crossorigin="anonymous">
27 أغسطس , 2019
الملخص: وُجدت دراسة جديدة تُشير إلى أن التخلص من العدسات اللاصقة يُزيد من التلوث البيئي ، حيثُ هنالك أعدادٌ ضخمة ينتهي بها الحال في مياه الصرف الصحي ، مما يجعلها مخلّفة وراها أزمة لتكيف التربة .
يكشف تقرير جديد بأن عدداً صادماً من مستخدمي العدسات اللاصقة ما يقارب ٢٠٪ يقومون بالتخلص من هذه الدوائر البلاستيكية الصغيرة بطريقة غير مسؤولة عبر رميها في المرحاض أو حوض المغسلة . يقدر بأن ٤٥ مليون شخص ، يرتدون العدسات اللاصقة في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيثُ يوجد ٩ مليون شخص من دون إدراكٍ منهم ساهموا في تشكيل بيئة خطيرة . فوفقاً لبحث جديد ، فإنه يقدر ما يصل إلى ٣.٣٦ مليار عدسة لاصقة مستهلكة سنوياً ، ينتهي بها المطاف لترمى في الصرف الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية ، إنها تُعتبر أجزاء شنيعة من التلوث الدقيق ، وهذا ما يشكل٢٣ طن متري سنوياً من العدسات اللاصقة .
بدأ البحث عندما تساءل مهندس البيئة رولف هالدن من جامعة ولاية أريزونا ، وهو مرتدي للعدسات اللاصقة ، عما إذا كان هناك أحد قد أجرى أي بحث عن التخلص من العدسات اللاصقة ، ولكن لم يستطع إيجاد أي شيء ، لذلك قرر الفريق إجراء بحث عن الموضوع ، الجزء الأول كان دراسة استقصائية عن ١٣٩ مرتدٍ وغير مرتدٍ للعدسات اللاصقة ، ومن بين مرتدي العدسات ، أقرّ ١٩٪ منهم بأنهم يلقونها إما في حوض المغسلة أو المرحاض ، أما الجزء الآخر من البحث أجري لمعرفة ما يحدث لتلك العدسات .
هناك فلاتر مصممة للإبقاء على الأدوات الأكبر حجماً من أن ترمى في معالجات الصرف الصحي ، ولكن العدسات اللاصقة صغيرة ومرنة ، لذلك فمن السهل جداً مرورها عبر هذه الفلاتر. قام الفريق بتحميص مياه الصرف الصحي ، وقد وجدوا عدداً من أجزاء العدسات اللاصقة ، مما يشير إلى أن معالجة مياه الصرف الصحي لا تسمح فقط بمرور العدسات ، بل يبدو أنها تساهم في تفتيتها لأجزاء أصغر . لمعرفة ما إذا كانت العدسات تتحلل ، قام الباحثون بإختبار خمسة من البوليمرات ، وهو مركب كيميائي يستخدم بشكل شائع في العدسات اللاصقة ، على الكائنات الدقيقة اللاهوائية والهوائية التي توجد عادة في محطات الصرف الصحي ، وذلك لفترات زمنية مختلفة ، وجدوا أنه حتى بعد فترة طويلة من الزمن ، قد ظلت العدسات سليمة .
وقال المهندس البيئي رولف هالدن لصحيفة النيويورك تايمز : ” هذه أدوات طبية ، فلا تتوقعوا منها أن تتحلل بسهولة ، فهي جيدة عند الارتداء ، لكنها ليست كذلك عندما تخرج للبيئة ” . وهناك تغييرات بسيطة في تشابك البوليمرات البلاستيكية بعد تعرضها للميكروبات ، فقد كان التشابك ضعيفاً ، لكنها ضعفت أكثر بشكل ملحوظ ، مما يشير إلى أن العدسات في طريقها للتفكك . حسبما أوضح مهندس البيئة فارون كيلكار من جامعة ولاية أريزونا : ” عندما تفقد العدسة البلاستيكية بعضاً من قوتها الهيكلية ، فأنها ستتفكك ، وهذا يقودها لتصبح جزيئات بلاستيكية أصغر ، مما يؤدي في النهاية إلى تشكيل الجسيمات البلاستيكية ” .
وبعد ذلك يمكن أن ينتهي بها الحال في البيئة ، فمياه الصرف الصحي غالباً ما تُوزع على الأرض لتكييف التربة ، لذلك أي جزيئات بلاستيكية تستطيع الدخول للنظام البيئي ، كما أن تفاعلاتها غير مفهومة بشكل واضح ، لكن يمكن لها أيضاً أن ينتهي بها الأمر في النظام البيئي المائي يمكن للحيوانات المائية أن تخطئ في التعرف على جزيئيات البلاستيك على أنها طعام ، كما أنه من المحتمل للبلاستيك أن يعود مجددا في التوريد الغذائي البشري ، مع أي من الملوثات التي قد تكون قابلة للالتصاق بالبلاستيك . ما الذي يمكن عمله ؟ حسناً ، حالياً صانعي العدسات اللاصقة لا يضعون أية معلومات على العلبة تضمن كيفية التخلص منها بعد الاستخدام .
قال الباحثون بأنها النقطة المثالية للبداية. وقال هالدن : ” الخطوة الأولى هي بأن يبدأ صانعوها بوضع إرشادات لكيفية التخلص من العدسات بشكل ملائم ، وهي بأن توضع في سلة المهملات مع غيرها من النفايات الصلبة ” . النتيجة التي يُتطلع لها على المدى البعيد هو أن تصنع عدسات من بوليمرات تكون ثابتة وجيدة أثناء الاستخدام ، وفي الوقت ذاته تكون قابلة للتحلل عندما تتعرض للبيئة “. وما إذا كنت تقرأ هذا ، وقد سبق لك وأن تخلصت من قبل من عدساتك برميها ، فعليك التوقف عن ذلك فوراً ، وابدأ بوضعها في سلة المهملات كما هو مفترض . قدم الفريق أبحاثهم في الاجتماع رقم 256 من اللقاء الوطني للجمعية الأمريكية الكيميائية .
ترجمة :ملاك علي .
تويتر :@yuki44_
مراجعة : أسامة أحمد خوجلي .
تويتر : @okroos_
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً