الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear Antibodies)

الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear Antibodies)

6 يوليو , 2018

 

الملخص: إختبار الأجسام المضادة للنواة الإيجابي لا يعني بالضرورة وجود مرض لديك يجب علاجه، ولكن في أغلب الأحيان يدل على وجود مرض مناعي وخصوصاً مرض الذئبة الحمراء.

حقائق سريعة:

*أمراض المناعة الذاتية يمكن معالجتها.

*النتيجة الإيجابية لتحليل الأجسام المضادة للنواة (ANA) يعني بأن الأجسام المضادة الذاتية موجودة، ولكن هذه النتيجة الإيجابية لا تعني بأن المرض موجود أو أن هناك حاجة للعلاج.

*بعض الأدوية تتسبب بتكوين نتيجة إيجابية لتحليل الأجسام المضادة للنواة، لذلك عليك أن تخبر طبيبك المعالج بوصفة الأدوية أو العلاجات التي تناولتها.

*تحليل المناعة الذاتية قد يعطي نتيجة إيجابية دون وجود مرض فعلي، وهذه إشارة نموذجية على وجود الأجسام المضادة للنواة عند الأصحاء.

*تحدث مع طبيبك حول نتيجتك الإيجابية لتحليل الأجسام المضادة للنواة لمعرفة الخطوة القادمة للحصول على تقييم أفضل للحالة.

 

الجهاز المناعي يعمل على إنتاج عدد هائل من البروتينات التي تسمى الأجسام المضادة، حيث تصنَع من قِبل خلايا الدم البيضاء وتحديداً الخلايا البائية (B cells). تتعرف الأجسام المضادة على الميكروبات المعدية في الجسم وتحاربها. وتتطور هذه الأجسام المضادة داخل الجسم لتساعد الجسم على قتل الميكروبات المُمرضة، فعندما يتعرف جسم مضاد على بروتين كائن غريب داخل الجسم فإنه يقوم بتوظف بروتين آخر للقيام بمهمة محاربة هذا الميكروب وإبعاده خارج الجسم، هذه العملية المنظمة تسمى الالتهاب (inflammation).

 

أحياناً ترتكب هذه الأجسام المضادة خطأً بحيث تتعرف على بروتينات طبيعية داخل الجسم على أنها أجسام غريبة وخطيرة، وعندما تقوم الأجسام المضادة بعملية الاتصال الخاطئة هذه بحيث إنها تحارب بروتينات طبيعية داخل الجسم على أنها غريبة فإن هذه الأجسام المضادة تسمى الأجسام المضادة الذاتية (autoantibodies)، وهذه الأجسام المضادة الذاتية تبدأ عملها بالتهاب يقوم فيه الجسم بمحاربة نفسه، حيث تستهدف هذه الأجسام المضادة البروتينات الطبيعية داخل نواة الخلية ولذلك تسمى الأجسام المضادة للنواة (antinuclear antibodies).

 

معظمنا يملك هذه الأجسام المضادة الذاتية ولكنها بكميات قليلة، إلا أن وجود كميات كبيرة منها أو من الأجسام المضادة للنواة يمكن أن يكون مؤشراً لوجود أمراض المناعة الذاتية. الأجسام المضادة للنواة ربما تعطي إشارة للجسم ليبدأ بمهاجمة نفسه وهذا يقود لظهور أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة وتصلب الجلد ومتلازمة شوجرن والتهاب العضلات/التهاب الجلد والعضلات ومرض النسيج الضام المختلط والذئبة الناجمة عن الأدوية والتهاب الكبد الذاتي، كما ظهرت نتيجة إيجابية للأجسام المضادة للنواة في مرض التهاب المفاصل الشبابي.

 

 

كيف يتم عمل اختبار الأجسام المضادة للنواة؟

هناك العديد من الطرق المستخدمة لتحليل الأجسام المضادة للنواة مما يزيد من تعقيد التفسيرات والمقارنات للقيم التي تم الحصول عليها. أحد هذه الطرق هو تحليل دم يسمى اختبار الأجسام المضادة الفلوري للنواة (FANA)، ويتضمَن هذا الاختبار مشاهدة الأجسام المضادة التي تحمل الفلورسنت على جانب زجاجي تحت المجهر وتحديد نمط وشدة الفلور.

 

إن حساسية وبساطة اختبار الأجسام المضادة للنواة مفضّل جداً لتقييم مرض الذئبة على وجه الخصوص؛ نظرًا لأن معظم الأشخاص (أكثر من ٩٥٪ من الأفراد) المصابين بالذئبة ستظهر النتيجة لديهم إيجابية، لذا فإن نتيجة اختبار الأجسام المضادة للنواة السلبي يمكن أن يساعد في استبعاد هذا التشخيص.

