معدل الدوبامين في دماغنا يؤثر على المجازفات التي نسعد بأخذها

معدل الدوبامين في دماغنا يؤثر على المجازفات التي نسعد بأخذها

9 فبراير , 2019

How much of a risk are you willing to take?

 

كم من المخاطر انت على استعداد لاتخاذها؟ هل تستمتع برفرفة القلب؟ إن معدل الدوبامين في دماغك يؤثر على احتمالية اتخاذك لقرار مجازف أو حتى المخاطرة.

 

الدوبامين هو مركب إشارة جزيئي يفرز بواسطة خلايا عصبية. بينما يُساء فهم دور الدوبامين–فهو مُلام على كل شيء من إدمان المخدرات إلى شعبية الفيسبوك– فالمركب له دور مهم في الدماغ. مُنحت جائزة (Brain Prize) للسنة الماضية المقدرة بمليون يورو إلى ثلاثة علماء اكتشفوا مايفعله الدوبامين.

 

والآن وللمرة الأولى، تمكن العلماء من رؤية كيفية أن المجازفة تتأثر بنشاط الخلايا العصبية المستخدمة للدوبامين في جزء من الدماغ الذي يشارك في اتخاذ القرار. كان لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات نشاط أقل، احتمالا جزيئًا أعلى لاتخاذ قرار مجازف في مهمة تتضمن رهان بالمختبر.

 

وقال بينجمان تشو بجامعة لندن -الذي قام بهذه الدراسة- ( لأن التأثير كان منخفض، فقد كان ذلك يؤثر في بعض الأحيان على قراراتنا في الحياة الواقعية). قدّر بينجمان أنه عندما نواجه الخيار نفسه، فسوف نختار القرار ذاته حوالي ثمانية مرات من أصل عشرة، ولكن المرات الأخرى ستكون متأثرة بتقلبات الدوبامين.

 

لمعرفة المزيد، قام فريق تشو باختبار ثلاثٌ وأربعون شخصًا وذلك بالاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي للدماغ أثناء اداء مهمة مقامرة معروضة على شاشة داخل الجهاز. في أحد الاختبارات، على سبيل المثال طُلب منهم أن يختاروا ما بين حصول مؤكد على ٢.٧ يورو أم المجازفة بنسبة خمسون بالمئة للحصول على 6 يورو.

 

ذكر بينجمان تشو في ندوة علوم الأعصاب بجامعة لندن خلال الشهر الماضي أن ٥٦٪ من الأشخاص الذين قرروا بالمجازفة كان لديهم مستويات نشاط أعلى في جزء الدماغ المتركز به أعصاب الدوبامين. وهذه النسبة ارتفعت الى ٥٩٪ عندما كانت مستويات النشاط أقل.

 

هل تشعر بأنك محظوظ؟

 

يقول تشو إن نشاط الدوبامين الخاص بنا يتأثر بعوامل خارجية، مثل الوقت، وكم مضى على آخر وجبة طعام تناولناها. ثم أضاف “تقلبات الدوبامين اللحظية تؤثر على اختيارك”.

 

ولكن مارك همفريز من جامعة نوتنغهام، والذي لم يشارك بالعمل يقول ان النتائج يصعب تفسيرها. الأمور المعقدة هي حقيقة أن الخلايا العصبية للدوبامين لها معدل بطيء للإفراز -مرة فأكثر خلال عشرون ثانية-والذي يعتبر له تأثير في تحفيزنا.

 

علاوة على ذلك، فقد تفرز سريعًا وبشكل مفاجئ عند لحظات غير متوقعة، فتستجيب خلال جزء من الثانية. يقول همفريز ” هذا يشير إلى شيء مثير للاهتمام في العالم.”

 

يعتقد أن مستويات النشاط المرئية في فحص الدماغ ماهي إلا خليط من الإفرازات البطيئة والسريعة. “كل مما يستطيعون رؤيته هو متوسط المدى الطويل لما تقوم به عصبونات الدوبامين.” نوع الفحص المستخدم للدماغ يستعمل فقط لتتبع تدفق الدم، حيث أنه لا يمكنه الكشف مباشرة عن معدل الإفرازات التي تقوم بها الخلية.

 

أمر معقد آخر يتمثل في حقيقة أن مرضى الباركنسون يأخذون أدوية ترفع مستويات الدوبامين لديهم -لأن لدى عصبونات الدوبامين وظيفة ثالثة وهي التحكم بالحركة الجسدية-فأحيانًا يصبحوا مدمنين قمار.

 

هذا يشير أن ارتفاع مستوى الدوبامين يؤدي إلى خيارات محفوفة بالمخاطر، والتي تبدو أنها تناقض نتائج بينجمان تشو. حيث يقول همفريز “يجب أن تكون الخطوة التالية لهذه المجموعة هي التوفيق بين الاستنتاجيين.”

 

 

 

ترجمة: شيخه الماضي

Twitter @shx_khx

مراجعة: خلود الشريف

Twitter @kkoloud

المصدر:

New Scientist


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!