الجوالات الذكية، سيئة لبعض المراهقين وليس جميعهم

3 أغسطس , 2018

الملخص:

يناقش المقال بحث أستاذة علم النفس والسلوك الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا كانديس أودغرز عن الفجوات الرقمية والصحة العقلية للمراهقين.

 

هل الجيل القادم أفضل أم أسوأ بفضل الجوالات الذكية؟ الإجابة معقدة والبحوث تشير إلى أنها تعتمد بشكلٍ كبير على طريقة حياتهم بلا إنترنت، في تعليق نشر اليوم في العدد المخصص لعلوم سن المراهقة من مجلة Nature لكانديس أودغرز تقول بأنه لا يجب النظر للأجهزة الذكية باعتبارها سيئة كلياً.

مقالتها تلقي الضوء على بحث يوضح كيفية استعمال المراهقين للإنترنت لبناء علاقات وأنشطة في الحياة الواقعية، ومع ذلك فإنها تجد أدلة على كون المراهقين سريعي التأثر يعانون من آثار سلبية أكبر في حياتهم على الإنترنت. وتضيف أودغرز وهي زميلة في برنامج CIFAR’s Child & Brain Development وأستاذة علم النفس والسلوك الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا “ما نراه اليوم قد يكون بداية ظهور نوع جديد من الفجوات الرقمية حيث تفاوت التجارب والخبرات على الإنترنت تزيد من المخاطر على المراهقين سريعي التأثر”.

خلال العشر سنوات الماضية قامت أودغرز بتتبع الصحة العقلية للمراهقين واستعمالهم للأجهزة الذكية، في استطلاعها على طلاب مدرسة نورث كارولينا وجدت بأن 48% من الطلاب ذوي الأحد عشرة سنة قالوا بأنهم يمتلكون جوالات و 85% من الطلاب ذوي الأربع عشرة سنة قالوا بأنهم يمتلكون جوالات خلوية. لاحظت أودغرز أنه بغض النظر عن الاستعمال المنتشر للتكنولوجيا الرقمية فإن البحث لم يجد علاقة سلبية بين الصحة العقلية والاستعمال المتّزن.

التأثيرات السلبية للتكنولوجيا تظهر عندما يلقي الباحثين نظرة أقرب للتركيبة السكانية، فبحسب دراسة واسعة النطاق في الولايات المتحدة الأمريكية فإن المراهقين في العائلات ذوات الدخل السنوي الذي يقل عن 35 ألف دولار يقضون 3 ساعات يومياً في متابعة التلفاز وألعاب الفيديو أكثر من المراهقين من العائلات ذوات الدخل السنوي الذي يزيد على 100 ألف دولار.

الزيادة في الوقت خلف الشاشات قد يتحول إلى مشاكل أكثر خارج عالم الإنترنت، نتائج استطلاعات أودغرز أشارت إلى خوض المراهقين من العوائل منخفضة الدخل في معارك جسدية أكثر ومواجهات ومشاكل في المدرسة امتدت من وسائل التواصل الاجتماعي. تقول أودغرز “في السنوات الخمس والعشرين الماضية ازداد التفاوت بين دخل العوائل والفجوة في الفرص المتاحة للأطفال من العوائل منخفضة الدخل وأقرانهم الأغنياء. حيث قلة مواردهم تتزايد، ومستويات الاستثمار في البالغين منخفضة “.

سيكون الأمر كارثي لكثير من الأطفال عند رؤيتهم لهذه الفجوة تتكرر أيضاً في عالم الإنترنت وتقول أودغرز بأن المزيد من البحوث ضرورية لفهم ما إذا كانت التجارب عبر الإنترنت قد تزيد من تفاقم هذه الفروقات، كما تقترح أن يتم التعاون بين باحثي الأطفال والمخ والعاملين على التفاعل بين البشر والكمبيوتر.

كأم فإن أودغرز تتفهم قلق الأمهات والآباء بشأن استخدام أبنائهم للإنترنت، لكنها تحذر بأن الاستسلام للخوف قد يمنع الباحثين وصانعي القرار من تحديد المؤثرات الحقيقية على الصحة العقلية “بدلاً من ذلك يجب علينا استعمال البيانات لفهم التجارب المختلفة التي يمر بها صغار السن من مختلف الثقافات عبر الإنترنت”.

 

المصدر:

ScienceDaily Your source for the latest research news

المترجمة: أثير عبدالله علي

المراجع: منصور الحماد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!