تُعد البواسير -بلا شك- من أكثر المواضيع الطبية المزعجة، وإذا كنت تعاني منها فلا تقلق لأنك لست الوحيد الذي يعاني منها.

أُصيب أكثر من ٧٥% من الأشخاص في عمر ٤٥ سنة وأكبر بالبواسير مع أعراض مثل: ألم في المستقيم أوالحكة أو النزيف بعد التبرّز.
يقول د.هوارد ليواين (Dr. Howard LeWine) والبروفيسور المساعد في كلية هارفرد الطبية: “قد تكون البواسير مؤلمة ومحرجة، لكنها عادة تنكمش مع القليل من العناية الذاتية والعلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية”.

نظرة إلى الداخل

البواسير عبارة عن أوردة منتفخة بقرب فتحة الشرج. وهناك نوعان من البواسير: بواسير داخلية وبواسير خارجية، من الممكن أن تصاب بأحد النوعين أو كليهما في نفس الوقت.
وتتكون البواسير الداخلية بداخل القناة الشرجية وغالباً لا تسبب آلام، إلا أنها قد تسبب نزيفًا متقطعًا عادةً عند التغوّط، وأحياناً تسبب إفرازات مخاطية.

تبرز البواسير الداخلية خارج الشرج حيث تبدو ككتل صغيرة تشبه العنب. وتتكون البواسير الخارجية خارج فتحة الشرج مباشرة، حيث تسبب انتفاخًا أو بروزًا مؤذيًا أو عدم راحة.

الأسباب والعناية الذاتية

تنشأ البواسير أحيانًا بلا أسباب واضحة، وإنما عادة ما تكون مرتبطة بإمساك أو إسهال مزمنين، والضغط أثناء التبرّز والجلوس لمدة طويلة على المرحاض، مما قد يتعارض مع تدفق الدم للمستقيم (آخر ٦ إنشات من الأمعاء الغليظة) والشرج، وبالتالي يتسبب بتجمّع الدم في الأوردة المحيطة بالشرج وانتفاخها.

من الجيد أن كلا النوعين ليسا خطيرين ومضاعفاتهما نادرة الحدوث. ومع ذلك من المهم مراجعة الطبيب عند إصابتك بنزيف أو إحساسك بكتلة في الشرج أو ألم في المستقيم، لأن هذه الأعراض قد تكون علامات لحالات مرضية أخرى أكثر خطورة مثل سرطان القولون أو المستقيم.

ومن الممكن تجنب الأعراض الناتجة عن أي نوع من أنواع البواسير عن طريق العلاج الذاتي وهي كالتالي:

حمام المقعدة (Sitz baths) : المداومة على حمام المقعدة يساعد على التخلص من الحكة والتهيج. والطريقة هي أن تملأ الحوض بـ٣-٤ إنشات من الماء الدافئ (لا الساخن) واجلس فيه مع ثني الركبتين لمدة ١٠-١٥ دقيقة ثم جفف المنطقة بالفوطة بلطف.

مكملات الألياف: وهي تقلل من نزيف البواسير والتهابها وتصخمها بجذب الماء إلى البراز وتسهيل مروره. وتعتبر مكملات قشور بذرة القطوناء مثل الميتاميوسل (Metametic) أو مثيلاتها خيار جيد، بالرغم من احتمالية تسببها بانتفاخ وغازات، استخدم هذه الحالة منتجًا يحتوي على دكسترين النشاء أو ميثيل السيلولوز.

العلاجات الموضعية: هناك علاجات متوفرة للبواسير لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل: ضمادات منقوع عشبة بندق الساحرة (Witch hazel) وكريمات ملطفة تحتوي على الليدوكايين (بنج موضعي) أو الهيدروكروتيزون (hydrocortisone) أو فينيليفرين (phenylephrine) وغيره من المكونات، إذ أن هذه المواد تساعد على تقلص البواسير وتخفف الحكة. وقلما تحتاج البواسير الخارجية لأكثر من الإهتمام الذاتي.

ويعلق د.ليواين: “باستثناء البواسير المتجلطة وهي التكون المفاجئ لجلطة ملتهبة وصلبة بداخل البواسير، وعند حدوث ذلك تواصل مع طبيبك فقد تحتاج إلى تدخل جراحي”.

خيارات غير جراحية

حين تستمر البواسير الداخلية في إزعاجك حتى مع العلاج المنزلي قد يقترح عليك طبيبك الذهاب للعيادة لإجراء غير جراحي، وهذه أكثر الخيارات انتشارًا:

الربط بالشريط المطاطي: يعد الربط أكثر الإجراءات الشائعة لعلاج البواسير الداخلية، وفيه يُدخِل الطبيب شريطة مرنة صغيرة لفتحة الشرج ويضعها حول قاعدة البواسير، وبذلك يمنع الشريط تدفق الدم إلى البواسير مما يتسبب في ذبولها والقضاء عليها، وبعدها تسقط الشريطة المطاطية من دون أن تُلاحَظ. الإجراء لا يستدعي إلى تخدير، ومع ذلك قد يستخدم الطبيب مادة مخدرة إذا شعرت بعدم الراحة.

المعالجة بالتصليب: يُدخِل الطبيب منظار المستقيم (منظار بلاستيكي أو معدني مخصص للبواسير) إلى الشرج ثم يقوم بحقن مادة كيميائية في البواسير مباشرة أو في المنطقة المحيطة بها، ويُحدِث هذا المحلول تفاعلًا موضعيًا يتعارض مع تدفق الدم بداخل البواسير مما يؤدي إلى تقلص حجمها. وبعدها هناك من يشعر بنزفٍ بسيط أو ألم أو ضغط في المنطقة.

المعالجة بالتخثر: وفيها يتم استخدام الحرارة أو الليزر أو التيار الكهربائي لإيقاف الدم المغذي للبواسير. بعدما تتقلص البواسير ويقضى عليها تتكون ندبة على جدار قناة الشرج لتثبيت الأوردة في مكانها حتى لا تبرز إلى قناة الشرج. ويتم علاج باسور واحد في كل جلسة مع فارق ١٠-١٥ يوم بين كل جلسة وآخرى.

ترجمة: سندس المذلوح

Twitter: @sondos3li

مراجعة: جواهر الراشد

Twitter: @J_rashed

المصدر:

Harvard Health Publishing: Help for hemorrhoids