هل يسبب التخدير مشاكل في الذاكرة لدى البالغين ؟

26 يوليو , 2018

الملخص: تقترح عدة دراسات وجود رابط بين التخدير ومشاكل الذاكرة، فمامدى صحة هذه الدراسات وهل هنالك عوامل اخرى لها علاقة في ذلك؟

 

 

تقترح دراسة جديدة أن الخضوع للتخدير أثناء العمليات قد يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة مستقبلاً ولكن هذا التأثير بسيط جداً. وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة أنسثيزيا(Anesthesia)  فإن أداء البالغين متوسطي العمر الذين خضعوا لتخدير كلي أثناء العمليات  كان أسوأ بقليل في اختبارات الذاكرة بعد التخدير. كما أن لم يظهر على الأشخاص في الدراسة علامات مرض الزهايمر أو الخرف أو حتى الضعف الإدراكي الطفيف قبل العملية.

 

ولكن على الرغم من أن التغيرات كانت واضحة للباحثين إلا أن كاتب الدراسة الدكتور كيرك هوجان(Kirk Hogan)  البروفسور في علم التخدير في جامعة ويسكونسن ماديسون للطب والصحة العامة (University of Wisconsin Madison School of Medicine and Public Health) قد قال في بيان له “التغيرات الإدراكية بعد العملية بسيطة جداً وبلا أعراض على الغالب، ودون إدراك الشخص”.

 

التغيرات الدماغية

 

قامت الدراسة بتحليل مشاركين من سجل ويسكونسن للوقاية من الزهايمر(WRAP) وفيه يخضع أشخاص متوسطي العمر لمجموعة من الاختبارات النفسية والإدراكية خلال أوقات مختلفة. وإن متوسط عمر الأشخاص في سجل ويسكونسن للوقاية من الزهايمر هو 54 عام.

 

قام الباحثون بعمل مقارنة بين 312 شخص الذين خضعوا لتخدير كامل أثناء عملية أو أكثر، وبين 652 آخرون لم يخضعوا لأي تخدير(قام الفريق باستثناء الذين خضعوا لجراحات القلب والأعصاب حيث يمكن لكلاهما التأثير بالأداء الإدراكي)، ولقد خرج جميع المشاركين في بداية الدراسة بأداء إدراكي طبيعي.

 

وفي المتوسط يتعرض الأشخاص الذين خضعوا للتخدير الكامل لانخفاض بسيط في أداء الذكرة الفورية خلال أربع سنوات مقارنة بالذين لم يخضعوا لأي تخدير، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين كانوا تحت تأثير التخدير الكامل لفترة أطول(العمليات الطويلة) أظهروا انخفاضاً أكبر في الأداء التنفيذي والذي يشمل المهارات كالتخطيط والتركيز ولكن هذه التغيرات كانت بسيطة جداً، فعلى سبيل المثال: انخفض أداء الذاكرة الفورية لدى الأشخاص الذين خضعوا لعمليات بمعدل نقطة واحدة فقط من أصل 30 نقطة محتملة.

 

وقال الدكتور بيفرلي أورسر (Beveley Orser) البروفسور في علم وظائف الأعضاء والتخدير في جامعة تورنتو(University of Toronto) -والذي لم يشارك في الدراسة- أن الأدلة الغير مباشرة على وجود خليط من العوامل أثناء العملية والتي تؤدي إلى انخفاض الأداء الإدراكي في ازدياد.

 

كما قال الدكتور أورسور لمجلة لايف ساينس (Live Science) أن الدراسة لا تزال غير قادرة على ربط انخفاض الذاكرة بالتخدير بشكل مباشر، فيمكن للحالة الأساسية والجوانب الأخرى للعملية بالإضافة لعوامل أخرى غير معروفة أن تكون مسؤولة عن هذا الانخفاض.

 

كما أضاف أنه في حال قيام شخص بكسر ساقه فإن جسمه يفرز مواد كيميائية كالسيتوكين (Cytokine) والتي تنتقل إلى الدماغ وتعرقل أداؤه، لذا فإنه في حالة انخفاض الأداء الإدراكي لذلك الشخص بعد العملية هل يجب إلقاء اللوم على العملية أو التخدير أو الإصابة الأساسية؟

 

وقد وجدت نتائج متضاربة في دراسات أخرى تربط العمليات والتخدير بمشاكل في الذاكرة، فعلى سبيل المثال: وجدت دراسة في مجلة أنيسثسزيا (Journal Anesthesia) في عام 2016 انخفاضاً ملحوظاً في الأداء الإدراكي بعد العملية لدى الكبار البالغين خاصة إذا كانوا يعانون منذ البداية من الضعف الإدراكي، وكما وجدت دراسة نُشرت في مجلة الرابطة الأمريكية الطبية لعلم الأعصاب (JAMA Neurology) في الرابع عشر من فبراير مستويات عالية من العلامات الكيميائية لتلف خلايا المخ لدى المرضى الذين خضعوا للتخدير أثناء العمليات. ولكن لا تجد جميع الدراسات رابطاً بين التخدير والإدراك، فعلى سبيل المثال: وجدت دراسة أُجريت على أكثر من 8,000 توأم من كبار السن ومتوسطي العمر اختلاف بسيط في الإدراك في حال خضع أحد التوأمين لعملية.

 

 

 

ترجمة: غادة اللحيدان

Twitter: @ghadoo7

مراجعة: جواهر الراشد

Twitter: @J_rashed

 

المصدر:

Live Science: The Most Interesting Articles, Mysteries & Discoveries

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!