crossorigin="anonymous">
25 مارس , 2019
اكتشف علماء الأعصاب نوع جديد من الخلايا ذات شكل وردي و هو نوع جديد من خلايا الدماغ البشرية. وتم تسمية أحدث اكتشاف لهذه الخلية العصبية باسم ” الخلية العصبية الوردية ” ، وذلك بفضل مظهرها الكثيف الوردي.
إن خلايا الدماغ ذاتُ تعبيرات جينية فريدة بشكلها المتميز وعلاقاتها المتنوعة مع االخلايا العصبية الأخرى.. أعلنت المجموعة الدولية من الباحثين عن هذا الإكتشاف في 27 أغسطس / اب في مجلة علوم الأعصاب الطبيعية.
قال تريجفي باكين أحد المؤلفين الرئيسيين للبحث وكبير العلماء بمعهد ألِن لعلوم المخ في سياتل: “إنه شحيح للغاية ، و أن الخلايا العصبية لها فروع طويلة تسمى التشعبات التي تتلقى إشارات من الخلايا العصبية الأخرى و في الخلايا الوردية نجد أن التشعبات مدمجة للغاية مع الفروع لذلك تبدو نوعا ما مثل الورديات بالإضافة إلى مظهرها المشابه لثمرة الورد يعتبر وجود تلك المصابيح الكبيرة في نهاية محاورها التي تفرز النواقل العصبية أو الإشارات الكيميائية إلى الخلايا العصبية الأخرى ” .
تم التوصل للنتائج الجديدة عن طريق التعاون بين باكن وفريقه مع الباحثين في جامعة سجد في المجر وحدد كلا الفريقين الخلايا العصبية المتميزة بشكل مستقل ، وعندما علمت الفرق أنها تبحث في الشيء نفسه ، قرروا العمل معاً .
فقام الباحثون في معهد ألِن بتوثيق الخلايا العصبية الجديدة الغريبة من خلال فحص أنسجة الدماغ لرجلين متوفين في منتصف العمر و عندما نظر الباحثون إلى الجينات الوردية في هذه الأنسجة بعد الوفاة ، وجدوا أن الخلايا العصبية تصرفت بشكل مختلف. وقال باكين “هناك عدد من الجينات التي يتم تشغيلها فقط في تلك الخلية وليس في غيرها ” .
وفي الوقت نفسه ، قام الفريق في هنغاريا بتوثيق مزيد من الخلايا العصبية من خلال دراسة النشاط الكهربائي وأشكال الخلايا العصبية في أنسجة المخ التي تمت إزالتها من أدمغة الأشخاص أثناء الجراحة وظلت حية في محاليل حفظ الأنسجة.
وقال باكين : ” إن أحد الأسباب التي تجعل من الخلايا العصبية الوريدية معضلة عند علماء الاعصاب لفترة طويلة هو المرجح لأنه الخلايا نادرة جدا في المخ و أن السبب الآخر هو أن أنسجة الدماغ البشرية يصعب على العلماء الحصول عليها للدراسة “. في الواقع خلال هذه الدراسة ، قام الباحثون بفحص طبقة واحدة فقط من الدماغ ومع ذلك من الممكن العثور على الخلايا العصبية التي تحتوي على ثمرة الورد في طبقات أخرى ، كما قال باكن .
و قد وجد الباحثون أن الخلايا العصبية الوردية تشكل حوالي 10 في المئة من الطبقة الأولى من القشرة المخية الحديثة ووجدوا أيضاً أن الخلايا العصبية للثمرة ترتبط بالخلايا العصبية المسماة الخلايا الهرمية وهي نوع من الخلايا العصبية المثيرة التي تشكل ثلثي جميع الخلايا العصبية في القشرة الدماغية.
إن المدى الكامل للعلاقة بين الخلايا العصبية الوردية و العصبونات الهرمية غير واضح ، لكن الباحثين وجدوا أن العصبونات الوردية تعمل كخلايا عصبية مثبطة ، أو تلك التي تكبح نشاط العصبونات الأخرى.
وقال باكين : ” لديهم القدرة على وضع نوع من الفرامل على استثارة الخلايا العصبية على عكس الخلايا العصبية الهرمية ولكن بالنسبة لكيفية تأثير ذلك على سلوك الدماغ فنحن لا نعرف الحقيقة بعد ” .
وقال باكين : ” إن جميع الثدييات لديها قشرة وفيها قشرة عصبية حديثة لكن هنالك حوالي ألف خلية أخرى في القشرة البشرية مقارنة بالفئران وبعبارة أخرى فإنه يشكل جزءًا أكبر بكثير من دماغنا مما يفعله في الفئران .
إذن ربما ليس من المستغرب أن الفريق لم يجد أي تلميح جيني للعصبونات الوردية في الفئران، وقال بلو ب. ليك ، مساعد بالمشروع في قسم الهندسة الحيوية في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو و لم يكن جزءًا من الدراسة: ” العثور على أنواع خلايا بشرية فريدة يساعد على فهمنا للاختلافات الفيزيولوجية التي تكمن تحت إمكاناتنا الإدراكية الأعلى وقد يكون لدينا معلومات أفضل عن استراتيجيات العلاج للاضطرابات المتعلقة بالدماغ “.
وقال الباحثون إن عدم وجود عصبون من ثمرة الورد في أدمغة الفئران قد يكون بمثابة تذكير تحذيري بأن نتائج بعض دراسات الدماغ التي أُجريت على الفئران لا يمكن ترجمتها إلى البشر.
وقال باكن : ” الفئران كانت كائنات نموذجية و رائعًة لفهم كيفية عمل الدماغ بشكل عام ويمكن أن تساعدنا في فهم كيفية عمل العقل البشري ، لكنني أعتقد أن العثور على جزء من هذه الدائرة لا يُرى في فأرة و تشير إلى الحاجة إلى دراسة الأنسجة البشرية الفعلية “.
هناك أجزاء كافية من الدماغ يتم حفظها بين الفئران والبشر وغيرهما من الثدييات التي يمكن للناس أن ينتجونها .
وقال باكن : ” الإستنتاجات حول الأشياء التي نتعلمها في الفأر على الأقل تمكننا أن نفترض شيئاً مماثلاً يحدث على الأرجح في الدماغ البشري ولكن في بعض الأحيان تكون الأشياء الموجودة في دماغ الإنسان غير موجودة في دماغ الفأر .
ترجمة: وفاء عبدالله الشهراني .
Twitter @WafaAbdullahs
مراجعة: أسامة أحمد خوجلي .
Twitter @okroos_
المصدر :
Live Science: The Most Interesting Articles, Mysteries & Discoveries
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً