crossorigin="anonymous">
12 نوفمبر , 2018
الملخص
هل يمكن أن يكون هناك إدمان على الحب كإدمان العقاقير؟ لطالما كانت فكرة إضافة كلمة “إدمان الحب” على الأشخاص الذين يدمنون وجود شريك دائم في حياتهم فيصعب عليهم تجاهل التوق الشديد للقرب منه، فكرة مثيرة للاهتمام لدى العلماء فانقسموا لمؤيد ومعارض!
لا تستطيع الأكل، لا تستطيع النوم، وكل ما يمكنك التفكير به هو العلاقة القادمة لك، هنا قد تكون مدمنٌ على الحب.
الرومانسية الشديدة قد تجيء غالبًا مع أعراض تشبه الإدمان، نشوة من السعادة، توق، اعتمادية، إنسحابية، وانتكاسات- وقد أظهرت صور مسح الدماغ أنه قد يكون لهذا ارتباط بنشاطات شبيهة بنشاط الإدمان على المخدرات في مركز المكافأة في الدماغ.
لكن فكرة الإدمان على الحب مثيرة للخلاف، ويقول برين إيرب (Brian Earp)، من مركز علم الأعصاب الأخلاقي في جامعة إكسفورد: “إن الأمر معقد، فالناس لا يتفقون في معنى الإدمان، كما أن الخلاف يطال مفهوم الحب أيضًا”.
ويقول أندرس ساندبيرج (Anders Sandberg)، والذي يعمل أيضًا في مركز علم الأعصاب الأخلاقي في جامعة إكسفورد: “أعتقد أنه يحدث عندما تدرك أنك لا تريد الوقوع في الحب، لكنك لا تستطيع تجنبه، و هذا يتسبب بأمور سيئة، كإساءة الاستخدام، كأنما نتخطى الحد لنقع في شيء يشبه الإدمان”.
وحاليًا وجد إيرب وفريقه دليلًا على وجود نوعين مختلفين من إدمان الحب، بعد أن راجعوا ٦٤ دراسة في الحب والإدمان نُشرت ما بين ١٩٥٦و ٢٠١٦.
لقد وجدوا بأن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة الحادة عندما لا يكونون في علاقة، و يحاولون أن يستبدلون الشريك السابق بشكل مباشر، قد يكون عندهم ما نسميه نحن الفريق بـالشكل “الضيق” من إدمان الحب.
هؤلاء الأشخاص يصعب عليهم تجاهل التوق الشديد للقرب من المصدر الذي تميل له عاطفتهم، فهم يريدون أن يقضون كل أوقاتهم معهم، وينشأ لديهم أفكار وسلوكيات هوسية، في بعض الحالات، قد تصل إلى المطاردة أو القتل.
إدمان كهذا يشمل تحكم ضعيف في النفس وقصور اجتماعي ، كما في أنواع الإدمان الأخرى، وهذه السلوكيات تنجم عن عمليات تحدث في الدماغ تعزز إشارات المكافأة.
ويقول إيرب:”عقاقير الإدمان تغرق الدماغ بالدوبامين (dopamine)، مما ينتج بإشارات مكافأة غير معتادة ، والتي تجعل الشخص يسعى لاستخدام العقار مرة أخرى، حتى وإن تعارض ذلك مع بعض مصالح حياته”.
وفي مراجعتهم للدراسات، وجدوا أن بعض تجارب الحب ينتج عنها إشارات مكافأة شديدة غير معتادة، والتي تدفع الشخص للسعي وراء هذه التجربة مجددًا.
لكن الفريق وجد أيضًا دليل لنوع آخر من إدمان الحب، و هو النوع الـ “الواسع” ، والذي يقع في نفس الطيف للحب الطبيعي، لكن مع توق أشد وإن ظل مسيطرًا عليه.
هذا التصنيف معتمد على ملاحظة سلوكيات شبيهة بإدمان العقاقير، كالاندفاع من نشوة السعادة بعد كل لقاء، بينما يحصل اليأس، والحزن، والاكتئاب عندما تواجه العلاقة نهاية مفاجئة.
بعض الأبحاث لا تعتبر هذا النوع من السلوك إدمان، لأن المرور بتجربة هذه المراحل، ليس بالضرورة سيئًا للشخص على المدى الطويل.
وعلى كل حال فقد وجد فريق إيرب دليلًا بأن الأشخاص مدمني الحب بنوعي الإدمان المذكورة، قد تحصل لهم آثار ضارة على حياتهم. و في بعض الحالات، الإدمان على الحب يقود إلى البقاء في علاقات مؤذية، أو إتباع زعماء بعض الطوائف.
لوسي براون (Lucy Brown)، عالمة أعصاب في كلية آينشتاين للطب في نيويورك، وقد كانت من أول الباحثين الذين اقترحوا أن مفهوم الحب كالإدمان.
وقد جادلت هي وزملاؤها، في أن الحب الرومانسي هو إدمان طبيعي تطور خلال ملايين السنين السابقة، كآلية نجاة، وذلك لتعزيز الرابطة بين الأعضاء الأزواج، لكنها غير متفقة مع فكرة تصنيف إدمان الحب إلى نوعين.
وقد قالت عن مراجعة إيرب: ” اعتبرها ورقة غريبة ” وإذا كان عليها أن تختار أي من النوعين يعكس رؤيتها حول إدمان الحب بشكل أفضل؛ فإنها ستذهب مع الرؤية “الواسعة”، “إننا نرى الحب كشيء طبيعي ونتخذ في ذلك الرؤية الواسعة”.
يقول براون: “الوقت الذي يكون فيه الحب مؤلمًا بشكل أساسي، ويحتاج للعلاج هو عندما ينكسر القلب”.
ويضيف: لمعظم الناس، إنكسار القلب يذهب مع الوقت، أو بمساعدة معالج، وأحيانًا مضادات الاكتئاب، لكن الأشخاص الذين يعانون إدمان الحب، قد يستفيدون يومًا ما من نوع آخر من الأدوية، ونظريًا هي أدوية يمكن تطويرها لتعطيل الرابطة التي نشعر بها تجاه شخص ما.
في دراسة أجريت عام ٢٠١٣ تلاعبوا بهرمونات لفأر الحقول، هذه الحيوانات أحادية الزوج (أي ترتبط بفرد واحد طوال حياتها)، ولديها القدرة على تكوين رابطة ثنائية قوية، وهي عملية تتضمن وجود هرمون الفازوبريسين، الفريق وجد أن حجب مستقبلات هذا الهرمون في فأر الحقول، تسبب في توقف الذكور عن حماية أصحابهم وجعلتهم يقضون وقت أكثر مع الإناث الأخريات.
كما أن هنالك دليل يقترح أنه من الممكن وجود روابط شبكية مضادة للحب في أدمغتنا، والتي تجعلنا أقل ارتباطًا بأشخاص كنا نشعر بالقرب منهم سابقًا، قد يساعد التركيز على هذا في تسريع قدرة الشخص على التغلب على ارتباطه بشخص آخر، لكننا ما زلنا لا نعرف كيف نفعل ذلك.
المترجم: أسماء محمد القحطاني
Twitter @ballagarraidh1
المراجع: جواهر السبيعي
Twitter @Ijawaher94
المصدر:
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً