الضرر النفسي الغير المتوقع من مشاركة الصور الشخصية

الضرر النفسي الغير المتوقع من مشاركة الصور الشخصية

12 فبراير , 2019

Image result for selfi

نشر صور السيلفي بالنسبة للشابات يقلل من ثقتهن ويزيد من القلق.

 

 

الملخص

يناقش المقال عن الأثر السلبي لاتلقاط السيلفي ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقد اثبتت الاحصائيات ان هناك علاقة ارتباطية بين اخذ الصور الشخصية ونشرها وبين انخفاض الصحة النفسية والتسبب في نقص الثقة بالنفس وتأثيرات اخرى.

 

استحوذت إحصائية تتكلم عن تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اهتمام مستخدمي الانترنت في عام 2015, فقد أظهرت الإحصائية: أن عدد من مات بسبب السيلفي أكثر ممن مات متأثرًا بهجمات أسماك القرش, ولكي نكون منصفين فأن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب صور السيلفي الشخصية أو بسبب هجمات أسماك القرش قليل جدًا. ولكن هناك موجة من الأبحاث يشيرون باستمرار أن أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يشكل عائقا كبيرا أمام الصحة النفسية، وتشير دراسة جديدة على وجه التحديد إلى أن صور السيلفي تعكر المزاج وتزعزع الثقة بالنفس.

 

فهنالك علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب والقلق وعدم الرضا عن الجسم وزيادة التركيز على المظهر بشكل عام، ولكن يبدو أنها تؤثر على الشابات (اللواتي يعتبرن أكثر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي) بشكل خاص. ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات تبين وجود علاقة ارتباطية بين الاستخدام المبالغ فيه لوسائط التواصل الاجتماعي وانخفاض الصحة النفسية.كما يستطيع أي من طلابي أن يخبرك بديهيا: أن العلاقة الارتباطية تختلف عن السببية. بعبارة أخرى، فاستخدام وسائل التواصل الاجتماعية يرتبط بنتائج سلبية وهذا لا يعني أنها السبب في تلك النتائج, فمن الممكن أن تؤدي أشياء مثل الاكتئاب والقلق وقلة الثقة بمظهر الجسم إلى زيادة استخدام الوسائط الاجتماعية. فمثلا إذا كنت تشعر بالاكتئاب, فقد تحاول التواصل مع الأشخاص عبر الإنترنت للتخفيف من مشاعر الحزن, وإذا كنت تعاني من عدم الرضى عن مظهر جسدك، يمكنك محاولة نشر صور جذابة لنفسك من أجل سماع ردود فعل إيجابية من الآخرين حول مظهرك.

 

إذا أردنا حقًا فهم التأثيرات السببية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعية ، فنحن بحاجة إلى النظر في نتائج التجارب التي تم إجراؤها بعناية, والتي يتم فيها تعيين المشاركين عشوائياً. استخدمت دراسة حديثة نُشِرت في مجلة بودي ايمج Body Image والذي صمم بشكل تجريبي لعرض جانب من الأثر السلبي لنشاط أخذ السيلفي لنشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

أولا: غالبًا ما يتم استخدام الصور الشخصية كطريقة لإدارة انطباع الناس عنك.فعند نشرك لصورك الشخصية فأنت فعليا تقوم بالتأثير على الآخرين ليروك بالطريقة التي ترغبها.

 

تكشف المقابلات مع الشابات أن إدارة الانطباعات هي أحد الأسباب الرئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعية. لا شك أن النساء الشابات لسن المجموعة الوحيدة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعية بهذه الطريقة ، ولكن الشابات ينشرن صوراً لأنفسهن أكثر من الفئات الأخرى. وجدت دراسة حديثة أجريت على نساء تتراوح أعمارهن بين 16 و 25 عامًا في المملكة المتحدة أن العديد منهن قضين عدة ساعات أسبوعيًا في أخذ الصور الشخصية وتحريرها ونشرها.

 

لذا شاركت مجموعة تتكون من 113 امرأة كندية تتراوح أعمارهن بين 16 و 29 عامًا في الدراسة التي قادها باحثون في جامعة يورك. عندما وصل النساء، أعطاهم الباحثون جهاز iPad ثم أخذوهم إلى مكان خاص.أكملن المشاركات عدة اختبارات عن المزاج وكيف شعرن عن أنفسهن ثم تم تعيين كل امرأة عشوائيا إلى واحد من ثلاثة اختبارات من فئات مختلفة. الفئة الأولى:(عدم السماح بتعديل الصورة الشخصية)، فقد طلب الباحثون من النساء التقاط صورة واحدة لوجههن ونشرها إما على صفحتهن في الفيسبوك أو الانستجرام. وفي فئة (تعديل الصورة الشخصية)، فقد سمح للنساء بالتقاط أكبر عدد ممكن من الصور لأنفسهن وتعديلها بتطبيق تحرير الصور قبل نشرها. أخيرا في فئة (التحكم)، فلم يتم السماح لهن بالتقاط صور شخصية أو التسجيل الدخول إلى حسابات التواصل الاجتماعي فقط قد تم إعطائهن مقالات إخبارية لقراءاتها على الايباد حول أماكن السفر.

 

أخيرا, أوضحت النتائج أن ليس هناك فرق بين فئة السماح بإعادة تنقيح الصور أو عدم السماح. فقد أظهرت كلا من المجموعتين التي قامتا بنشر الصور الذاتية زيادة في القلق وانخفاض في الثقة وشعور بقلة الجاذبية مقارنة بفئة (التحكم). على الرغم من أن بعض المتغيرات (مثل الاكتئاب) لم تتأثر بنشر السيلفي، إلا أن أياً من المتغيرات المقاسه لم تظهر أي دليل على وجود تأثير نفسي إيجابي في نشر الصور الذاتية.

 

ماذا نستفيد من هذه النتائج؟

أولاً: من الضروري عدم تعرض النساء الشابات أو أي شخص آخر للشعور بالخجل والعار بسبب سلوكهم في وسائل التواصل الاجتماعي. فأنه ليس من العدل أن نطلب من النساء أن يعيشوا في عالم حيث يخضع مظهرهم لمثل هذا التمحيص المتواصل، ثم لا نتوقع منهم ألا يتفاعلوا مع هذه الضغوط. بالإضافة إلى ذلك، قد تجد بعض النساء عملية تحرير ونشر الصور الشخصية ممتعه وتعطي شعور بالقوة. لكن الأمر يستحق النظر في حقيقة أن العديد من الأنشطة التي ننخرط فيها قد تبدو ممتعة في الوقت الحالي ولكن لها أيضًا تأثير سلبي على صحتنا النفسية, وخاصة بالنسبة للشابات اللواتي قد يكونون أصلاً معرضات للقلق أو الاكتئاب ، فإن هذه النتائج تشير إلى أنه من الجيد الحد من وضع الصور الشخصية ونشرها.

 

 

المترجم: نجود الغامدي

Twitter @NJOODAGH

مراجعة: رهف الحامد

Twitter @RM_HII0

المصدر:

Psychology Today


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!