تعرف على تريليونات الفيروسات التي تشكل الفيروم الخاصة بك

تعرف على تريليونات الفيروسات التي تشكل الفيروم الخاصة بك

18 أغسطس , 2019

الملخص:

إذا كنت تعتقد أن جسدك لا يحتوي على فيروسات، فعليك التفكير مرةً أخرى.

قد يكون من الصعب فهم أن الجسم البشري يحتوي على مجموعات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة التي تطورت معنا منذ نشأة الإنسان يُشار إليها عادةً باسم الميكروبات. بدأ العلماء حديثًا  في تحديد حجم الميكروبيوم “عالم الميكروبات”، و اكتشفوا أن أجسامنا يسكنها 38 تريليونًا من البكتيريا على الأقل. و المثير في هذا الأمر هو أن البكتيريا التي تعيش في أجسادنا ليست أكثر الميكروبات وفرة ،   حيث  يُقدّر أن  أجسادنا يتواجد بها  أكثر من 380 تريليون من الفيروسات ، تُعرف مجتمعًة باسم الفيروم البشري(virome). لكنها ليست تلك الفيروسات الخطيرة التي نسمع عنها عادةً، مثل تلك التي تسبب الإنفلونزا أو نزلات البرد، أو الإصابات الشريرة مثل الإيبولا أو حمى الضنك.

العديد من هذه الفيروسات تصيب البكتيريا التي تعيش بداخل أجسامنا و تعرف باسم البكتيريوفاج (bacteriophage)  -فيروسات متخصصة لتهاجم و تغزو البكتيريا – إن جسم الإنسان هو أرض خصبة لإنتاج البكتريوفاج، و على الرغم من وفرتها لدينا، إلا أننا لا نملك إلا القليل من المعرفة حول ما تفعله في الجسم. من خلال التركيز على الفيروسات، يُعتقد أن تسخير قوة المفترسات الطبيعية للبكتيريا مثل البكتريوفاج  سوف يُعلّمنا كيفية الوقاية من العدوى البكتيرية و مكافحتها.

و يمكننا أن نفترض  أنه إذا كانت الفيروسات هي أكثر الميكروبات وفرة في الجسم فستصبح هدفاً لغالبية الدراسات الميكروبية البشرية. لكن هذا الافتراض سيكون صعب التطبيق حيث إن دراسة الفيروم البشري تتخلف حتى الآن عن دراسة البكتيريا حيث  نكتفي الآن فقط باكتشاف بعض من أهم سماته الأساسية و يرجع هذا التباطؤ إلى أن العلماء استغرقوا  وقتًا أطول للتعرف على وجود الفيروم البشري و أيضاً هناك نقص في الأدوات القياسية و المتطورة لفك ما هو في الواقع الفيروم الخاص بك.

فيروس يصيب البكتيريا يهاجم البكتيريا ويدخل المادة الوراثية في الخلية. وتقرأ البكتريا التعليمات الجينية وتصنع المزيد من الفيروسات التي تدمر البكتيريا عند خروجها من الخلية “آلية تدمير البكتريوفاج للخلية”.

♦الفيروم:

في ما يلي بعض الأشياء التي تعلمناها حتى الآن :

البكتيريا في جسم الإنسان لا تحب الفيروسات (بكتريوفاج) التي تعيش فيها أو حولها.ولذلك قامت البكتيريا بتطوير أنظمة تقنية كريسبر (CRISPR-Cas) – التي اختارها البشر الآن لتعديل الجينات – لتتخلص من الفيروسات أو لمنع العدوى تمامًا. لماذا ا؟ لأن الفيروسات (بكتريوفاج) تقتل البكتيريا ،فهي تسيطر على آليات البكتريا و تجبرها على انتاج المزيد من الفيروسات بدلاً من صنع المزيد من البكتيريا،وعندما تنتهي من ذلك، تفجر و تدمر الخلية البكتيرية و تتحرر منها .وأخيراً، فإن البكتيروفاج تنتشر على أسطح أجسامنا في انتظار عبور الجراثيم البكتيرية الضعيفة لتلاحقها و تسيطر عليها و تساعدها على الدخول للجسم لأن الفيروسات كما هو متعارف عليها لا تعمل أو تتكاثر الا بداخل خلايا حية “متطفلة”.

