باختصار: الجوز ينشط منطقة في الدماغ تشارك في التحكم بالشهية

10 أغسطس , 2018

الملخص

أثبتت الدراسات أن أكل الجوز يعزز الشعور بالشبع من خلال تنشيط منطقة في الدماغ تشارك في تنظيم عملية الجوع. وعن طريق هذه النتائج يمكن للبحوث أن تؤدي إلى علاجات جديدة للسمنة في المستقبل.

 

تكشف الدراسة الأولى من نوعها عن كيفية قدرة الجوز على تقليل الشعور بالجوع

– قام اختبار مزدوج التعمية بدعم بيانات سابقة مبنية على الملاحظة أن الجوز يعزز الشعور بالشبع.

– كما أن النتائج في ذاتها يمكن أن تعمل كمقياس كمي لاختبار قدرة مركبات أخرى في التحكم بالشهية، واختبار أدوية لعلاج السمنة.

بوسطن – مليئ بالمواد الغذائية المرتبطة بصحة أفضل، يعتقد أن الجوز يساعد أيضا في تثبيط الإفراط في الأكل عن طريق تعزيز الشعور بالامتلاء. والآن في دراسة تصويرية جديدة للدماغ، أثبت الباحثون في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي (بيدمك) أن استهلاك الجوز ينشط منطقة في الدماغ مرتبطة بتنظيم الجوع والرغبة الشديدة للأكل. و نشرت النتائج على الإنترنت في مجلة السكري والسمنة والايض التي كشفت لأول مرة عن التأثير الإدراكي العصبي لهذه المكسرات على الدماغ.

 

قالت أوليفيا م. فار- الكاتبة الأولى في الدراسة و مدربة طبية في قسم الغدد الصماء والسكري والأيض في بيدمك – “نحن غالبا لا نفكر حول كيف ما نأكله يؤثر على النشاط في الدماغ ” وأضافت: ” نعلم مسبقًا أن الناس تشعر بالشبع أكثر بعد تناول الجوز، ولكن كان من المدهش جداً أن نرى أدلة النشاط المتغير المتصل بمنبهات الأغذية في الدماغ ، وبالتالي نعلم ما كان يأكله الناس وإلى أي مدى يشعرون بالجوع”.

 

ولتحديد بالضبط كيف يخمد الجوز الرغبة الشديدة للجوع، قامت فار و زملائها في دراسة بقيادة كريستوس مانتزوروس- مدير وحدة التغذية البشرية في بيث إسرائيل ديكونيس الطبي وأستاذ الطب في جامعة هارفارد- باستخدام التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي للدماغ لمراقبة كيف يغيير الجوز النشاط في الدماغ. جمع العلماء ١٠ متطوعين مصابين بالسمنة ليعيشوا في مركز بيدمك للبحوث السريرية (CRC) لدورتي من خمسة أيام. وساعدت البيئة المحكمة الباحثين في المركز على مراقبة ما يتلقاه المشاركين من مواد غذائية بدقة، بدلا من الاعتماد على سجلات المشاركين الغير دقيقة- والتي تعد نقطة سلبية في معظم الدراسات المعتمدة على ملاحظة التغذية.

 

أثناء دورة واحدة استغرقت خمسة أيام، استهلك المتطوعين يوميا عصائر تحتوي على 48 غراما من الجوز، وهي الحصة التي أوصت بها الجمعية الأمريكية لمرض السكر (ADA)  في التوجيهات الغذائية. وخلال الدورة الثانية تلقوا عصائر خالية من الجوز، لكن كانوا منكهين بنكهة شبيهة بطعم الجوز تماما. وكان ترتيب الدورتين عشوائيًا، بمعنى أن بعض المشاركين  تناولوا العصير المحتوي على الجوز أولا و بعضهم تناولوا العصير البديل أولا. وكانوا المتطوعين والباحثين لا يعرفون في أي جلسة تناول فيها الوجبة المحتوية على الجوز.

 

كما هو الحال في الدراسات السابقة القائمة على الملاحظة ، أفاد المشاركون شعور بالجوع أقل خلال الأسبوع الذي قاموا فيه بشرب العصائر المحتوية على الجوز، مقارنة بالأسبوع الذي تناولوا فيه العصير البديل. اختبارات الرنين المغناطيسي الوظيفي في اليوم الخامس من التجربة أعطت فار ومانتزوروس والفريق صورة واضحة عن السبب. حينما خضع المشاركون للاختبار تحت الآلة، عُرض لهم صور لأطعمة مرغوبة كالهامبرجر والحلويات، و عُرض أيضًا صور لأجسام طبيعية مثل الزهور والصخور، وصور لأطعمة مرغوبة بشكل أقل كالخضروات. وحينما عُرض على المشاركين صور لأطعمة مرغوب فيها، أظهر الرنين المغناطيسي الوظيفي زيادة نشاط في الجزء الأيمن من الدماغ يسمى بالإنسولا، و كان هذا بعد تناولهم الوجبة الغنية بالجوز لمدة خمسة أيام، مقارنة بنتائجهم عند تناولهم الوجبة البديلة.

 

“هذا مقياس قوي” قال مانتزوروس. “نعلم أنه ليس هناك التباس فيما يتعلق بنتائج الدراسة. عندما تناول المشاركون الجوز يضيء هذا الجزء من الدماغ، ونحن على علم بارتباط ذلك بما يخبروننا عن شعور بالجوع أقل أو شبع أكثر”.

 

فهذه المنطقة من الإنسولا من المحتمل أن لها علاقة بوظائف الدماغ العليا والبروز، وهذا يعني أن المشاركين دفعوا المزيد من الاهتمام لخيارات الطعام وقاموا باختيار الخيارات الأقل جاذبية أو أكثر صحة ، مفضلينهم على الخيارات المرغوبة أو الأقل صحية. خطة فار ومانتزوروس القادمة هي اختبار كميات أو جرعات مختلفة من الجوز لمعرفة ما إذا كان المزيد من الجوز سيؤدي إلى تنشيط الدماغ أكثر أو إذا كان التأثير يبلغ مرحلة الاستقرار بعد كمية معينة. هذه التجربة ستتيح للباحثين إختبار تأثير المركبات الأخرى على هذا النظام.

 

مثل هذه الدراسات يمكن أن تكشف عن كيفية تأثير سائر الأطعمة والمركبات، مثل الهرمونات الطبيعية، على مراكز الشهية في المخ. البحوث في المستقبل يمكن أن تؤدي إلى علاجات جديدة للسمنة. وقال مانتزوروس: “من وجهة نظر استراتيجية، لدينا الآن أداة جيدة للنظر في أدمغة الناس، ولدينا بيولوجية قراءة ذلك.. نحن نخطط لاستخدامها في فهم سبب استجابات الناس المختلفة للغذاء في البيئة، وفي نهاية المطاف، إلى تطوير أدوية جديدة تسهل على الناس خفض أوزانهم”.

 

ترجمة: أسماء محمد القحطاني

Twitter @Ballagarraidh1

مراجعة: منة فايد

Twitter @Menna_af

 

 

المصدر:

Beth Israel Deaconess Medical Center | BIDMC

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!