أن تصبح رائد فضاء لناسا: 10 حقائق مثيرة للدهشة

28 أبريل , 2018

الملخص:
– تتطلب وظيفة رائد الفضاء أن يكون لائقاً بدنياً ولديه مهارات بالإضافة إلى درجة بكالوريوس في المجالات العلمية وخبرة عملية لا تقل عن ثلاث سنوات.
– يقضي الرواد المُرشحون نحو سنتين من التدريب المبدئي، حيث يتعلمون مهارات البقاء على قيد الحياة، ويتعلمون اللغة والمهارات التقنية وأشياء أخرى يحتاجونها في مهنتهم
– عند التخرج يتولى الرواد مهمات في الفضاء، أو مهمات تقنية في مكتب رواد الفضاء في مركز جونسون للفضاء في هيوستن

 

 

حقائق مُفاجئة

أن تكون رائد فضاء هو التزام عظيم، فالمُرشحون لهذه الوظيفة، والذين تتراوح أعمارهم عادة بين الثلاثين والأربعين، عادةً ما يتركون وظائفهم عالية المستوى مقابل فرصة أن يصبحوا رواد فضاء، ليبدؤوا مرة أخرى من قاع السلم. التدريب للوظيفة يتطلب أياماً أطول في العمل والكثير من السفر ولا ضمانة بأن يتمكنوا من السفر إلى الفضاء فعلاً.

رغم ذلك، أكثر من 18000 أمريكي تنافسوا على منصب رائد فضاء ناسا في الانتخاب الأخير. المُرشحون الجدد تم إعلانهم يوم الأربعاء، السابع من يونيو 2017، ثم بدوؤوا التدريب المبدئي في أغسطس.

سنتعرف في هذه المقالة ماذا يتوجب عليك فعله لتكون رائد فضاء في ناسا، وما يتبع ذلك من أمور عند اختيارهم لك.

 

مُواصفات رائد الفضاء

لدى ناسا مُتطلبات صارمة لمن يطمح بأن يصبح رائد فضاء. لا تتطلب منك الوظيفة أن تكون لائقاً بدنياً فحسب، ولكنها أيضاً تُطالبك بمهارات تقنية حتى تتمكن من الضلوع بالمهام الصعبة في سفن الفضاء أو في محطة الفضاء البعيدة عن الأرض.
المُتطلبات المبدئية للوكالة هي درجة بكالوريوس في الهندسة، العلوم الحيوية، العلوم الفيزيائية، علوم الحاسب أو الرياضيات، تتبعها ثلاث سنوات من الخبرة المهنية (أو ألف ساعة من قيادة الطائرات النفاثة بواسطة مرشد). كما يجب على المُتقدمين أن يجتازوا الفحص الطبي الذي تقوم به ناسا. ومع ذلك، هناك العديد من المهارات الأخرى التي يمكن أن تدعم المُتقدم، مثل الغوص، الخبرة البرّية، الخبرة في القيادة والقدرة على التحدث بلغات أخرى (خصوصاً الروسية، والتي يُطلب من كل الرواد تعلمها هذه الأيام).

 

كيفية تصنيف الرواد إلى فئات

اختارت ناسا 22 فئة من رائدي الفضاء منذ أول فئة اختيرت عام 1959 والتي اشتملت على سبعة رواد لبرنامج عطارد. تغير برنامج الفضاء منذ ذلك الوقت كثيراً. الفئات الأولى التي اختيرت كانوا غالباً من موظفي الجيش، خاصة الطيارين، والذين يعتبرون مستعدين للتعامل مع المخاطر العالية في الفضاء. ولكن برنامج ناسا تطور، وظهر الاحتياج إلى مهارات متنوعة أخرى.

مثلاً، رابع فئة من رائدي الفضاء عام 1969 عُرفت بـ “العلماء”، وتضمنت هاريسون شميت، عالم الأرض الوحيد الذي مشى على القمر (خلال رحلة أبولو 17). الفئات الأخرى الجديرة بالذكر تتضمن الفئة الثامنة عام 1978 (تشمل نساءً، وأشخاص من أصل أفريقي-أمريكي وآسيوي-أمريكي)، والسادسة عشر عام 1996 (أكبر فئة، بأربعة وأربعين عضواً تم اختيارهم بغرض الذهاب في رحلات دورية لبناء محطة الفضاء الدولية) والفئة الواحدة والعشرين عام 2013 (أول فئة بعدد متساوٍ من الذكور والإناث، والغرض منها هو بناء محطة الفضاء الدولية).

