قد يكون اساس مئات من الجينات الجديدة ليس الذكاء فقط بل التوحد و الاكتئاب ايضا

14 سبتمبر , 2018

الملخص

دراسات وراثية جديدة لاكتشاف جينات مرتبطة بالذكاء باستخدام طرق إحصائية جديدة مما ادى لكشف حوالي 1000 مورثة متعلقة بالذكاء وكذلك اكتشفوا جينات وراثية مسؤولة عن التوحد والقلق والاكتئاب ,تلك الدراسات قد تمهد الطريق للحماية من مرض الزهايمر و غيره من الاضطرابات.

 

أن تكون ذكياً هو سيف ذو حدين حيث يبدو أن الأشخاص الأذكياء يعيشون فترة أطول لكن العديد من الجينات وراء الذكاء يمكن أن تؤدي أيضا إلى التوحد والقلق والاكتئاب , وفقًا لدراستين وراثيتين كبيرتين يعد هذا العمل من أوائل الدراسات التي تميز أنواع الخلايا المحددة والمسارات الجينية المرتبطة بالذكاء والصحة العقلية  مما يمهد السبيل أمام طرق جديدة لتحسين التعليم  أو العلاجات للتعامل مع السلوك العصابي .

 

يقول بيتر فيشر من معهد كوينزلاند برين في جامعة كوينزلاند في بريسبان / أستراليا والذي لم يشارك في العمل” تجهز الدراسات اول الادلة القاطعة للعديد من الجينات والمسارات التي تعمل معاً في طرق معقدة لبناء أدمغة ذكية والحفاظ عليها متوازنة “.

 

لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الناس غالباً ما يرثون الذكاء وبعض اضطرابات الشخصية من آبائهم ( العوامل البيئية مثل التعليم والإجهاد تؤثر بشكل عميق على الذكاء والصحة العقلية ) لكن علماء الوراثة واجهوا مشكلة في تحديد أكثر من حفنة من الجينات المرتبطة بالذكاء و في العام الماضي  استخدم الباحثون طرقا إحصائية جديدة يمكنها اكتشاف الارتباطات القوية بين الجينات والصفات المحددة لتحليل السجلات الصحية والسجلات الجينية في مجموعات بيانات ضخمة و أدى ذلك إلى اكتشاف 52 مورثة مرتبطة  بالذكاء في 80,000 شخص .

 

أما الأن أضاف نفس الفريق ما يقرب من 1000 مورثة إلى تلك القائمة ,  قام الباحثون بقيادة دانيال بوثوما من جامعة فريجي في أمستردام بإعداد 14 قاعدة بيانات من السجلات الصحية والجينية لتحديد 939 جينة جديدة مرتبطة بالذكاء في250,000 فرد ( قامت مجموعات البيانات بقياس الذكاء مع درجات في اختبارات القدرات مثل الرياضيات والمرادفات والمنطق ) و ظهرت العديد من أنواع الجينات المرتبطة بذكاء أعلى في الأشخاص الذين عاشوا فترة أطول ولم يعانوا من مرض الزهايمر واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو الفصام , يفترض الفريق حسب تقاريرهم في علم الوراثة الطبيعية ان الذكاء يحمي من هذه الاضطرابات ولكن لها جانب سلبي حيث ترتبط جينات الذكاء بارتفاع خطر الإصابة بالتوحد.

 

و في دراسة منفصلة نشرت اليوم أيضاً في Nature Genetics  حددت بوثوما  وزملاؤها 500 مورثة مرتبطة بالصفات العصبية مثل القلق والاكتئاب  من خلال البحث في السجلات الصحية والوراثية لـ 449،400 فرد في قواعد بيانات كبيرة مثل UK Biobank و مستودع المعلومات حول علم الوراثة والصحة والعافية ل 500,000 من المتطوعين البريطانيين  و 23andMe وهي شركة علم الجينوم الشخصية في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا  مع البيانات الجينية و الصحية على 5 ملايين عميل  كما وجدوا أن الأشخاص الذين يقلقون كثيرا قد ورثوا جينات مختلفة عن أولئك الذين كانوا أكثر عرضة للاكتئاب  مما يوحي بأن هناك مسارات جينية أساسية مختلفة لتلك الظروف.

 

استخدم الباحثون في كلا الدراستين طريقة إحصائية جديدة تسمى MAGMA للبحث السريع في البيانات الوراثية لتحديد أنواع معينة من الخلايا والأنسجة في مكان تعبير الجينات.

 

تعبر العديد من جينات الذكاء في الخلايا العصبية المتوسطة الشوكية التي هي جزء من العقد القاعدية ومجموعات من الخلايا العصبية في عمق الدماغ تشارك في التعلم والإدراك والعاطفة كما حدد الباحثون العديد من الأهداف المحتملة لتطوير أدوية جديدة وتقول بوثوما : إذا استطعت فهم الآليات على مستوى الخلية  يمكنك أيضا النظر إلى المرشحين للحصول على الدواء وينطبق الأمر نفسه على جينات الذكاء التي يمكن أن تقدم أدلة على طرق جديدة للحماية من مرض الزهايمر وغيره من الاضطرابات .

ترجمة: أسامة أحمد خوجلي .

Twitter @okroos_

مراجعة: سماء العمري

Twitter @samaa_alomary

 

 

المصدر:

Science  

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!