أثبتت دراسة جديدة أن الاعتراف بنقاط ضعفك سيزيد من سعادتك ونجاحك

أثبتت دراسة جديدة أن الاعتراف بنقاط ضعفك سيزيد من سعادتك ونجاحك

18 أغسطس , 2019

الملخص: فكر في شعورك عند إظهار فوضى ضعفك الإنساني؟  ربما يكون اعترافك بأنك أخفقت، أو ربما اعترافك بأنك في حاجة إلى المساعدة، أو ربما مشاركة مشاعرك لشخص ما وأنت غير متأكد بأن الشخص الآخر سيبادلك بالمشاعر ذاتها  ،في هذه الحالات يشعر الكثير منا بالعار والحرج والخوف من الرفض.

والآن تذكر آخر مرة كشف لك شخص آخر عن بعض نقاط الضعف أو العيوب لديه، هل حكمت عليه بقسوة؟ هل قللت من شأنه؟

تعتمد الإجابة على تفاصيل الاعتراف في أغلب الأحيان عندما يتجرأ شخص  كنا نراه شجاع ونشعر بقرب أكثر من ناحيته بإظهار ضعفه .

هذا التناقض لا يحدث لك فحسب وهو عندما نكون -نحن من نعترف -نشعر بالعار، ولكن عندما نكون نحن من يستمع إلى اعتراف  الآخر نشعر بالإعجاب والألفة. فقد أثبت العلم الحديث هذه الظاهرة، وقد تعطيك النتائج الثقة بالكشف عن نفسك أكثر والارتباط بمن حولك بعمق.

 

♦أنت فوضى جميلة:

شرعت الباحثة برين براون بمهنة رفيعة المستوى كمؤلفة، و ضيفة لدى أوبرا، ومعلمة متكاملة للحرج في حديث برنامج “TED” الرائج عن الضعف. وأكدت في حديثها بأنك إن لم ترغب بالوقوع في خطر الاحراج، فلن تكون هناك أي مجازفة أو ارتباط إنساني صادق.

وتظهر الاستجابة السائدة لرسالتها بأن هذه حقيقة يتجاوب لها الكثير منا تجاوباً حدسياً. ولكن إن أتت اللحظة التي تُظهر فوضتنا وفشلنا، كثير منا ينكمش خوفاً.

وتعترف براون بهذا في كتابها Daring Greatly، وتكتب فيه: “نحب أن نرى الحقيقة المجردة والانفتاحية في الأشخاص الآخرين، ولكننا نخاف أن نسمح لهم برؤية ذلك فينا…نقاط الضعف هي شجاعة فيك وقصور بالنسبة لي”.

وبصراحة فإن هذه الفكرة تزيد مبيعات كتب تطوير الذات، ولكن هل هي صحيحة علمياً؟

قرر فريق من باحثين ألمانيين التحقق من الأمر مؤخراً، وفي سلسلة من التجارب، سألوا متطوعين أن يتخيلوا أنفسهم وهم يكشفون عن ضعفهم الشخصي، أو أن يتخيلوا شخصاً آخر يكشف لهم عن ضعف لديه.

“في مرة تلو الأخرى، وعبر كثير من مختلف السياقات، نظر المشتركين لضعفهم بسلبية أكثر، وإيجابية أقل من ضعف الأشخاص الأخرين”، كما ذُكر في مدونة خلاصة بحث المجتمع النفسي البريطاني (British Psychological Society’s Research Digest).

وعندما اختبر الباحثون هذا في الحياة الواقعية ، حصلوا على نفس النتيجة، يبدو أن إحراج نفسك مخيفاً، أما رؤية الآخرين يفعلونها محبباً، ولذا يبدو أن براون محقة.

 

♦فوائد كونك ضعيفاً:

الفجوة ما بين طريقة نظرتنا لنقاط ضعفنا، وطريقة نظرتنا لنقاط ضعف الآخرين هي ليست معلومة علمية مثيرة للاهتمام فحسب، بل الضعف هو مسألة جدية.

ترسخ مشاركة ما يضعفنا ويحرجنا الروابط الإنسانية في كافة أنواع السياقات ابتداءًا من الرومانسية حتى تصل إلى المهنية.

ويكشف العلم لنا بأن مصارحتك لعيوبك تجعلك قائداً أفضل، وتطور من الإبداع، ويمكن حتى أن تجعلك تبدوا ذكياً.

وباختصار، فإن إظهار طرائف ونواقص إنسانك الحقيقي، سيزيد من سعادتك وصحتك، ويجعلك مهنياً أكثر فعالية.

وأثبت العلم الآن بأن أسوء مخاوفك عن كونك جريئاً هي ليس لها وجود، إنما يرى الآخرون شخصيتك الفوضوية بإيجابية أكثر من رؤيتك لها.

ويعني كل هذا بأنه ربما عليك أن تعمل على مخاوفك وأن تكون أكثر تقبلاً لغرابتك وعيوبك.

وتختم مؤلفة الدراسة: “قد تكون الآثار الإيجابية لإظهار الضعف لجودة العلاقة، أو الصحة، أو الأداء الوظيفي بالفعل مفيدة عند محاولة المرء التغلب على مخاوفه، واختياره لرؤية الجمال في فوضى حالات الضعف”.

المترجمة: مضاوي الأزمع

Twitter @MadawiN1

المراجعة: آمال سعد

التدقيق: جواهر الراشد

Twitter: @J_rashed

المصدر:

inc.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!