 

المركبات التي سيستخدمونها

الفئة الجديدة من الرواد لديهم تشكيلة متنوعة من المركبات ليعملوا عليها. الرواد اليوم يستخدمون المركبة الفضائية الروسية “سويوز” للوصول إلى محطة الفضاء الدولية، الوجهة الرئيسية لاختبار رحلات فضائية طويلة المدى. في السنوات القادمة، مع ذلك، تطمح ناسا إلى أن تتحرك إلى أبعد من المدار القريب من الأرض في مهمات نحو القمر والمريخ. إذا نجح هذا الأمر، الفئة الجديدة من الرواد سيستخدمون مركبة “أوريون” بغرض استكشاف الفضاء العميق.

يتطلع رواد الفضاء الجدد للانطلاق إلى الفضاء من أراضٍ أمريكية، في حالَ توفر النوع الجديد من المركبات التجارية. كلتا الشركتين “سبيس إكس” و”بوينغ” يصنعون مركبات فضائية لبرنامج الطاقم التجاري التابع لناسا، والذي من المتوقع أن يبدأ بشكل جدي بنهاية العقد. وستكون أول مرة يقوم الأمريكيون بإطلاق مركبة فضائية من الولايات الأمريكية المتحدة منذ برنامج مكوك الفضاء عام 2011.

 

أين سيذهب رواد الفضاء الجدد؟

الرواد الجدد سيبدؤون وظيفتهم بالسفر إلى محطة الفضاء الدولية، أو قد يسافرون إلى أبعد من ذلك. وهذا يعتمد على المكان الذي ستجد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية نفسها فيه في السنين القادمة، وما البرامج التي ستجد وكالة ناسا نفسها مُشاركة بها. المحطة الفضائية مُجدولة للبقاء حتى سنة 2024، ولكن يُمكن تمديد مهمتها إلى العام 2028 أو أكثر.

هناك خطط أخرى ينقصها الوضوح، ولكن ناسا لديها عدة أفكار. الوِكالة تختبر سفينة الفضاء “أوريون” والتي من المفترض أن تقوم برحلة إلى القمر في 2019. (أرادت وكالة ناسا أن ترسل رائدي فضائيين مع المركبة، إلا أنها عدلت عن ذلك بسبب الصعوبات التقنية الإضافية التي سيفرضها وجودهم). يتوقع من “أوريون” أن تحمل البشر إلى وجهات الفضاء العميق سنة 2020 وما بعدها.

 

أين ستكون الوجهة التالية؟ ناسا تطمح أن توصل رائدي فضاء إلى المريخ في 2030، إذا كانت خطتها تدعم أهدافاً طويلة المدى كهذه. وكجزء من هذا الطموح، فقد أعلنت الوكالة مؤخراً محطة “بوابة إلى الفضاء العميق” بالقرب من القمر والتي من الممكن أن تساعد الرواد في التدرب للمهمات التي تتضمن سفراً للفضاء العميق، أو لرحلات المريخ.

 

ماذا يفعل رواد الفضاء (معظم الوقت)؟

عامة الناس عادةً ما يولون اهتماماً للرواد وهم مسافرون في الفضاء، في الحقيقة، أن رائدي الفضاء يمضون جزءًا صغيراً من وظائفهم في الفضاء الخارجي، فمعظم وقتهم يقضونه في التدريب لدعم مهماتهم على الأرض.
أولاً، يقضي الرواد المُرشحون نحو سنتين من التدريب المبدئي، حيث يتعلمون مهارات البقاء على قيد الحياة، ويتعلمون اللغة والمهارات التقنية وأشياء أخرى يحتاجونها في مهنتهم. وعند التخرج، يتولى الرواد مهمات في الفضاء، أو مهمات تقنية في مكتب رواد الفضاء في مركز جونسون للفضاء في هيوستن. هذه الأدوار قد تتضمن دعم المهمات الحالية أو تقديم الاستشارة لمهندسي ناسا في كيفية تطوير سفن فضاء مستقبلية.

 

كيف يبدو التدريب المبدئي؟

تمر المجموعة الجديدة من الرواد المنتخبين بتدريبات مكثفة قبل أن يتم اعتمادهم للضلوع بالمهمات. ومن ضمن مهماتهم العديدة: تعلم المشي في الفضاء، كيفية صنع الروبوتات، تعلم قيادة الطائرات والعمل في محطة الفضاء الدولية.

يقوم الرواد بالطيران بسرب طائرات ناسا T-38s، ليتعلموا مهارات قيادة الطائرات، والتوجه لمركز جونسون للفضاء للتدرب على المشي في الفضاء عبر السباحة في مسبح عمقه 18 متراً تقريباً (يسمى بمعمل العوم المتعادل)، كذلك الإمساك بطائرات محاكاة باستخدام نسخة تجريبية من الذراع الآلية الخاصة بالمحطة “Canadarm2″، تعلم اللغة الروسية، وتلقي التدريب الأولي على عمليات المحطة. كما ينمي رواد الفضاء مهاراتهم القيادية وغيرها من علم الأرض والتدرب على البقاء على قيد الحياة.