فمن الواضح أن هناك حربًا تدور على أسطح أجسادنا كل دقيقة من كل يوم، و ليس لدينا دليل على من هو الفائز أو ما قد تكون عليه عواقب هذه الحرب. قد تسكن الفيروسات جميع الأسطح داخل وخارج الجسم  فقد تم العثور على فيروسات  في كل مكان نظر فيه الباحثون في جسم الإنسان في الدم ، و الجلد و الرئتين و حتى البول . و بعبارة بسيطة، عندما يتعلق الأمر بالمكان الذي تعيش فيه الفيروسات في جسم الإنسان، فإن معرفة أين لا يعيشون هو سؤال أفضل بكثير من السؤال عن مكانهم.

الفيروسات معدية. لكننا في الغالب لا نفكر في الفيروسات البكتيرية على أنها تنتقل بسهولة. أظهر الباحثون أن مجرد العيش مع شخص ما سيؤدي إلى المشاركة السريعة للفيروسات في جسمك.إذا كنا لا نعرف ما هي عواقب المعركة المستمرة بين البكتيريا و الفيروسات في أجسادنا، فعندئذ يصبح الأمر أكثر تعقيدًا في ضوء المعركة بين البكتيريا و الفيروسات التي يتم مشاركتها مع الجميع بما في ذلك زوجتك أو زميلك في الغرفة، و حتى الكلب الخاص بك.

♦هل تحافظ الفيروسات على صحتنا؟

في نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى معرفة ما تفعله كل هذه الفيروسات في جسم الإنسان، و معرفة ما إذا كان بإمكاننا الاستفادة من الفيروم لدينا لتعزيز صحتنا. قد يبدو الأمر بديهيًا، و لكن إيذاء البكتيريا الخاصة بنا يمكن أن يكون ضارًا بصحتنا.على سبيل المثال، عندما يتم إزعاج المجموعات البكتيرية السليمة باستخدام المضادات الحيوية، فإن الميكروبات الضارة و اللاتي يطلق عليهم أيضًا بالمُمْرِضات -مسببات الأمراض-، يستفيدون من الفرصة لغزو أجسادنا و إصابتنا بالمرض.وهكذا، في عدد من الحالات البشرية، تلعب البكتيريا الطبيعية أدوارًا مهمة في منع تدخل الكائنات المسببة للأمراض.و أيضاً نفس الأمر يعود للفيروسات “البكتريوفاج”  لأنهم اكتشفوا بالفعل كيفية قتل البكتيريا و هذا كل ما يعيشون من أجله.

لذلك فإن السباق هو العثور على تلك الفيروسات في الفيروم لدينا التي لديها الإمكانية لحمايتنا من الميكروبات الممرضة ، في حين تركها البكتيريا الجيدة سليمة. و في الواقع، هناك أمثلة حديثة استُخدمت فيها الفيروسات بنجاح في علاج العدوى التي تهدد الحياة من البكتيريا المقاومة لمعظم المضادات الحيوية المتوفرة إن لم تكن كلها، و هو علاج يعرف باسم العلاج بالفاجات “phage therapy”.و لسوء الحظ، فإن هذه العلاجات ستظل تعوقها المعلومات غير الكافية عن سلوك البكتيريا في الجسم البشري و العواقب غير المتوقعة التي قد تُحدثها هذه المضاعفات على المضيف البشري.وهكذا، لا يزال العلاج بالفيروسات يُنظم بشدة. ففي وتيرة البحث الحالية، قد يستغرق الأمر سنوات عديدة قبل استخدام البكتريوفاج بشكل روتيني كمعالجات مضادة للعدوى. و يجب أن نعلم أن الفيروسات التي تطورت معنا لسنوات عديدة ليست فقط جزءًا من ماضينا، و لكنها ستلعب دورًا مهمًا في مستقبل صحة الإنسان.

ترجمة: خولة سلطان العتيبي

تويتر:@5aiol

مراجعة : نوف حسن

تويتر:@nofology

المصدر:

the conversation in-depth analysis research news and ideas from leading academics and researchers


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!