لمَ مقاطع الفيديو المنشورة على وسم #OddlySatsfying … مريحة جدًا 

لمَ مقاطع الفيديو المنشورة على وسم #OddlySatsfying … مريحة جدًا 

29 مارس , 2019

سكين تقطع في حفنة من الرمل الملون السحري مشكّلة مربعات متماثلة تمامًا. شخص ما يقص إصبعين من أحمر الشفاه ويمزجها في كرة مطاطية من الطين -أو ما يسمى بالسلايم-. مصمم كعك يصب سوائل سكرّية على حلوى شهيّة.

 

إن كان أيّ من ذلك يبدو مغريًا، ربما تكون الجمهور المستهدف لفيديوهات وسم #oddlysatisfying، نوع انتشر عبر اليوتيوب وتويتر وانستاقرام. ليست هناك أمور مشتركة بين هذه الفيديوهات دائمًا — بعضها يُضاف إليه موسيقا ترانس سريعة وبعضها تركز على الصوت الصادر من أيّ ما كان على الشاشة — ولكن يبدو أنها كلها تريح رغبة نفسية معينة.

 

لا يوجد أي دراسات على فيديوهات #oddlysatisfying ولكن ألمحت بعض دراسات علم النفس إلى ما يمكن أن يشعر به الأشخاص من هذه التجربة. [انظر لمقال: ١٠ أمور تميّز البشر]

 

تقول جسيكا غال ميريك المتخصصة في علم النفس الإعلامي في جامعة ولاية بنسلفانيا: “من الناحية النظرية، من المنطقي أن تكون مريحة، ويمكن أن تكون مثيرة للاهتمام وممتعة من الناحية الجمالية أيضًا.”

 

لحظة تأملية

ظاهريًا، العديد من الفيديوهات المشار إليها بـ”مرضية أو satisfying” نوعًا ما مملة. عشر دقائق من التقطيع خلال حفنة من الرمال تبدو سخيفة في عالم رقمي بمستجّدات فورية وتحديثات تلقائية..قد يكون هذا بالضبط الغرض منها، كما تقول ميريك.

 

وكما أخبرت موقع لايف ساينس، مستخدمة المصطلح العلمي للحالة من اليقظة العالية: “حتى لو لم تكن واعيًا بذلك، يعلم جسدك أنك مرهق أو متعب فسيولوجيًا، وهذا ربما يدفعك لهذا النوع من المحتوى الملطف والممتع.”

 

هناك نسخ مماثلة لهذا النوع من نشاط الاسترخاء المتكرر. على سبيل المثال، يقضي البوذيين التبتيين ساعات مضنية في عمل تصاميم ملونة تسمى المندلات من الرمل والتي يتم إتلافها بعد ذلك دلالة على الطبيعة المؤقتة للحياة. كما أن الحدائق الصخرية التقليدية التي تبدع فيها طائفة زِنْ البودية غالبًا تحوي تصاميم مبهجة مرسومة على الرمال.

 

لا تحوي الفيديوهات على أحاسيس ملموسة لأنشطة في العالم الواقعي بالطبع، ولكنها غالبًا تتضمن أصواتًا، مثل طحن الرمل أو سحق الطين -السلايم-. يقول بعض الأشخاص أنهم حتى يشعرون بـ”رعشة” ممتعة من هذه الفيديوهات، إحساس يطلق عليه (الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية أو ASMR). [انظر لمقالة أفضل ١٠ أسرار للدماغ]

 

نشأ مصطلح ASMR من شخص عادي وليس عالم نفس ولكن الظاهرة تم دراستها مرات عديدة من مختصين. يشير استبيان نُشر عام ٢٠١٥ في مجلة بيرج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السينيستيزيا -اضطراب الحس- هم على الأرجح معرضون أكثر لإحساس الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية. (السينيستيزيا هو تفاعل متقاطع بين الأحاسيس، مثل عندما يربط شخص ما حرف بلون معين تلقائيا أو يشم رائحة عندما يسمع صوتًا بعينه.)

