الغدة الدرقية

الغدة الدرقية

29 مارس , 2015

 

غدة درقية

منذ دخولي كلية الطب عام 2012، جرت العادة على أن أجلس مع أمي لأشرح لها مادة وظائف الأعضاء، وكان الشرح يمتد أحياناً لساعات تتخلله أسئلة بعضها محير بالنسبة لي، وبعضها الآخر أتمكن من الإجابة عنه.
درست المادة على سنتين، وازداد شغفي بالشرح خلال السنة الثانية، خصوصاً وأني بدأتها بدراسة فصل الغدد الصماء والهرمونات، وفي يوم من الأيام وبينما كُنّا نتناقش حول الاختلالات الناتجة عن ارتفاع هرمون الدرقية (الثايروكسين) مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، وعدم القدرة على النمو بشكل متواصل، وأحياناً سرعة في النبض، نبهتني والدتي إلى أنها تشكو من هذه الأعراض، وقد أثبتت التحاليل بالفعل أن نشاط الغدة الدرقية مرتفع قليلاً لديها.

ولمن لا يعرف، فإن الغدة الدرقية هي إحدى أهم الغدد الصماء في الجسم، وتوصف بالصماء لإفرازها هرموناتها مباشرة في الدم دون الحاجة لقنوات، وتوجود هذه الغدة في الرقبة، وتتكون من فصين، فص أيمن وآخر أيسر، يرتبطان بوصلة نسيجية، تحاط الغدة بشبكة من الأوعية الدموية المغذية، وعندما تكون في حجمها الطبيعي فإنه لا يمكنك الشعور بها، وتفرز الغدة مجموعة من الهرمونات أهمها (الثايروكسين وثالث اليود الثايرونين بالإضافة لهرمون الكالسيتونين الذي يتحفز لغرض إنقاص مستوى الكالسيوم في الدم عندما يكون مرتفعاً)
ويعتبر عنصر اليود وقود الغدة الدرقية، الذي تصنع منه هذه الهرمونات، وتلعب هذه الغدة دوراً هاماً في عدّة تفاعلات حيوية وتؤثر هرموناتها على أجزاء مختلفة من الجسم مثل (القلب، الجهاز التناسلي، جهاز المناعة، الجهاز العصبي، العظام، الرئتين)
وإذا ما أردنا التفصيل، فإن هرمونات الغدة الدرقية تزيد من استهلاك الأكسجين وإنتاج الحرارة في الجسم، وفي الحالة الطبيعية يتخلص الجسم من هذه الحرارة في شكل (زفير، تعرّق، أويستخدمها في تدفق الدم) ولهذا يعاني الأشخاص المصابين بفرط إفراز هرمونات الدرقية من  ارتفاع حرارة الجسم مصحوبة بفرط في النشاط البدني والعصبية، وفقدان الوزن، وعدم القدرة على النوم بشكل مستمر، وجحوظ في العينين، والإسهال، بينما على العكس، يشعر المصابين بقصور الدرقية بأعراض كزيادة وزن الجسم والخمول وبرودة الأطراف وجفاف في الجلد، وبالإمساك، وأحياناً ضعف في الذاكرة أو بالعشى الليلي.
ويعتبر هرمون الدرقية هام جداً في النمو العصبي ونمو العظام في الأجنّة والأطفال ، فهو محفز رئيسي من محفزات هرمون النمو حيث يبدأ عمل هذا الهرمون في الأشهر الأولى من تكون الجنين ويستمر حتى البلوغ، و يؤدي النقص الحاد في هذا الهرمون إلى حدوث تخلف عقلي قد لا يمكن علاجه إذا لم يُكتشف المرض مبكراً، بالإضافة إلى ذلك فإن نقص هذا الهرمون في الأطفال يعدّ سبب من أسباب القصور الحاد في نمو الهيكل العظمي والعضلات.
أما بالنسبة للبالغين فيتسبب نقص الهرمون في هبوط السكرو زيادة معدلات الكليسترول والدهون الثلاثية في الجسم
أمراض الغدة الدرقية:
1/ تضخم الغدة الدرقية: ويكون ناشئ عادة عن مرض يدعى مرض هاشيموتو
2/ مرض جريفز: وهو مرض مناعي يتسبب في زيادة نشاط الغدة الدرقية
3/ فرط الغدة الدرقية: تحدث عادة نتيجة لمرض جريفز السابق ذكره
4/ خمول الغدة الدرقية: تحدث اما بسبب جراحة تم من خلالها إستئصال الغدة، أو بسبب فشل في تحفيز الغدة عن طريق هرمونات معينة.
5/ سرطان الغدة الدرقية

المرجع :

Physiology

شارك المقال

التعليقات (1) أضف تعليقاً

أبو سعيد منذ 9 سنوات

بارك الله بكم وزادكم علما


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!