crossorigin="anonymous">
7 ديسمبر , 2018
الملخص
تشير دراسة حديثة إلى أن الحميات الغذائية عالية البروتين كحمية كيتو وآكتنز قد تكون مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بقصور أو فشل في القلب، لذلك من الأفضل اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع للحفاظ على صحة القلب.
الحميات ذات النسبة العالية من البروتين مثل الحمية الكيتونية (Keto) وحمية آتكينز (Atkins) تعتبر مشهورة في هذه الأيام، ولكن تقترح دراسة جديدة من فنلندا أن حميات كهذه قد تزيد من خطورة الإصابة بقصور/فشل القلب في الرجال متوسطي السن.
باحثو هذه الدراسة حللوا معلومات ما يزيد عن 2400 رجل أعمارهم ما بين 42 إلى 60 عامًا استمروا بمراقبة الطعام الذي أكلوه لمدة 4 أيام. -الرجال في هذه الدراسة لم يطلب منهم اتباع حمية معينة-. ثم تم تقسيم الرجال إلى 4 مجموعات بناء على كمية البروتين الذي أكلوه، و كان متوسط ما استهلكته أقل مجموعة 78 جرامًا في اليوم، وأعلى مجموعة استهلكت 109 جرام في اليوم. تمت متابعة المشاركين لاثنين وعشرين عامًا، تم تشخيص 330 شخصًا أثناء تلك الفترة بقصور/فشل القلب.
جدير بالذكر أن حميتي الكيتو وآتكينز ليستا حميات ذات نسبة عالية من البروتين؛ فحمية الكيتو ذات نسبة عالية من الدهون ونسبة معتدلة من البروتين، وحمية آتكينز ذات نسبة منخفضة من الكاربوهيدرات. لكن الأشخاص الذين يتبعون هذه الحميات ينتهي بهم الأمر غالبًا بأكل كميات كبيرة من البروتين.
وجد الباحثون أن الرجال في المجموعة التي أكلت أعلى نسبة من البروتين مثلوا 33٪ من الأشخاص الذي كانوا معرضين للإصابة بقصور/فشل القلب في الفترة التي تمت متابعتهم بها، مقارنة بالمجموعة التي أكلت كمية أقل من البروتين.
النتائج كانت صحيحة لأغلب مصادر البروتين: فالأشخاص الذين أكلوا أكبر كمية من البروتين الحيواني كانوا معرضين للإصابة بقصور/فشل القلب بنسبة 43٪، والذين أكلوا البروتينات المأخوذة من مصادر لبنية كانوا معرضين للتشخيص بقصور/فشل القلب بنسبة 49٪ مقارنة بالذين أكلوا كميات أقل من البروتينات الصادرة من الحيوانات والألبان.
أما البروتينات النباتية فقد بدت أقل خطورة؛ فأكل كميات عالية من بروتينات النباتات كان مرتبطًا بزيادة 17٪ من خطورة الإصابة بقصور/فشل القلب مقارنة بأكل كميات أقل.
الدراسة التي تم نشرها في 29 مايو في صحيفة Circulation: Heart Failure هي من أوائل الدراسات التي بحثت عن الرابط بين الحميات ذات النسبة العالية من البروتين وقصور/فشل القلب؛ وهي حالة لا تستطيع عضلة القلب فيها ضخ دمٍ كافٍ لاحتياجات الجسد العادية.
قال الكاتب الرئيسي في الدراسة جيركي ڤرتنن وبروفسور علم الأوبئة الغذائي في جامعة شرق فنلندا (University of Eastern Finland) :”على الرغم من أن الكثير من الناس يبدون متأكدين من الفوائد الصحية للحميات ذات نسب البروتين العالية بشكل قطعي، إلا أنه من المهم توضيح المخاطر والفوائد المحتملة لهذه الحميات.”