 

 

إقامة العلاقات

رغم أن المرشحين الذين قامت وكالة ناسا باختيارهم سيقومون بالعمل مع الوكالة نفسها، إلا أنه يمكن أيضاً أن يجدوا أنفسهم مشتركين في شبكة من العلاقات العالمية. من ضمن الشركات التجارية في الولايات المتحدة القائمة على تطوير عتاد السفن الفضائية ومراكز ناسا المتنوعة، هناك 16 دولة مشتركة في محطة الفضاء الدولية، ولكل منها حقل خبرات خاص بها.
فمثلاً، روسوكوزموس (وكالة الفضاء الروسية الفدرالية) تُشغل عدة وحدات في المحطة وتسافر بالرائدين إلى الفضاء باستخدام صاروخ “سويوز”. وكالة الفضاء الكندية تساهم بشدة في العمليات المتضمنة للروبوتات، مثل الإمساك بسفن الشحن باستخدام “Canadarm2”.

ومن الشركات الأخرى الكبرى، وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA). فلكل واحدة من هذه الوكالات رواد يعملون في محطة الفضاء خاصة بهم وفي مكتب الرواد.

 

النجاح في عملية الاختيار

في الانتخاب الأخير، تم تلقي 18353 طلباً لعدد قليل من الوظائف في ناسا. في البداية، استعرض موظفو الموارد البشرية كل طلب لمعرفة ما إذا استوفى المؤهلات الأساسية. ثم تم استعراض كل مُتقدم من المؤهلين من قبل لجنة تقييم الرواد المتكونة من 50 شخصا، معظمهم من رواد الفضاء الحاليين. ثم تحصر اللجنة المرشحين ببضع مئات ممن هم أكثر تأهيلاً، لإجراء فحوص مرجعية لكل مرشح.

وقد قللت هذه الخطوة المرشحين إلى 120 شخصا فقط. ثم قامت مجموعة أصغر، هيئة اختيار رواد الفضاء، باستدعاء هؤلاء المرشحين لإجراء مقابلات وفحص طبي. بعد ذلك، خضع أفضل 50 مرشحا لجولة ثانية من المقابلات والمزيد من الفحوص الطبية. وثم تم اختيار المرشحين النهائيين من الرواد من المجموعة المكونة من 50 شخصا.

 

كيف يتم إبلاغ المرشحين لوظائف ريادة الفضاء؟

يتلقى المرشحون المختارون مكالمة هاتفية من رئيس عمليات الطيران في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا، وكذلك من رئيس مكتب رائد الفضاء. كما تطلب ناسا من المرشحين مشاركة الخبر فقط مع أسرهم المباشرة حتى تقوم بإعلان رسمي.
ثم تعقد ناسا -كالمعتاد- مؤتمرًا صحفيا للإعلان عن المرشحين الجدد، وتدعو الصحفيين وأولئك الذين لديهم حسابات في وسائل الإعلام الاجتماعية لطرح أسئلة على المجموعة الجديدة من الرواد. ثم يوضع المرشحين بسرعة على رأس التدريب، مما يتيح لهم القليل من الوقت للتحدث مع العالم الخارجي لعدة أشهر على الأقل.

 

جاهزون للخدمة

المجموعة الجديدة من الرواد بدأت العمل في مركز جونسون للفضاء في أغسطس 2017 وأدوا الحلف للانضمام إلى الخدمة المدنية. بعد بضعة أسابيع ما بين اختيار الرواد وانتقالهم إلى هيوستن. في غضون هذا الوقت، أنهى الرواد وظائفهم الحالية ويبدؤوا ترتيبات الانتقال مع عوائلهم إلى هيوستن.

في حين أن ريادة الفضاء وظيفة مرموقة، في كثير من الأحيان يضطر المرشحون لترك مهن مزدهرة كثمنٍ للسفر إلى الفضاء. مع ذلك، يمكنهم استثمار وقتهم كرواد فضاء للارتقاء في مهن أخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن للرواد العسكريين أن يشغلوا منصبين، الأول يحفزهم للارتقاء بمناصب أعلى أثناء قيامهم بمهام وواجبات المنصب الآخر. ويسمح لمن لهم اهتمامات بالعلوم أن يختاروا مهام وواجبات متربطه بمجالهم السابق. والسماح لهم بإصدار أبحاث في مجلات علمية وتولي واجبات تسهم في التقدم الأكاديمي.

 

 

 

ترجمة: فاطمة محمد الكعبي

Twitter: @Fatimamk35

مراجعة: الجازي العجمي

 

المصدر:

Space.com: What It’s Like to Become a NASA Astronaut: 10 Surprising Facts

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!