 

ومع ذلك، فإن ١١ – ١٣٪ فقط من الأشخاص الذين لديهم نتيجة إيجابية لديهم مرض الذئبة، و ١٥٪ من الأشخاص الأصحاء تماماً لديهم نتيجة إيجابية، وبالتالي لا يترجم اختبار الأجسام المضادة للنواة الإيجابي تلقائيًا إلى تشخيص مرض الذئبة أو أي مرض من أمراض المناعة الذاتية أو أمراض النسيج الضام.

 

 

كيف يتم قياس مستويات (FANA) ؟

يتم الإبلاغ عن نتائج اختبار الأجسام المضادة الفلوري للنواة عن طريق التيتر “titer ” (وهو قياس كمية الأجسام المضادة بتراكيز مختلفة) والأنماط التي تصنعها الأجسام المضادة. على سبيل المثال، متجانسة (Homogenous) أو بقع (Speckled) أو سنترومير (قطعة مركزية) … إلخ، ويتم تحديد هذه القراءة من خلال إضافة محلول ملحي إلى الجزء السائل من دم الشخص.

 

على سبيل المثال، يتم خلط جزء واحد من الدم مع ٤٠ جزءًا من المحلول الملحي لإنشاء تخفيف بنسبة ١:٤٠، ويتم أخذ التخفيف بعد ذلك خلال سلسلة من الخطوات الإضافية، وإنشاء أنابيب من ١:٨٠ و١:١٦٠ و١:٣٢٠ و١:٦٤٠ من التخفيفات على التوالي.

تختلف المختبرات حسب معاييرها بتحديد النتيجة الإيجابية، فعلى سبيل المثال بعض المختبرات لديها أي نتيجة للتيتر أعلى من ١:١٦٠ تعتبر إيجابية، ولهذا يقوم الطبيب بتفسير نتائج اختبار الأجسام المضادة الفلوري للنواة للمريض على أساس التاريخ المرضي.

 

 

ماذا تعني النتيجة الإيجابية لتحليل الأجسام المضادة للنواة؟

النتيجة السالبة لتحليل الأجسام المضادة للنواة يعني أنه لا يوجد أجسام مناعة ذاتية في الجسم، لكن النتيجة الإيجابية لا تكفي لإعطاء مؤشر على وجود المرض.

 

_ نسبة انتشار الأجسام المضادة للنواة في الأفراد الأصحاء حوالي ٣-١٥٪، ويعتمد إنتاج هذه الأجسام المضادة بقوة على العمر، ويزداد إلى ١٠-٣٧٪ في الأشخاص الأصحاء فوق سن ٦٥. حتى الأشخاص الأصحاء المصابين بالعدوى الفيروسية يمكن أن يكون لديهم اختبار الأجسام المضادة للنواة إيجابي وإن كان لفترة قصيرة.

_ بعض الأدوية يمكن أن تسبب إيجابية اختبار الأجسام المضادة للنواة ومن المهم أن تتحدث مع طبيبك عن جميع الأدوية التي تتناولها سواءًا بوصفة طبية أو بدون وصفة.

_ يمكن أن تتسبب حالات أخرى مثل السرطان في حدوث نتيجة إيجابية للاختبار.

 

إن القراءة الإيجابية للأجسام المضادة للنواة تجعل طبيبك يبحث في السبب، ففي الواقع قد تكون لديك نتيجة إيجابية دون أي عملية مرضية مما يعني أن الأدلة ليست موجودة لتشخيص مرض الذئبة أو أي مرض من أمراض المناعة الذاتية الأخرى. لإجراء تشخيص محدد، سيحتاج طبيبك إلى المزيد من فحوصات الدم بالإضافة إلى تاريخ أعراضك وفحصه البدني.

 

كيف يمكن أن أتعامل مع نتيجة الأجسام المضادة للنواة الإيجابية؟

سيقوم أخصائي الروماتيزم بتفسير النتيجة الخاصة بك في سياق الدراسات المختبرية الأخرى والتاريخ السريري الخاص بك بما في ذلك تاريخ العائلة. تذكر أنه لا تشير نتيجة تحليل إيجابي واحد إلى مرض المناعة الذاتية ولا تتطلب العلاج الفوري؛ لأن مستويات المختبرات تختلف عن بعضها البعض، وبعض الأجسام المضادة الذاتية طبيعية ولذا فإن هذه النتيجة قد لا تشير إلى وجود مشكلة.

سيحدد اختصاصي الروماتيزم ما سيحدث بعد ذلك بناءً على استكشافات إضافية، ومن خلال العمل مع طبيبك وطرح الأسئلة ستحصل على أفضل رعاية لحالتك، وضع في اعتبارك أنه حتى إذا كانت قراءة اختبار الأجسام المضادة للنواة الخاصة بك تؤدي إلى تشخيص المناعة الذاتية، فهناك علاج لأمراض المناعة الذاتية.

 

 

 

ترجمة: محمد البشري

Twitter: @mohdalbeshri

مراجعة: أبرار مغربي

Twitter: @A__Ma14

 

 

المصدر:

(American College Of  Rheumatology: Antinuclear Antibodies (ANA

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!