هل قضاء الكثير من الوقت أمام التلفاز يؤدي حقًا إلى اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه؟

16 أغسطس , 2019

الملخص: في دراسة عن تأثير استخدام التِقنيّات الجديدة بكثرة عند المراهقين على فرص إصابتهم بفرط الحركة وتشتت الانتباه، تبيّن أن المراهقين الذين قضوا وقتًا أطول وبالأخص لوحدهم عند الشاشات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب.

نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، جاما (JAMA) مؤخرًا أول دراسة جماعية تبحث في ما إذا كان استخدام التقنيات الجديدة من قِبَل المراهقين يؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أم لا. وجدت الدراسة أن المراهقين الذين لم يستخدموا وسائل الإعلام كالتلفاز وغيره بكثرة لديهم معدل أقل في  ظهور أعراض فرط الحركة و تشتت الانتباهعند٤.٦ ٪ فقط مقارنةً بأقرانهم من المراهقين الذين شاركوا في ما لا يقل عن سبعة أنشطة إعلامية والذين ظهرت عليهم هذه الأعراض بمعدل  ٩.٥ ٪، وبالتالي يزداد خطر الإصابة بأعراض هذه المتلازمة أكثر من الضعف مع معدل ارتفاع استخدام الشاشات.

ملاحظة: (تم استبعاد الأطفال الذين لديهم بالفعل مستويات عالية من أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه من التسجيل في الدراسة).

ولكن ربما يكون أكثر هذه النتائج إثارةً للاهتمام هو أنه ليست كل النشاطات على الشاشة لها آثار متساوية. على سبيل المثال: لم يكن هناك ارتباط كبير بين لعب ألعاب الفيديو مع أفراد العائلة في تطور أعراض فرط الحركة، في حين كان لعب ألعاب الفيديو الفردي (حتى لو كان اللعب مع أشخاص آخرين عبر الإنترنت) مرتبطًاارتباطًا قويًا بظهور تلك الأعراض.

أحد أهم الأسباب التي تجعل هذه الدراسة مهمة ومنطقية للغاية هي أنها كانت دراسة تتابعية طولية، حيث تابع الباحثون نفس المجموعة من الأطفال لمدة طويلة من الزمن،وتعتبر هذه الطريقة أقوى وأفضلمن مجرد دراسة مُستعرضة،حيث يقوم الباحثون في الدراسة المستعرضة بدراسة المعلومات الحالية للأطفال في أي وقت بغض النظر عما كانوا يفعلونه سابقًا دون الأخذ في الحسبان تتبع حالة هؤلاء الأطفال خلال وقت الدراسة حتى يتمكنوا من معرفة خصائص هؤلاء الأطفال بالتفصيل ومن ثم لا يستطيعون الاستنتاج هل ظهرت أعراض فرط الحركة أولاً وجعلت الأطفال يشاهدون التلفاز بشكل أكبر أم أن الأطفال كانوا يشاهدون التلفاز بكثرة مما ترتب عليه ظهور تلك الأعراض؟ ولكن على العكس من ذلك تتيح الدراسة الطولية التتابعية استنباط استنتاجات أفضلحول السبب ومن ثمّ النتيجة، لأنه من الممكن على الأقل تحديد -كما فعل هؤلاء الباحثون- الذي حصل أولاً، الدجاجة أم البيضة،أو في مثل هذه الحالة، التعرض للشاشات بكثرة أم ظهور أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه. خُلاصة القول،هذه الدراسة هي دليل إضافي على أن الاستخدام المفرط لبعض التقنيات الجديدة قد يزيد بالفعل من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. في هذه الحالة، يتعين علينا أن نخبر الوالدين: ماهو “الاستخدام المفرط”وأي التقنيات تشكل خطرًا أكبر.

 بجمع هذه الدراسة مع التوصيات الحالية للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فيما يتعلق بالوقت المناسب قضائه أمام الشاشات، تم التوصل لما يلي:

١-الحد من قضاء الوقت أمام الشاشة خلال فترات متأخرة من الليل.

 إذا لم يحصل طفلك على قسطٍ كافٍ من النوم وذلك لأنه بقي مستيقظًا لوقت متأخر من الليل ليلعب ألعاب الفيديو أو ليشاهد حساب صديقه في الإينستاجرام، فهذا يعني أنه يقضي وقتًا طويلًا على الإنترنت. يجب إيقاف تشغيل جهاز طفلك وتوصيله بالشاحن بحلول الساعة التاسعة مساءً على أبعدِ تقدير.

٢-إعطاء الأولوية للواجبات المدرسية.

لا يُسمَح باليوتيوب، أو أي وسائل تواصلاجتماعي، ولا يسمح بألعاب الفيديو حتى يتم الانتهاء من الواجبات المنزلية.

٣-إعطاء الأولوية للعائلة.

توصي الأكاديمية أيضًا بتخصيص وقت للعائلة فقط بعيدًا عن وسائل التقنية والوسائط تمامًا. عندما تكون مع طفلك، يجب أن تستمع إليه، ويجب أن يستمع إليك بعيدًا عن مشاهدة اليوتيوب معًا.

٤-إعطاء الأولوية لقضاء الوقت جماعيًا أمام الشاشةعلى قضائهبشكل فردي.

ومن ذلك يكون لعب لعبة فيديو مع ابنك -كتفًا إلى كتف في نفس الغرفة- خيارًا أفضل من السماح لابنك بلعب لعبة فيديو عبر الإنترنت مع الأصدقاء أو مع أشخاص مجهولين لم يلتقِ بهم أبدًا.

٥-تدرب على ما تنصح به أبنائك أيضًا حتى تصبح قدوةً لديهم، على سبيل المثال إذا كنت لا تريد أن يتحقق طفلك من هاتفه في الساعة الثانية صباحًا، فينبغي ألا تتحقق من هاتفك عند الساعةالثانية صباحًا أيضًا.

ترجمة : منى الشهري

تويتر : @TheMona92

المصدر: psychologytoday

مراجعة: سندس المذلوح

حساب تويتر: @sondos3li


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!