى عند الاصابة بالحمى و أوصى بأخذ الادوية الخافضة للحرارة فقط بعد عدة ساعات من ارتفاع الحرارة وبهذه الطريقة يكون للبروتين (Hsp90) الفرصة لتحريك الخلايا المناعية للتخلص من العدوى .

المصدر : Discover Magazine Blogs

ترجمة : أثير الحمود .

تويتر:@atheer1040  

مراجعة : أسامة أحمد خوجلي .

تويتر :@okroos_


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!