لكن أكَّد الباحثون أن هناك حاجة لمزيدٍ من الدراسات في أعداد سكان متنوعة لتأكيد النتائج. حيث أن الدراسة أوجدت رابطًا بين الحميات ذات النسب العالية من البروتين وقصور/فشل القلب فقط، ولا تستطيع تحديد ما إذا كان تغيير كمية البروتين في حمية شخصٍ قادرة على منع قصور/فشل القلب.
عن علاقة نسبة البروتين العالية وأمراض القلب، يعلق د. أندريو فريمان، رئيس برنامج صحة القلب والأوعية الدموية والوقاية من الأمراض في المستشفى اليهودي الوطني بدنفر -والذي لم يكن مشاركًا في البحث- بقوله: الدراسة الأخيرة ليست كافية لوحدها لنصح الرجال بتجنب النظام الغذائي عالي البروتين، لكنها تنضم لمجموعة متزايدة من المقالات العلمية التي تشير إلى أن النظام الغذائي العالي بالبروتين قد يكون مضرًّا لصحة القلب. على سبيل المثال، الحميات ذات النسب العالية من الدهون المشبعة الموجودة غالبًا في اللحوم والمنتجات الألبان تم ربطها مع احتمالية خطر مرتفعة للإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية.
قال فريمن لـLive Science:”المجموع الكلي للبيانات الموجودة تقترح أن الحمية ذات النسب العالية من البروتين التي أصبحت موضة عابرة مؤخرًا ليست بالضرورة أكثر الحميات مثالية. غالبًا ما يستهلك الأمريكيون الكثير من البروتين”، وأضاف:”قد يأخذون تجنب الكميات الكبيرة من البروتين في حمياتهم بعين الاعتبار.”
الحكومة الأمريكية تقترح أن الناس يستهلكون حوالي 0.8 جرامًا من البروتين لكل كيلوجرام من وزن جسدهم، أو 0.36 جرامًا لكل باوند من وزن جسدهم، والذي يتم ترجمته إلى حوالي 56 جرامًا في اليوم لـرجل تبلغ كتلته 155 باوند، و46 جرامًا لكل يوم لامرأة يبلغ وزنها 130 باوند. لكن ما يحتاجه الشخص من البروتين بالتحديد يختلف اعتمادًا على عدد من العوامل، ومن ضمنها مستوى نشاطهم، وسنهم، حالتهم الصحية الحالية بناءً على Healthline.
قال د. لاري آلين، مسؤول برنامج قصور/فشل القلب في UCHealth في أورورا، كولورادو، والذي لم يكن جزءًا من الدراسة: إن الدراسة الجديدة لا يمكنها إثبات أن الحميات ذات النسب العالية من البروتين تسبب بالفعل قصور/فشل القلب، ومن الممكن أن تكون عوامل أخرى هي المسؤولة عن هذا الارتباط. على سبيل المثال، ليس من الواضح أن البروتين بنفسه هو السبب، أو أشياء أخرى مرتبطة بالحميات ذات النسب العالية من البروتين، مثل فقدان العديد من المواد المغذية التي من الممكن أن تسبب قصور/فشل القلب.
قال آلين لـLive Science: لكن بشكل عام، النتائج تدعم فكرة أن حمية متوازنة بشكل جيد وغنية بالخضروات والبقوليات الكاملة، “تميل لتكون مرتبطة مع نتائج أفضل” لصحة القلب أكثر من النظام الغذائي غير المتوازن، كتلك الثقيلة بالبروتين.
الرابطة الأمريكية للقلب تقترح حمية تشمل مجموعة من الفواكه والخضروات والبقوليات الكاملة، والمنتجات اللبنية ذات الدهون المنخفضة، والدواجن، والأسماك، والفاصولياء والمكسرات، بالإضافة إلى حمية تحد من استهلاك السكريات والمشروبات المحلاة بالسكر، واللحوم.
ترجمة: خالد عثمان القحطاني
Twitter @KhaledOAlq
مراجعة: وجود صادق
المصدر:
Live Science: The Most Interesting Articles, Mysteries & Discoveries
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً