احتمالية النشاط البركاني في عصور المريخ القديمة قد أنتج الحياة العضوية

احتمالية النشاط البركاني في عصور المريخ القديمة قد أنتج الحياة العضوية

15 يونيو , 2019

حتى في النظرة العامة على خريطة المريخ يظهر مدى ضخامة البراكين. البركان الشهير (Olympus Mons) يتخطى ثلاثة اضعاف ارتفاع جبل افريست. وهو من عدة براكين التي تجتاح الكوكب الأحمر، افتراضا، عندما كانت هذه البراكين نشطة، و تطلق غازات مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز السلفر، فبالتالي لهذه الغازات أثر كبير على الغلاف الجوي للمريخ.

في مقال جديد من مجلة (Icarus) يشير أن هذه البراكين في الحقيقة خلقت بيئة حيوية للميكروبات البدائية. تحديدا. إن نموذجا جديدا يظهر سلسلة من ثوران البراكين أشارت أن الغلاف الجوي للمريخ يمكن يقلل من عنصر الأكسجين، مع استنزاف مستوى الأكسجين و التفاعلات المحدودة مع الأكسجين.

الباحثون كتبوا: “هذه النتائج توحي الى أن العصور القديمة للمريخ قد خاضت فترات من نقص الاكسجين و تحول الأجواء حتى في منتصف فترة الأمازون حينما تم اطلاق الغازات البركانية بمستويات كافية”

“الحد من حالات نقص الأكسجين يمكن أن يؤدي الى المركبات العضوية الأولية، مثل الأحماض الأمينية، و أيضا هنالك احتمالات إمكانية وجود حياة على المريخ.”

” هذه النقطة مهمة من وجهة نظر علم الفضاء. لأنه تم افتراض أن الحد من حالات نقص الأكسجين أمر مهم لأصل الحياة في بدايات كوكب الأرض”. قال المؤلف ستيفن شولز، مرشح في علوم الأرض و الفضاء و علم الأحياء الفضائية بجامعة واشنطن، قالها في بريد الكتروني ارسله إلى (Seeker) .

وضح أن تجربة (Urey-Miller) في عام 1950 يظهر أن النبضات الكهربائية، في بيئة تحدها نقص الأكسجين و المياه السائلة أنتجت مركبات عضوية معقدة. على نقيض ذلك، في بيئة مؤكسدة ستتأكسد هذه المركبات، تجعلها أقل فائدة في دعم تشكيل الحياة. بما أن البراكين في الكوكب الأحمر قد نوقشت لعدة عصور، شولز قال ان بحثه مختلف لأنه يحدد مقدار كمية البراكين اللازمة لإنتاج التحول المناخي في المريخ. خصوصا أن بحثه يتعمق في ما يتطلب الأمر للقيام بذلك، سواء كان ذلك ممكنا، و كيف يمكن اكتشافه.

و الاختلاف الاخر هو منهجيته في البحث. الأبحاث الأخرى التي تناقش التفاعلات الجوية من البراكين في المريخ تركز في كيفية أن يدفأ الكوكب ، يقول شولز باستخدام الغازات البركانية المطلقة. و يقول : نعم، تحتاج الى المياه المسالة، لكن تحتاج أيضا العوامل المناسبة للحياة، ومن هنا نحن نكتشف بموجب البراكين أنها غيرت المناخ الى درجة تكفي لتكون ملائمة لتشكيل الجزيئات الحيوية المعقدة الهامة.”

اذا كان الجو مؤكسدا، الباحثون كان بإمكانهم أن يروا أدلة وهم في الأرض، حتى ولو بمضي بلايين السنين. هذا لأن الأجواء المؤكسدة يجب أن تؤكسد بعض أنواع المعادن و الصخور التي تتكون، يسمح لتجارب متوقعة لمستقبل مهمات المريخ. الأمثلة تشمل معادن مكونة من فيروز الحديد كالسيدريت، أو كربون الحديد وأيضا الكبريت العنصري.

شولز يقول: “نتائجنا تظهر أنه، نظرا لنماذج النشاط البركاني، خلال فترات استدامة البراكين، مناخ البراكين يمكن أن يتغير بسهوله نحو ظروف تنقص فيها الأكسجين و بالتالي أنتجت كميات تقاس من رواسب الكبريت الأولي.” و أضاف أنه لم يتم العثور على الكبريت الأولي حتى الآن على سطح المريخ، الا أنه من الصعب دراسة هذا المعدن.

و يقول شولز: “تقنيات القياس المستخدمة يمكن أن تتسبب في تفتتها الى جزيئات أصغر التي يمكن التعرف عليها بشكل خاطئ.”

هناك مهمتان الآن تدرس تحديدا الغلاف الجوي للمريخ. ناسا MAVEN (Mars Atmosphere and Volatile Evolution) مختصة في اختبار فقدان الغلاف الجوي، و وكيل الفضاء (Trace Gas Orbiter) TGO الأوروبي، مختص في النظر الى اقلية الجزيئات في الغلاف الجوي للمريخ.

قال شولز: الغلاف الجوي لا يحتفظ بآثار ظروف نقص الأكسجين بالماضي فالمهمات الحالية لن تساعدنا في التعلم مباشرة عن أنشطة البراكين الماضية. قياساتهم ستساعدنا في صقل النماذج المستخدمة للغلاف الجوي، مع ذلك.

“في النهاية نحن نود تحديث النماذج لاختبار كيف يمكن أن تؤثر حالات الثوران البركاني في تغيير الغلاف الجوي خلال مدته الزمنية”، وأضاف. “النماذج الحالية تفترض ثبوت الانفجارات البركانية، و ليست هذه هي الحال. اذا استطعنا اختبار حاله ثوران واحدة، سنستطيع تعلم ما هو مدى حجم الانفجار اللازم لتبديل الغلاف الجوي الى غلاف منقوص الأكسجين، والى متى سيستمر هذا الغلاف الجوي قبل أن يتراجع”.

المصدر:

Space.com

المترجم: ابراهيم محسن

المراجع: صالح احمد

Twitter @IMOHSEN5

Twitter @alsahlisaleh

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!