دراسات تعتقد بأن ضرب الأطفال يجعلهم أكثر جرأة

10 أغسطس , 2018

 

الملخص

يتحدث المقال عن تأثير الضرب غير المبرح على الأطفال كعقاب لهم، ويقارن بين الآثار المترتبة عليه مع الأذى القاسي.

 

يعتقد الكثير من الآباء أن ضرب الأطفال على مؤخراتهم سيثير انتباههم ويجعلهم مطيعين في نهاية الأمر، بينما يعتقد  آخرون بأنه لا يجب استبدال العصا باليد حين الحاجة إلى الضرب وتدليل الأطفال، ولكن التحليل الجديد لدراسات تخطت الخمسين عام يعتقد بأن الضرب قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وفقًا لنتائج البحث فإن الأطفال الذين ضُرِبوا كانوا كثر جرأة على آباءهم وتعرضًا للمشاكل الصحية العقلية وأصبحوا غير اجتماعيين.

تقول إيليزيبيت غيرشوف البرفسورة المشاركة في التنمية البشرية وعلوم الأسرة بجامعة تكساس بمدينة أوستن: “إن تحليلاتنا تركز على ما يلاحظه أغلب الأمريكان عند ضرب الأطفال وليس على السلوكيات المسيئة المحتملة”، وتابعت في تقريرها قائلة ” وجدنا بأن الضرب كان مرتبطًا بالنتائج الضارة الغير مقصودة ولم يكن مرتبطًا بنتيجة عمل معين” أو على المدى البعيد كما يخطط له الوالدان عندما يقومان بتأديب أطفالهم.

نقاش حول ضرب الأطفال

بينما ينتقد معظم الناس الإساءة المرعبة للطفل أو إهماله، توجد بعض العقوبات المصممة لمعاقبتهم والمقبولة على نطاق واسع. في دراسة لليونيسيف (( UNICEF    عام 2014 نتج عنها أن قرابة 80% من الآباء حول العالم يضربون أبناءهم.  وفي الولايات المتحدة فان نصف الآباء يضربون أبناءهم أحيانًا وفقا للاستبيان الذي أُجري بواسطة مركز بيو للأبحاث ( Pew Research Center ) في ديسمبر 2015 . وافق 76% من الرجال و 65% من النساء على أن الأطفال يحتاجون للضرب وبقوة أحيانًا وفقًا لدراسة أمريكية عام 2014 بمركز الأبحاث الغير ربحية الواقع بولاية واشنطن تحت عنوان ميول الأطفال.

ولكن هل هذا الاعتقاد السائد على نطاق واسع يتناغم مع البيانات؟

لمعرفة ذلك قامت غرشوف وزميلها اندرو غورجان كايلور البروفيسور المشارك بجامعة متشيغين كلية علم الاجتماع بالنظر في الأبحاث والدراسات التي جمعت تحليلات عن أكثر من 160 ألف طفل عبر الخمس عقود الماضية. تضمن التحليل التالي دراسات ركزت بالتحديد على ضرب الأطفال على مؤخراتهم لا الضرب المبرح أو طرق تأديب يُحتمل أن تكون ضارة أو مسيئة.

النتائج السلبية

النتائج كانت ساحقة: ارتبط الضرب (والذي يُعرَف بأنه يدٌ مفتوحة تضرب المؤخرة أو أطراف الجسم) ب 13 من 17 من النتائج السلبية كما بين الباحثون. وتحديدًا فإن الأطفال الذين ضُربوا كانوا أكثر عرضة للمشاكل الصحية العقلية ويميلون للعزلة الاجتماعية. تلك النتائج تتناسب مع بحث سابق ربط الضرب بانخفاض مستوى الذكاء وارتفاع درجة العنف والكآبة والقلق والوهم.

وأكثر من ذلك، لا يبدو أن الضرب يحقق الأهداف المنشودة منه. إلا أنه توجد بعض الدراسات تعتقد بأن الأطفال الذين ضُرِبوا يمكن أن يستجيبوا على المدى القصير بينما على المدى الطويل فهم أجرا من أولئك الذين لم يُضرَبوا، وهذا ما نشره الباحثون في السابع من أبريل في صحيفة سيكولوجية الأسرة.

ولا تزال الدراسة غير قادرة على إثبات العلاقة بين السبب والمسبب. وأحد الاحتمالات هي أن الطفل الذي تعود على العصيان وافتعال المشاكل يعاقب بشكل قاسي من قِبل والديه، ولأن البحث الحالي لم يتضمن حالات عشوائية فلا يمكن استبعاد هذه الاحتمالية. تقول غرشوف “إنه من غير المحتمل أن يتحصل الباحثون على مثل هذه البيانات، ولا توجد لجنة أخلاقية توافق على دراسة بنود عشوائية لتخيير الأطفال إما ان تُضرب أو لا”.

بيّنت أبحاث أخرى أنه عندما يوجه الآباء بتقليل الضرب فإنهم يقللون منه الضرب وبالتالي تقليل الضرب ينبئ بانخفاض السلوك السيء لدى الطفل. تتشابه النتائج السلبية المرتبطة بالضرب في هذه الدراسة مع تلك التي تنتج عن العقوبات القاسية المؤذية لأجسام الأطفال كما قال الباحثون. وتقول غرشوف “نحن كمجتمع نعتقد بأن الضرب والإساءة الجسدية سلوك متميز ومع ذلك، فإن بحثنا يوضح بأن الضرب يرتبط بنفس النتائج السلبية للأطفال كسوء المعاملة على سبيل المثال ولكنها بدرجة اقل”.

 

 

 

المترجم: احمد بن خالد بن عبدالرحمن الوحيمد

Twitter: @AhmadBinKhaled

المُراجع: ميسم الفداغ

المدقق : سلمى النويصر

 

 

المصدر:

Live Science


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!