مكافحة داء الدرن عن طريق تمويل الرعاية بشكل صحيح

18 مارس , 2018

الملخص: تقدم منظمة الصحة العالمية استراتيجية جديدة لمعالجة داء الدرن عن طريق تمويل المصابين به لتسهيل علاجه والوقاية منه.

 

 

في اليوم العالمي لمكافحة الدرن (tuberculosis “TB”) تسلط منظمة الصحة العالمية الضوء علىى الحاجة لضمان حصول المجموعات القابلة للمرض وأكثرهم صعوبة في مواجهة هذا الداء على العلاج والرعاية الجيدة لإنقاذ حياتهم.

وقال الدكتور شين يونغ سو (Dr Shin Young-Soo) المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة غرب المحيط الهادئ: “أنه يجب علينا أن نضاعف العمل لجعل علاج الدرن متيسرًا يمكن لكل من يحتاجه الوصول إليه، أو أننا ببساطة لن نتكمن من إيقاف مرض الدرن”. كما أضاف الدكتور شين: “أنه في حين أن مرض الدرن يمكن أن يصيب أي شخص إلا أن المرض يؤثر غالبًا على المجموعات الفقيرة والمهمشة ولاسيما المهاجرين والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى تضعف مناعتهم مثل فيروس نقص المناعة البشرية وداء السكري”.

 

وتؤدي الحياة في الأحياء الفقيرة والأماكن المكتظة بالسكان إلى انتشار المرض بشكل خاص والذي يمكن أن ينتقل عن طريق السعال والعطاس أو البصق، ويقدر الخبراء أن شخصًا واحدًا مصابًا بمرض الدرن المعدي يمكن أن يصيب ما يصل إلى 15 شخصًا سنويًا في الأماكن القريبة، وغالبًا ما يخلق هذا المرض دوامة من الفقر فقد يفقد مرضى الدرن نسبة كبيرة من دخلهم وذلك بسبب الضعف البدني جزئيًا ولكن الأهم من ذلك هو الأثر البالغ من المرض والتمييز في المعاملة الذي يمنعهم من مواصلة عملهم، ويضطر ثلاثة من أصل أربعة في نهاية المطاف إلى الاقتراض وذلك لدفع ثمن العلاج، كما أن نصفهم يضطرون إلى بيع أدواتهم وممتلكاتهم المنزلية، ويقول بعضهم أيضًا أنهم يستفيدون من دعم أقاربهم لهم وهذه النفقات في الكثير من الأحيان تدفع كثيرًا من الأسر بأكملها إلى فقر مدقع، وبوجه عام فإن العبء المالي الذي يتحمله المريض يكون أكبر بالنسبة للفقراء والأشخاص الذين يعانون من داء الدرن المقاوم للعلاجات المتعددة والذي يتطلب علاجًا أكثر كلفة ولفترة أطول، ويؤدي العبء المالي إلى إفلاس العديد من الأسر كما يمكن أن يعرقل الأهداف الإنمائية الكبرى للحكومات، ومن شأن ضمان الحصول على خدمات صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة أن يحمي الأسر من الفقر المتعلق بالرعاية الصحية وأن يقلل من العراقيل أمام التشخيص والعلاج وذلك عن طريق خفض التكاليف الطبية المباشرة للمرضى، وقال الدكتور شين: ” لا يجب على مرضى الدرن الذين يقاتلون من أجل حياتهم وعوائلهم أن يقلقوا أيضًا من الأعباء المالية “.

 

 

ما هو داء الدرن؟

هو مرض قابل للعلاج ويمكن الوقاية منه، ويحدث عن طريق البكتيريا الفطرية الدرنية والتي غالبًا ما تؤثر على الرئتين، وينتشر المرض من شخص إلى شخص آخر عبر الهواء فعندما يسعل أو يعطس الأشخاص المصابون بالدرن الرئوي فإنهم يدفعون جراثيم المرض في الهواء، فيصاب الشخص بالعدوى من خلال تنفس هذه الجراثيم، ويمكن لهذه الجراثيم أن تبقى في الهواء لمدة ست ساعات وهو تهديد خاص في المناطق المزدحمة وسيئة التهوية.

ومن الأعراض الشائعة للدرن الرئوي النشط هي السعال مع البلغم والدم في بعض الأحيان وألم في الصدر مع ضعف وفقدان للوزن والحمى والتعرق الليلي، قد تكون أعراض السل النشط خفيفة لعدة أشهر، مما قد يؤدي إلى التأخير في التماس الرعاية الصحية وإمكانية انتقالها للآخرين، وكان يعد مرض الدرن في عام 2015 أحد أهم عشر أسباب للوفاة في جميع أنحاء العالم حيث تجاوزت نسبة الإصابة به نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) كسبب رئيسي للوفاة بسبب مرض معد، ويقدر عدد الأشخاص المصابون بهذا المرض المعدي للغاية والذي يمكن الوقاية منه في إقليم غرب المحيط الهادئ بـ 1,6 مليون شخص!

وبينما هناك تقدم كبير في تشخيص وعلاج حالات الدرن الحساسة إلا أن العديد من حالات الدرن المقاوم للعلاجات المتعددة لا تزال غير مشخصة وغير معالجة، ويشكل إقليم غرب المحيط الهادئ 17 بالمائة من الحالات العالمية للدرن المقاوم للعلاجات المتعددة.

 

 

استجابة منظمة الصحة العالمية:

تدعم منظمة الصحة العالمية في إقليم غرب المحيط الهادئ الدول الأعضاء على اعتماد وتنفيذ “استراتيجية القضاء على الدرن” في المنظمة. وتجري الدول دراسات استقصائية لتقدير العبء المالي لمرضى الدرن في كل سياق من الدول وذلك كجزء من الجهود المبذولة لقياس التقدم الذي أحرزوه، وستساعد النتائج في تقييم حجم المشكلة وتحديد سبل توفير حماية مالية واجتماعية أفضل لمرضى الدرن وعائلاتهم وذلك لحمايتهم من دوامة الفقر.
ولمعالجة مشكلة داء الدرن قامت منظمة الصحة العالمية بما يلي:
1- توفير قيادة عالمية في المسائل الحاسمة لداء الدرن.
2-وضع سياسات واستراتيجيات ومعايير قائمة على الأدلة للوقاية من الدرن والسيطرة عليه وتقديم الرعاية، إضافة إلى رصد تنفيذها.
3-توفير الدعم التقني للدول الأعضاء وتحفيز التغير وبناء القدرات المستدامة ورصد الوضع العالمي للدرن وقياس التقدم المحرز في السيطرة وتمويل ورعاية الدرن.
4-وضع برنامج بحوث لداء الدرن وتحفيز إنتاج وترجمة ونشر المعارف القيمة وتيسير إقامة شراكات للعمل على الدرن.

وتعد منظمة الصحة العالمية “استراتيجية القضاء على الدرن” مخططًا للدول لإنهاء داء الدرن الوبائي عن طريق تقليل الوفيات الناجمة عنه والقضاء على التكاليف الكارثية، وتهدف خطوط التأثير العالمي إلى الحد من الوفيات الناجمة عن الدرن بنسبة 90 في المائة وإلى الحد من الحالات الجديدة بنسبة 80 في المائة بين عامي 2015 و2030 إضافة إلى ضمان عدم تحمل أي أسرة أي تكاليف صحية.

 

 

ترجمة: نوره حمد بن جمعان

Twitter: @nenohammad

مراجعة: جواهر السبيعي

 

 

المصدر :

relifweb: Unite to End TB, by properly financing care

 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!