 

أمزجة صافية

يشير أيضًا ذلك الاستبيان لـ ٤٧٥ متطوع لمشاهدة فيديوهات تثير إحساس الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية أن ٨٠٪ منهم قالوا أن هذه الفيديوهات حسنت من أمزجتهم وقت مشاهدتهم الفيديوهات ولساعات بعدها. تبدو تحسنات المزاج دافعًا هامًا لمستخدمي اليوتيوب وكل أجناس روّاد وسائل التواصل الاجتماعي.  نشرت ميريك مقالًا عام ٢٠١٥ في مجلة كمبيوترز ان هيومن بيهفير عن سبب ولع مستخدمي الإنترنت بفيديوهات القطط. توصلت بعد استبيان ٦٧٩٥ من المولعين بفيديوهات القطط إلى أن هذه الفيديوهات عززت من طاقة مشاهديها ومشاعرهم الإيجابية.

 

وبالمثل، تقول ميريك أن فيديوهات #oddlysatisfying ربما تثير مشاعر غير مألوفة. تقول: الفضول والمتعة كلاهما عواطف، وهذه الفيديوهات تميل إلى إظهار أمور غالبًا لا يراها الأشخاص في حياتهم اليومية. وتضيف أن العديد من هذه الفيديوهات يعرض تخصصات مثل تزيين الكعك أو النجارة. وبعضها يظهر خزفيين على دولايبهم أو خطوط التجميع الالية في المصانع. يمكن لهذا النوع من التصوير أن يجذب الأشخاص فقط عن طريق رفع الغطاء عن طريقة صنع بعض الأشياء أو طريقة عملها.

 

متعة جمالية

إن كان هناك سلسلة فيديوهات أخرى في وسم #oddlysatisfying فهي مماثلة ومتمّة لها. في تصنيف في قناة اليوتيوب “Oddly Satisfying” هناك أشياء مغطاة كليًا (يد مغطاة بمغانط معدنية وجسم كروي بقوام لزج أو وعاء مملوء بعلبة طلاء أظافر أو جرة عسل). وفي فيديوهات أخرى، تصاميم تكمّل بعضها أو فريق استعراضي يُشكّل أنماطًا هندسية.

 

البشر يحبون التماثل، لذا ربما فيديوهات وسم #oddlysatisfying ترضي قيمهم الجمالية على الأقل. ومع ذلك، ليس واضحًا حقًا سبب أن التماثل مريح نفسيًا. يرى علماء علم النفس التطوري أن من الممكن أن المظاهر المتماثلة هي إشارة لصحة جيدة، لكن الأدلة الواقعية التي تربط التماثل بالصحة ضعيفة. وفي نظرية أخرى أن العقل يفضل التماثل لأن الأشياء المتماثلة سهلة المعالجة، ولكن هذا محل نقاش أيضًا.

 

يبدو أن الكمال أيضًا جذاب لبعض الحاجات النفسية. قام باحثون في دراسة في مجلة بيهيفر ثيربي اند اكسبرمينتل سايكيتري عام ٢٠١٧ بالطلب من المشاركين أن يكتبوا كل الكلمات التي يتذكرونها من قائم عُرضت عليهم مسبقًا، ظاهريًا كاختبار للذاكرة. في بعض الحالات قاموا بإيقاف المشاركين من إكمال القائمة مثيرين شعورًا بالنقص.

 

أنزعج الأشخاص من عدم القدرة على إكمال القائمة. في الحقيقة، قام اثنين من المشاركين كانوا يعانون من الوسواس القهري بمراسلة مؤلفو الدراسة بعدها بقائمة كاملة، لأنهم لم يستطيعوا تحمل أن تبقى المهمة ناقصة. حتى المشاركين الذين لم يعانوا من تشخيصات نفسية أبلغوا عن أحاسيس سلبية وشعور بضيق جسدي لعدم قدرتهم على إنهاء المهمة.

 

مع فيديوهات #oddlysatisfying، فإن إشباع هذه الدوافع النفسية بسيط مثل حمل هاتف ذكي.. “سهل ومتاح في أي وقت وأي مكان” كما تقول ميريك.

المصدر

Live Science

ترجمة: بيادر النصيان

Twitter @bayader_nus

مراجعة: رهف الحامد

Twitter @RM_HII0http://twitter.com-RM_HII0


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!