وأخيرا، تم اكتشاف سبب متلازمة تكيس المبايض

وأخيرا، تم اكتشاف سبب متلازمة تكيس المبايض

7 سبتمبر , 2019

قد يكون السبب الأكثر شيوعاً للعقم لدى النساء -وهو متلازمة تكيس المبايض- ناتجاً عن اضطرابات هرمونية من قبل الولادة. تشير نتيجة الدراسة إلى نجاح العلاج في الفئران، ومن المقرر أن تبدأ تجربة علاجية في النساء لاحقا خلال هذه السنة.

تصيب متلازمة تكيس المبايض امرأة واحدة من بين خمسة نساء حول أنحاء العالم، وثلاث أرباعهن تعانين لتحملن. تتميز هذه المتلازمة بمستويات عالية من هرمون التستوستيرون، والحويصلات (الأكياس) المبيضية، ودورات حيض غير منتظمة، ومشاكل في ضبط السكر؛ ولكن أسبابها كانت غامضة لمدة طويلة من الزمن. يقول روبيرت نورمان من جامعة أديليد في أستراليا: “إنها الحالة الهرمونية الأكثر شيوعاً لدى النساء في سن الإنجاب إلا أنها لم تحظَ على الكثير من الاهتمام.”

تتوفر العلاجات لمساعدة النساء المصابات بها على الحمل، ولكن نسبة نجاح هذه العلاجات عادةً ما يكون أقل من 30% خلال خمس دورات شهرية.

♦تغيرات الرحم:

حاليا، وجد باولو جياكوبيني وزملاؤه في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية أن المتلازمة ممكن أن تُثار من قبل الولادة؛ بسبب التعرض الزائد للهرمون المضاد للموليريان  (AMH).

واكتشف الباحثون أن لدى النساء الحوامل المصابات بمتلازمة تكيس المبايض نسبة زائدة من الهرمون المضاد للموليريان تقدر بـ 30% أكثر من المعدل الطبيعي. وحيث أن المتلازمة تحصل في نساء عدة من عائلة واحدة وتسري فيها؛ فإن الباحثون تساءلوا ما إذا كان هذا الخلل الهرموني يحفز الحالة لدى نسلهن من البنات.

ولاختبار الفكرة، قام الباحثون بحقن فئران التجارب الحوامل بكميات زائدة من الهرمون المضاد للموليريان. وعندما تم متابعة نسلهن من الإناث، وجد أن لديهن سمات من متلازمة تكيس المبايض مثل :البلوغ المتأخر، والإباضة الغير منتظمة، وتأخر الحمل، وعدد ذرية أقل.

بدى أن المستويات الزائدة من هذا الهرمون تحفز حدوث المتلازمة عن طريق زيادة عدد مجموعة من خلايا المخ التي ترفع بدورها من مستوى هرمون التستوستيرون.

 

♦العلاج في الفئران:

تمكن الفريق من عكس هذا التأثير عن طريق حقن عقار للتلقيح الصناعي المسمى بسيتروريليكس  (cetrorelix) والذي يستخدم عادة لضبط مستويات الهرمونات لدى النساء. بعد العلاج بهذا الدواء، توقفت أعراض متلازمة تكيس المبايض عن الظهور في الفئران.

يخطط الفريق الآن للقيام بتجربة سريرية حول استخدام سيتروريليكس في النساء المصابات بالمتلازمة، والتي يأملون القيام بها قبل نهاية هذا العام. يقول جياكوبيني: “قد تكون هذه استراتيجية جذابة لاستعادة الإباضة وتدريجيا نسبة الحمل لدى هؤلاء النساء.”

يقول نورمان: “إنها طريقة جديدة في التفكير عن متلازمة تكيس المبايض، وتفتح مجالاً واسعاً للمزيد من الأبحاث حول الموضوع.”

ويضيف: “إذا كانت المتلازمة تنتقل في الحقيقة من الأمهات لبناتهن عن طريق هرمونات في الرحم، فإن ذلك يفسر لماذا لم يتم إيجاد أي سبب وراثي للمتلازمة؛ الشيء الذي تمسكنا به لفترة طويلة من الزمن.”

وأضاف: “وقد تشرح النتائج أيضاً لماذا تحمل النساء المصابات بهذه المتلازمة بشكل أسهل في أواخر الثلاثينات والأربعينات من عمرهن؛ وذلك لأن مستويات الهرمون المضاد للموليريان تنخفض في هذه الفترة الزمنية مشيرة إلى انخفاض الخصوبة. ولكن بالنسبة للنساء اللواتي من الأساس بدأن بنسبة عالية من هذا الهرمون، فإن هذا الانخفاض في المستوى يجلبهن للمعدل الطبيعي للخصوبة. رغم أن كل ذلك مازال يحتاج للاختبار.”

المترجمة: نجلاء بن صبار

Twitter @nbinsabbar

المراجعة: سلمى سلمان

المصدر: New Scientist | Science news and science articles from New Scientist


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!