الملخص:

تظهر نتائج مراجعة منهجية دولية كبيرة أن علاج السل ناجح في الأطفال المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة (MDR-TB) ، واستخدمت  الدراسة لإطلاع إرشادات منظمة الصحة العالمية حول علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة لدى الأطفال.

شملت الدراسة مجموعة تعاونية من الباحثين الدوليين، احتوت مراجعة منهجية وتحليل بيانات ميتا عن الخصائص السريرية ونتائج معالجة 975 طفلاً من 18 دولة ، حيث أظهرت النتائج أن 78٪ (764 من 975) من هؤلاء الأطفال كان لديهم نتائج علاج ناجحة عندما عولجوا مع أدوية الخط الثاني من السل المقاوم للأدوية المتعددة.

يقدر بوجود ٣٢٠٠٠ طفل يصابون بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة كل عام (مقاوم لعقارين السل الرئيسيين ، وهما أيزونيازيد وريفامبيسين) . يعتبر علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة طويل المدى ويتطلب أدوية عالية السمية وغالباً يكون من الصعب تحمل هذه الأنظم العلاجية ، خاصة عند الأطفال ؛ بسبب طول مدة العلاج  وسمية الدواء وعدم وجود تركيبات ملائمة للأطفال. قال البروفيسور أنيكي هيسلينج  ، و هو أحد المؤلفين من مركز ديزموند توتو ، كلية الطب والعلوم الصحية ، جامعة ستيلينبوش : ” حتى الآن لم يُعرف إلا القليل عن العلاج الأمثل لهؤلاء الأطفال وبالتالي فإن هذه المراجعة تعطي معلومات مهمة حيوياً فيما يتعلق بالنتائج المحتملة وبعض الأخبار الجيدة للغاية عن مجال مكافحة السل “.

و قالت  الدكتورة تمارا كريدو ،احدى المؤلفين المشاركين ، و كبيرة الأخصائيين في شركة كوكرين و هي وحدة أبحاث جماعية تابعة لمجلس البحوث الطبية  ،جنوب أفريقيا ” هناك أمثلة قليلة جداً حيث يشارك الباحثون بياناتهم من أجل الصالح العام ، وهذا أمر مثير للإعجاب لما فعله هذا الفريق العالمي من الباحثين ، وهذا يساعد على ضمان أن نتمكن من التقاط جميع الأدلة المنشورة وغير المنشورة لعلاج الأطفال المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة ، وقد  ضم البحث  2772 تقريراً ، وفي النهاية  كانت 33 دراسة مؤهلة للتضمين ” .

الحاجة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية

أظهرت الدراسة الحاجة الملحة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية لدى الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب والسل كعدوى ثانوية ، وكان علاج السل أقل نجاحاً في الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية و لم يتلقوا العلاج المضاد لفيروسات النسخ العكسي (ART). قال هيسيلينج : “كان العلاج ناجحاً في 56٪ فقط من الأطفال الذين أكدت اصابتهم ببكتيريا السل والذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة و لم يتلقوا أي علاج مضاد للفيروسات خلال علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة مقارنة بـ 82 ٪ من الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة الذين تلقوا العلاج المضاد لفيروسات النسخ العكسي خلال علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة ” .

وأضاف : ” هذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى علاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في هؤلاء الأطفال ، والتي يجب أن تكون أولوية في محيطنا ، حيث تكون معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مرتفعة للغاية “. وقد ظهرت سوء التغذية كعامل آخر أثر على نتائج العلاج ويبرز الحاجة إلى حلول عدوانية. و ارتبط الخط الثاني من خلال الحقن و الآيزونيازيد، ومع ذلك فإن نسبة عالية من الأطفال الذين يعانون من مرض غير حاد لم يتلقوا أي أدوية للحَقن من الدرجة الثانية ما زالوا على ما يرام. قال هيسيلنج : “هذا يعني أن الأطفال الذين يعانون من مرض غير حاد قد يكونون قادرين على  أن يتجنبوا هذه الأدوية الأكثر سمية  ” .

قالت كريدو : ” لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل على تأثير الأدوية الفردية على نتائج العلاج على الرغم من استخدام هذه النتائج لتحديث إرشادات منظمة الصحة العالمية ، هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة التي تم جمعها بدقة للمساعدة في توجيه إدارة علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة في الأطفال على مستوى العالم و يمنحنا هذا العمل  شعور أكبر للنجاح المحتمل للعلاج ، وإمكانية حصول بعض الأطفال على نظم أقل كثافة وأقل سمية وفهم لعوامل الخطر للنتائج السيئة عبر الإعدادات ، وهو أمر مهم لتصميم نظم العلاج المستقبلية ” .

المصدر : ScienceDaily: Your source for the latest research news

 ترجمة : منى خالد .

Twitter: @kbmona

مراجعة : أسامة أحمد خوجلي .

Twitter: @okroos_