التطور التاريخي لجين السكر

5 مارس , 2018

منذ حوالي مليوني سنة، حدث تغيير وراثي ميّز البشر عن رتبة من طائفة الثدييات تسمى بالرئيسيات. قام هذا التغيير بحماية البشر من الأمراض، ولكنه جعل اللحوم الحمراء خطيرة صحياً.

في هذه المرحلة من التطور البشري، فُقِد جين يُعرف باسم CMAH والذي يسمح بتصنيع سكر يسمى Neu5Gc وهو موجود في اللحوم الحمراء، وبعض الأسماك ومنتجات الألبان. عندما يستهلك البشر حيوان لديه هذا الجين، فإن الجسم يكّون رد فعل مناعي للسكر الدخيل، مما قد يتسبب في التهاب المفاصل، والسرطان.

 

قام باحثو جامعة نيفادا في مدينة رينو، بقيادة أستاذ مساعد كلية العلوم ديفيد ألفاريز بونس، بتحليل التسلسل الجيني لـ 322 حيوان من المركز الوطني لمعلومات التقنيات الحيوية بحثاً عن الحيوانات التي لديها جين CMAH نشط . وضع الباحثون البيانات التي حصلوا عليها من الـ 322 حيوان في “شجرة” لتحديد الفترة التي أصبح فيها هذا الجين غير نشط في تاريخ تطور الحيوان وهذا مفيد في تفسير سبب وجود فصائل معينة لديها جين CMAH نشط في حين تفتقدها فصائل أخرى.

 

أثبت مختبر البروفيسور الفاريز بونس-المتخصص في دراسة تطور الجينات باستخدام تقنية المعلومات الحيوية فيما يتعلق بالعدد القليل من الأسماك التي تم دراستها حتى الآن، وجود تركيز ضئيل من سكر Neu5Gc فيها والذي قد يكون مصدر قلق صحياً، في حين أن هذا السكر يوجد بتركيز أعلى بكثير في بيض السمك، والمعروف باسم الكافيار. و كما صاغها طالب الماجستير ساتيش بيري “على الرغم من أن الكافيار واحد من أغلى الأطعمة في العالم، فإنه أيضاً من ضمن الأطعمة التي تحتوي على أعلى كمية من سكر Neu5Gc السام”.

 

الطيور أيضاً تفتقد جينات CMAH النشطة، مما يعني أن استهلاك الحيوانات مثل الدجاج والديك الرومي والإوز غير مرتبط بالآثار الجانبية الضارة. وهناك فئة أخرى من الحيوانات التي ليس لديها جين CMAH كالزواحف، باستثناء نوع واحد من السحالي. وجود هذا الجين في هذا النوع من السحالي يتعارض مع الفرضيات السابقة التي تقترح أن هذا الجين قد يكون فُقد في سلف الزواحف والطيور.

 

وبصرف النظر عن مسألة الحمية الغذائية، أثبت جين CMAH كونه عاملاً رئيسياً في تحديد قبول أو رفض الأعضاء المزروعة من الحيوانات لجسم الإنسان. عندما يتم زرع عضو من حيوان لديه جين CMAH في جسم إنسان ليس لديه نفس هذا الجين، فإن الجسم البشري قد يرفض العضو بسبب وجود سكر Neu5Gc.

 

وقال البروفيسور الفاريز بونس: “من الممكن أن يكون تعطل جين CMAH خلال التطور البشري قد أدى إلى تحرر البشر من عدد من مسببات الأمراض. “على سبيل المثال، هناك نوع معين من الملاريا يتطلب وجود سكر Neu5Gc ليتمكن من العدوى  مما يجعل رتبة الرئيسيات الأخرى معرضة لذلك، دون البشر”.

ويحدد وجود جين CMAH ما يجب على البشر أن يتجنبوا تناوله من الحيوانات (أو يجب أن يأكلوه باعتدال) و أي لدغات حيوانات يجب أن يتجنبوها. إذا كان الحيوان لديه جين CMAH، فلا ينبغي أن يؤكل لأنه قد يتسبب في بعض المشاكل الصحية كالاتهابات، والتهاب المفاصل والسرطان. ومع ذلك، يعتبر استهلاك اللحوم الحمراء باعتدال غير ضار. أما إذا كان الحيوان ليس لديه جين CMAH، فإن هذه الحيوانات تعتبر أكثر عرضة بأن تحتوي على مسببات الأمراض المتعلقه بسكر Neu5Ac والتي يمكن أن تؤثر على البشر.

 

ومن المتوقع أن يكون هذا البحث نقطة انطلاق حاسمة للعمل المستقبلي في مجال التغذية وعلم الوراثة والطب. العثور على أين ومتى يتوقف هذا الجين هو أمر بالغ الأهمية في تحديد أي الفصائل هي الأكثر احتمالاً بأن تحتوي على سكر Neu5Gc السام، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن تحديد استخدامها في عمليات زراعة الأعضاء، والوجبات الغذائية، و الأبحاث. إن عمل فريق البروفيسور الفاريز-بونس سيسهل فهم سبب ظهور أمراض معينة وإيجاد طرق لمكافحة انتشار المرض.

 

 

 

ترجمة: خولة مسعود العميري

Twitter:  @khoulah_m

مراجعة: ندى فهد الشريف

Twitter: @ItzNadaFahad

 

المصدر:

Science Daily: Mapping the evolutionary history of a sugar gene

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!