crossorigin="anonymous">
5 أبريل , 2015
تقترح نظرية جديدة أن الميكروبات التي تعيش داخل وعلى جسم الإنسان قد تكون متطورة لدرجة أنها تفضل أن تنهي ( تؤدي إلى وفاة( حياة المسنين من السكان، وهذا بدوره يوفر حصة أكبر من الغذاء والموارد للأطفال، وبالتالي توفير طفولة سليمة و طويلة، وتشير النتائج أن هذا التحيز للميكروبات قد يكون السبب في حفظ أول التجمعات البشرية على كوكب الأرض وجعلهم أكثر استقرارا وقدرة على التكيف مع الاضطرابات.
” لو عدنا ٣٠،٠٠٠ إلى ٤٠،٠٠٠ سنة بالزمن، لم يكن هناك سوى ٣٠،٠٠٠ إلى ٤٠،٠٠٠ شخص في العالم، وكانوا منتشرين في أفريقيا وأوروبا وأجزاء من آسيا ” كما أخبر الباحث المشارك غلين ويب ، وهو عالم رياضيات في جامعة فاندربيلت “هل نحن محظوظون لمجرد أن نكون هنا؟ أو أننا استطعنا البقاء على هذا الكوكب لأن أسلافنا كانوا أقوياء بما فيه الكفاية للتعامل مع جميع التغييرات البيئية والكوارث الطبيعية التي واجهوها” كما تشير النتائج الجديدة أن البشر نجوا بسبب أن التجمعات السكانية الأولى كانت قوية بما فيه الكفاية لمواجهة الكوارث البيئية.
الميكروبات الحيوية
من خلال بعض الحسابات نجد أن جسم الإنسان يعتبر بكتيريا أكثر من كونه إنسان، عدد خلايا البكتيريا يزيد عن عدد خلايا الإنسان بنحو ١٠ لـ1 ، في دراسات جديدة وجد العلماء أن لهذه الميكروبات أثر بالغ في تحوير زيادة الوزن، و المزاج والوظائف الذهنية.
الدكتور مارتن بليزر، وهو خبير في علم الكائنات الحية الدقيقة في المركز الطبي لونقون في جامعة نيويورك، بدأ يتساءل عن تأثير البكتيريا على عمر البشرية، كما أنه لاحظ أن بكتيريا المعدة هيلوكوباكتر بايلوري يمكن أن تعيش بتناغم تام داخل أحشاء البشر لعقود دون أن تسبب لهم أي ضرر، ولكن يمكن أيضا أن تسبب تقرحات المعدة و سرطان المعدة وهي خطورة تزيد نسبتها مع تقدم العمر.
يقول بليزر ” لقد بدأت أفكر أن المتكافل الحقيقي هو الكائن الحي الذي يبقيك على قيد الحياة عندما كنت صغيرا في السن ويقتلك عندما تكون مسنّا، هذا ليس جيدا لاسيما بالنسبة لك، ولكنه جيدا لإبقاء البشرية”
ويقول الباحثون أنه من الممكن أن هذه البكتيريا ساعدت في تقليل عدد المسنين من السكان، مما يسمح للأطفال الحصول على كمية أكبر من الغذاء و الموارد، وبعبارة أخرى، فإن البكتيريا تتيح طفولة طويلة للبشر بشكل خاص مقارنة بالكائنات الأخرى.
نموذج البكتيريا
قام العالمان بلزر وويب بإنشاء نموذج لمحاكاة حياة السكان في العصور البدائية للنظر في تأثير الميكروبات على البشر مع تقدمهم في السن، في هذا النموذج افترض العالمان أن سكان العصور البدائية لهم نفس الحد الافتراضي لأقصى عمر قد يصله الإنسان مساوي للسكان المعاصرين، وهو حوالي ١٢٠ عاماً مع أن السكان البدائيون كان لهم متوسط عمر أقل من السكان المعاصرين وذلك لعدة أسباب منها أمراض الطفولة والإصابات البدنية التي لا يمكن أن تلتئم والأمراض الميكروبية التي يمكن أن تعالج بالمضادات الحيوية في العصر الحديث، خلال هذا النموذج تم تقسيم السكان إلى ثلاثة مجموعات حسب الأعمار: الشباب، السكان في سن الإنجاب، والسكان الذين تخطوا سن الإنجاب، ثم راقب الباحثان السكان من ناحية اختلاف معدلات الإنجاب والوفيات وقاما بتصنيف عوامل الوفاة المتعلقة بعدة أنواع من الميكروبات لإظهار آثار البكتيريا ،
على سبيل المثال في أحد الإصدارات من النموذج قاما بزيادة نسبة السكان المصابين بالشيجيلا (shigella)، نوع من البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي وتقتل صغار السن، والنتيجة كانت تحطم التجمع السكاني بسبب الوفيات.
في إصدار آخر تم إضافة بكتيريا غالباً ما توجد في المعدة تسمى هيلوكوباكتر بايلوري (Helicobacter pylori) ، والتي تزيد نسبة الإصابة بها مع تقدم العمر، والنتيجة كانت تجمع سكاني مستقر، حيث يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا و بالتالي الوفاة وهذا بدوره يوفر لصغار السن حصة أكبر من الغذاء والموارد و بشكل عام يزيد من الاستقرار والنمو السكاني ، على النقيض من ذلك التجمعات الخالية من السكان المصابين بهيلوكوباكتر بايلوري حيث يكثر كبار السن و يتدهور التجمع.
حساباتهم تقترح أن البكتيريا من الممكن أن تكون تطورت لتستهدف كبار السن من السكان
يقول الباحثون : هذا لن يفيد البشر فحسب بل نمو الميكروبات أيضا لأنها تفضل أن تعتمد على مصدر إمداد يدوم طويلاً.
تم نشر هذه النتائج في ديسمبر ١٦ عام ٢٠١٤ في مجلة mBio
المصدر : Live Science
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً