crossorigin="anonymous">
18 ديسمبر , 2018
الملخص
كلما زادت فترة عيش الانسان خارج بلاده كلما زاد مفهوم إدراك الذات لديه بدءًا من ارتفاع مستوى الرضا عن الحياة إلى انخفاض الإجهاد، والتطور في مستوى الأداء الوظيفي.
وفقاً لدراسة حديثة أجراها فريق علماء الاجتماع في جامعة راس وكولومبيا ونورث كارولينا أن العيش خارج البلاد يساعدك على اكتشاف ذاتك، حيث اكتشفوا بأنه يساعد على إيضاح مفهوم الذات، ونعني بذلك تصورات الآخرين عن أنفسهم بتصورات جلية وواضحة وبلا تردد ومع مرور الوقت هذه التصورات لا تزال مترابطة ومتوازنة.
قام الباحثون هاجو آدم وأوتيليا أبودارو (Hajo Adam and Otilia Obodaru) من كلية إدارة الأعمال قسم الدراسات العليا بجامعة راس (Rice)، وآدم جالنسكي و جاكسون لو (Jackson Lu and Adam Galinsky)من جامعة كولومبيا كلية إدارة الأعمال، وويليام مادوكس (William Maddux) من كلية أدارة الأعمال بجامعة كوان- فلاجلر (UNC Kenan-Flagler)، بإجراء ستة دراسات شملت 1874 مشاركًا ونشروا النتائج بعنوان “يساعد العيش خارجًا على إدراك مفهوم الذات بوضوح Living Abroad Increases Self-Concept Clarity))، في مجلة السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرار البشري (Organizational Behavior and Human Decision Processes).
لإجراء الدراسة وإكمالها، اختار الباحثون مشاركين من الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج الماجستير العالمي لإدارة الأعمال وأيضًا من لم يسبق له العيش خارج بلاده كعينة بحثية، وأجروا استطلاع الدراسة على هذه العينة فتوصلوا إلى: أن العيش خارجاً يثير الأفكار الذاتية الواضحة حيث تتصارع أفكار الناس بسبب القيم الثقافية المختلفة والمعايير التي يحملونها مع الثقافة المستضيفة، هذه الأفكار مفيدة في إكتشاف المعايير والقيم التي تحددهم! والتي ببساطة تعكس طريقة تنشئة ثقافتهم.
وأضافوا: “من المهم أن تواكب الدراسة عالمنا اليوم بما يشهده من تزايد في خوض تجارب العيش خارج البلاد والتقدم التقني الذي سهل الترحال والتنقل لعالم الثقافات والاتصالات، محاولة لتلبية تلك التطورات والسعي لفهم كيفية تأثيرها على الناس”، في هذا السياق، تثبت الدراسات بأن العيش خارجاً يعزز مفهوم إدراك الذات وذلك بالتأثير على البنية الأساسية لها، اقتبس الفيلسوف الألماني هيرمان فون كيسيرلينغ (Hermann von Keyserling) في كتابه يوميات سفر فيلسوف 1919 ( The Travel Diary of a Philosopher) عبارة 🙁 أقصر طريق لترأس العالم، ذاتك)، بعد تقريباً مئة سنة، تقدم أبحاثنا أدلة تجريبية لدعم هذه الفكرة.
في حين ركزت غالبية الأبحاث والدراسات في التجارب الأجنبية على ما إذا عاش الناس في الخارج أم لا، لكن هذا الدراسة الحديثة تنهج منهج أكثر دقة للتمييز بين عمق واتساع التجارب الدولية، حيث ركزت على العمق (طول الفترة الزمنية للعيش خارجًا)، بدلاً من الاتساع ( عدد البلدان الأجنبية التي عاشت فيها) والتي تعزز شعور واضح للذات، وأضاف الباحثون كلما زادت فترة العيش خارجًا كلما تولدت لديهم أفكار واضحة عن ذاتهم، ونتيجة لذلك ينشأ لديهم إدراك أكثر لذاتهم وإدراك أكثر عند اتخاذ القرارات المهنية، ولفهم أثر العيش خارجًا نجد له آثار عملية على المنظمات مثل العمل على الحدود القومية وتوظيف المواهب الأجنبية.
اكتشفت الدراسات السابقة بأن التجارب الانتقالية مثل الطلاق أو فقدان الوظيفة، عادة ما تقلل مفهوم إدراك الذات للأفراد، وعلى النقيض من ذلك، تدرس هذه الدراسة إمكانية اعتبار العيش خارجًا نوع نادر من التجارب الإنتقالية الذي يساهم في زيادة مفهوم إدراك الذات، ومن الممكن أن يسفر قضاء الكثير من الوقت في الدول الأجنبية عن العديد من الفوائد التي توضح مفهوم الذات، بدءًا من ارتفاع مستوى الرضا عن الحياة إلى انخفاض الإجهاد، والتطور في مستوى الأداء الوظيفي، بالإضافة لما تؤكده هذه الدراسة الحديثة من قدرة الأفراد على اختيار المهن بوضوح التي تناسب قيمهم وقدرة تحملهم، وأضاف الباحثين بأن اكتساب شعور واضح للذات يمكن أن يكون ذا أهمية في عالمنا اليوم بسبب ظهور المجالات الجديدة من الخيارات الوظيفية.
ترجمة: بيان الحمود
Twitter @bsh0002
مراجعة: جواهر السبيعي.
Twitter @ijawaher94
المصدر:
Phys.org – News and Articles on Science and Technology
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً