هل تريد إعادة تشغيل ساعتك البيولوجية ؟ اذاحاول تناول الطعام في أوقات مختلفة من اليوم

2 مارس , 2018

ملخص المقال:

إذا كنت من الأشخاص الذين كثيرا ما ينتابهم الفضول حول سر الساعة البيولوجية وكيف يمكن للإنسان التحكم بها، والدور الذي يلعبه طعامنا أو تلعبه هرمونات أجسامنا بهذه الساعة، فإن هذا المقال يقدم لك ملخص دراسة شيقة بالخصوص.

 

 

تشير البحوث الجديدة أن تغيير وقت تناول وجبتك يمكن أن يغير الساعة البيولوجية في جسمك، مما يعني أن تتعافى من الإجهاد الناتج عن السفر لمدة طويلة (jet lag)، أو أن ضبط جدول مناوبات العمل قد يكون أسهل إذا ضبطت أوقات تناول طعامك .

                                             

الساعة البيولوجية في الجسم، أو ما يسمى بإيقاعات الساعات البيولوجية، تلك التي تسيطر عليها الساعة الرئيسية الموجودة بعمق الدماغ وتسمى (نواة التأقلم)، وذلك وفقا لهذه الدراسة، التي نشرت في 1 حزيران/يونيه في مجلة “Current Biology“.

 

لكن الساعات الأخرى، والتي تسمىبـ ‘الساعات الطرفية’، توجد في جميع أنحاء الجسم. هذه الساعات الطرفية هي جزيئات ضرورية في الخلايا التي تستجيب للإشارات من الساعة الرئيسية، وتساعد بالتحكم في بعض الوظائف الأيضية في منطقة تلك الخلايا من الجسم. أما الساعات الموجودة في الكبد والبنكرياس فهي تشارك في الارتفاع والهبوط في مستوى سكر الدم، على سبيل المثال. إذا الساعات الطرفية هبطت تزامنا مع الساعة الرئيسية، فإنه يمكن أن ينتج مشاكل بالتمثيل الغذائي لدى الشخص.

 

يعرف الباحثون أن التعرض للضوء في الوقت المناسب واستخدام مكملات الميلاتونين، يمكن أن تساعد الساعة الرئيسية في الدماغ على ضبط مناطق زمنية جديدة، وذلك بحسب مؤلف الدراسة جوناثان جونستون، المتخصص في علم البيولوجيا الزمني ، وباحث بالفسيولوجيا التكاملية في جامعة ساري بإنجلترا.

وقال أيضا “لكن الضوء والميلاتونين ربما يكون لديهما تأثير مباشر ضئيل” على الإيقاعات الأيضية التي يتم التحكم فيها عبر الساعات الطرفية للجسم.

 

وبعبارة أخرى، على الرغم من أن الساعة الرئيسية للشخص قد تنشط باتجاه فترة زمنية جديدة عن طريق التعرض للضوء بالوقت المناسب، ولكن ليست كل الساعات في جسم الشخص ستواكب هذا التغير بسرعة.

 

قال جونستون أن الساعات الطرفية التي تراقب مستويات السكر في الدم تؤثر على كمية مقدار السكر المأخوذ من الدم وكمية رجوعها مرة أخرى في الدم.

وقال أيضا  “تختلف طريقة الجسم في معالجة  الوجبة على مدار اليوم” مثال على ذلك عندما يأكل شخص خلال الليل، فإن سكر  الدم يرتفع بأعلى مستوياته ويبقى مرتفع لفترة أطول مقارنة مع الكيفية التي تستجيب بها مستويات السكر الدم لوجبة تؤكل في وقت أبكر من اليوم.

 

في هذه الدراسة الجديدة، وجد جونستون وفريقه أن هذه العلاقة يمكن أن تعمل أيضا في الاتجاه المعاكس وهذا يعني: تغيير الوقت اليومي الذي يأكل فيه الشخص قادر على تحويل  إيقاع الساعة البيولوجية لمستويات السكر بالدم.

 

ولدراسة آثار توقيت الوجبة على إيقاع الساعة البيولوجية، دعا الباحثون 10 من الرجال الأصحاء ليعيشوا في المختبر لمدة 13 يوما حتى يتمكن الباحثون من مراقبة كيفية استجابة الأجسام عند تناول الطعام في أوقات مختلفة من اليوم. ارتدى الرجال أجهزة مراقبة لجمع البيانات خلال نومهم. بالأيام الثلاثة الأولى، تناولوا  الفطور لمدة 30 دقيقة بعد الاستيقاظ، تليها وجبة الغداء بعد 5 ساعات ثم تليها وجبة  العشاء  بعد 5 ساعات. وكان لكل الوجبات نفس العدد من السعرات الحرارية، ونفس كمية الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.

 

بعد ثلاثة أيام على هذا الجدول، والذي سماه الباحثون بـ ‘الوجبة المبكرة’ ، لم يُسمح للرجال بالنوم لمدة 37 ساعة. خلال هذا الوقت، بقيت الأضواء في المختبر قاتمة، لذا الرجال لم يجربوا تغييرات الضوء التي قد ترشد ساعاتهم البيولوجية للوقت. تم تقديم الطعام لهم على مدار ساعة، ولكن الممرضات في المختبر حذرن الرجال من أن يأخذوا غفوة، قال جونستون .

 

ثم بدأ الجدول الزمني للأكل مرة أخرى، ولكن هذه المرة، بدلاً من التناول بعد الاستيقاظ بـ 30 دقيقة، لم يأكل الرجال إلا بعد مضي خمس ساعات على استيقاظهم .  جدول  ‘الوجبة المتأخرة’  هذا استمر لمدة ستة أيام، ومن ثم بقي الرجال فترة مستيقظين لمدة 37 ساعة .

 

ماذا عن الأثار الناتجة من توقيت الوجبة ؟

قال جونستون “وجد الباحثون أنه بعد أن يغير الرجال الجدول الزمني لتناول  وجباتهم لمدة 5 ساعات،فإن إيقاعات مستوى السكر في الدم تتغير أيضا  بنفس المدة”.

خلال فترات 37 ساعة من الاستيقاظ، قام الباحثون بقياس المكونات المختلفة لإيقاعات الساعات البيولوجية للرجال:  كان الدم يسحب في كل ساعة للنظر في مستويات بعض الهرمونات والجينات، وكل 6 ساعات، تؤخذ عينة صغيرة من الأنسجة الدهنية من الأرداف.

 

ووجد الباحثون أنه بغض النظر عن التغييرات التي تطرأ على إيقاع مستويات السكر في الدم ، العديد من المكونات الأخرى للرجال من إيقاعات الساعة البيولوجية لم تتغير. على سبيل المثال، كان لا يوجد هناك أي تغييرات في طبيعة هبوط وارتفاع هرمون الميلاتونين (هرمون النوم) أو الكورتيزول (هرمون التوتر) بعد تناول الوجبة المتأخرة مقارنة بالوجبة المبكرة. وقال جونستون “هذا يوحي بأن التغييرات التي لوحظت بعد الجدول الزمني للوجبة المتأخرة سببها التغييرات في الساعات الطرفية وليس في الساعة الرئيسية، الذي يتحكم في إطلاق الهرمون “.

 

وقال أيضا “تشير النتائج الجديدة إلى أن ضبط منطقة زمنية جديدة أو جدول عمل مختلف. ويمكن للشخص أن يضيف وجبات طعام إلى الجدول الزمني الخاص به، بالإضافة إلى تعريض نفسه للضوء في الأوقات المناسبة “.

 

 

 

 

المترجـــم: رغــد العــدوان

Twitter @ragh1997

المراجع: إيناس سدوح

Twitter @Enas_saddoh

 

المصــدر :

Live Science: When You Eat Can ‘Reset’ Your Biological Clock

 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!