لماذا تبقى الخلايا البلعمية في الانسجة الصحية؟

لماذا تبقى الخلايا البلعمية في الانسجة الصحية؟

10 أغسطس , 2019

الملخص

اوجد علماء المعهد الفدرالي للتكنولوجيا بزورخ أن بلاعم جهاز المناعة منظمة بشكل كيميائي وميكانيكي وهذا بدوره يفسر سبب قلة عمل الخلايا داخل انسجة الجسم السليمة.

تعد البلاعم نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء، وهذا المصطلح مشتق من كلمة اغريقية بمعنى “الآكل الشره”، والتي تصف أحد الأدوار التي تؤديها هذه الخلايا في أجسادنا؛ حيث انها تكشف وتبتلع البكتيريا المسببة للمرض والتي تثير ردود مُهيجة لمحاربة الالتهاب وتُنظم البلاعم من قبل السيتوكينات (بروتين سكري) ومواد كيميائية أخرى، هذه الجزيئات تحفز البلاعم لزيادة فعاليتها عند الحاجة لها وفور انتهاء دورها فأنها تعود لوضعها السابق.

اكتشفت الدكتورة ڤايولا ڤوجل من قسم العلوم والتكنولوجيا الصحية والباحثة في مرحلة ما قبل الدكتوراه  نيكيل جاين آلية تنظيمية أخرى للبلاعم الالتهابية “معلومة مكانية”، أي أنه عندما تستقر البلاعم في الانسجة وتُحاصر بين الخلايا فإن نشاطها يقل حتى عند وجود حوافز منظمة.

♦انعدام ردود الالتهاب الغير ضرورية:

شرحت الدكتورة ڤوجل: “إن هذه البلاعم لا تدور داخل الدم فقط لكن يمكن إيجادها في كل أنسجة الجسم، حيث إنها تنتظر بهدوء كالحُراس لحين الحاجة لها”، كما أضافت قائلة: “إنه من المهم لأنسجة الجسم المقيمة في البلاعم أن تبقى غير نشطة؛ لأن نشاطها قد يحفز ردود غير لازمة للالتهاب، والبلاعم لا حاجة لها للنشاط إلا عند وقوع ضرر على الأنسجة”.

وعلى كل حال إن الآلية التي تُخمد نشاط البلاعم الالتهابية داخل الانسجة السليمة لم يتم فهمها بشكل كامل حتى الآن.

ومن خلال تجارب زراعة الخلايا في المختبر أكد العلماء في معهد الفدرالي للتكنولوجيا ب”زورخ “أن البلاعم تُنسق بشكل كيميائي وميكانيكي من خلال إجراء تجارب لزراعة الخلايا في المختبر، وبالإمكان منع الخلايا الفردية من الانتشار، وذلك من خلال وضع البلاعم في فجوات شبيهة بالمسام وسمحت هذه التجارب للباحثين باستكشاف خفايا آلية الدعم الجزيئية.

كما يعد دور البلاعم مرتبط بحجمها، أي أنه في حال نشاطها فإنها تتضخم وتوسع هيكلها الخلوي وهذا بدوره يفرز عوامل تؤثر على نشاط الجينات، ولكن لا يمكن للبلاعم أن تتضخم في حال وجود حواجز خارجية.

♦فهم الامراض وتحسين الزراعة الطبية (التطعيم):

الاكتشاف الذي يَنص على أن العوامل المكانية تقود إمكانية  تنشيط البلاعم لها تأثير في فهم العديد من الأمراض الأخرى.

تقول الدكتورة ڤوجل: “إن العديد من الأمراض المتعلقة بالسن مرتبطة بالإنتاج الكامن للسيتوكينات  الالتهابية التي تنتُج من خلال البلاعم الغير كافية، وهذا يتضمن الأمراض الوراثية وتصلب الشرايين والبدانة ومرض السرطان والعديد من الأمراض المتعلقة بالمناعة الذاتية”.

بالإضافة  لذلك، سيجلب هذا الاكتشاف العديد من الأفكار الجديدة التي تتحدث عن البناء الخارجي للزراعة (التطعيم) والتي من الممكن أن تقلل الالتهابات.

وذكرت الدكتورة ڤوجل:” بإمكاننا أن نرى كيف يمكن للبناء السطحي للمواد أن يؤثر على ردود فعل البلاعم وبذلك فإن الخطوة القادمة على سبيل المثال هي معاينة المرضى الذين تلقوا زراعة طبية  لسطح ذو مسامات، ورؤية ما إذا كانت تكونت لديهم أنسجة متضررة أقل حول المنطقة كما لوحظ في بعض الملاحظات السابقة أم لا”.

ترجمة: هياء صالح

مراجعة: أسامة أحمد خوجلي

Twitter @okroos_

المصدر:

m.phys.org


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!