crossorigin="anonymous">
13 ديسمبر , 2017 بلقيس الشريف
نحن لا يسعنا إلا أن نكون مرحبين بالمعلومات التي تؤكد تحيزاتنا أكثر من الحقائق التي تتحداها. وأثبتت تجربة حديثة بأننا نقوم بهذا الأمر حتى لو يعني ذلك خسارتنا ماديًا.
ويذكر ستيفانو بالمنتري من مدرسة الأساتذة العليا في باريس أن معظم البحوث ركزت على تأكيد التحيز على القوالب النمطية التي يعتقد الناس بأنها صحيحة، وبهذا النوع من التجارب يتمسك الناس بمبادئهم حتى عندما تثبت الأدلة بأنهم على خطأ، وقال بالمنتري: “لا يغير الناس أراءهم”.
ولكن هذه الأنواع من المعتقدات لا تميل إلى أن تكون عواقب واضحة لمن يؤمن بها. فإن كلفتنا معتقداتنا ماديًا فهل سندرك حينها أنها لا تستحق التمسك بها؟
ولمعرفة الإجابة قام بالمنتري وزملائه من مدرسة الأساتذة العليا وكلية لندن الجامعية بتعيين 20 متطوعا في مهمة تتضمن التعلم بربط رموز مختلقه مع مكافأة مالية. في أول تجربتين عرض على المتطوعين رمزين في وقت واحد وكان عليهم أن يختاروا بينهما، ثم تلقوا مكافأة مالية اختلفت على حسب اختيارهم.
نفس الطريقة القديمة:
بإعادة تلك المحاولة لمرات عديدة اكتشف المتطوعون كم تساوي قيمة بعض الرموز المختلفة، إلا أنّهم استطاعوا رؤية هذه المعلومات فقط على الرموز التي قاموا باختيارها.
وفي التجربة الثانية طلب من نفس المتطوعين الاختيار بين زوجين من الرموز المجردة. وفي هذه المرة تم إخبارهم بقيمة الرمزين التي قاموا باختيارها والتي لم يختاروها.
فقد ساعدت التجربة الأولى المتطوعين على معرفة أي الرموز اأكثر قيمة، بينما صممت التجربة الثانية لتظهر لهم بأن الرموز التي لم يقوموا باختيارها قد تكون الأكثر قيمة.
على كل فإن التجربة الثانية لم تغير من اختيارات المتسابقين. فعلى الرغم من أن الدرس دل على أن بعض الرموز كانت أكثر قيمة، إلا أنهم واصلوا اختيار تلك التي تعلموها في التجربة الأولى. وهذا يعني بأنهم أصروا على رفض الرموز التي من شأنها أن تدفع لهم أكثر.
وهذا يشير إلى أن الناس يتجاهلون المعلومات الجديدة عموما التي تكون مخالفة لمعتقداتهم، على الرغم من أن ذلك يكلفهم ماليا، كما يقول بالمنتري. “كما لو كنت لا تسمع الأصوات في رأسك تخبرك بأنك مخطئ، حتى لو فقدت المال”.
يأمل بالمنتري أن نتعلم بأن نكون على بينة من تحيزاتنا الخاصة، ولكنه يذكر أن ذلك سيكون صعباً إذا كان الشخص يعتقد بأنها ليست تحيزات فإنه سكون شاقاً تغيير هذا الاعتقاد. حتى لو كان بعض الناس على علم بتحيزهم، فعلى الأرجح إنه من المستحيل القضاء على جميع تحيزاتهم. يقول بالمنتري: “إن الموضوعية الكاملة هي على الأرجح شيء لن نحققه بالكامل”.
إن إيماننا بتحيزاتنا بإمكانه أن يجعلنا نعتقد بأننا على حق، حتى عندما نكون مخطئين. يقول بالمنتري:”في نهاية الأمر سيكون الناس تحت انطباع بأنهم يبلون بلاء أفضل مما يقومون به في الواقع”. ويضيف “إن ذلك قد يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويقدم لهم دفعة تحفيزية”.
تذكر الكاتبة جسيكا هامزيلو في مقالتها “نحن نتجاهل ما لا يتوافق مع تحيزاتنا حتى لو دفعنا الثمن،” يتمسك الناس بالعادة بمبادئهم حتى لو نصت الحقائق والتجارب على أن معتقداتهم خاطئة، وتثبت الدراسات أنهم يفضلوا أن يخسروا أموالهم على أن يتبعوا الحقائق المخالفة لتحيزاتهم عن الأمور. ويذكر العالم بالمنتري أنه من الصعب والمستحيل تغيير أفكار الناس بشكل كامل ولكن يجب على الأقل أن نكون واعيين فيها.
ترجمة: إيمان رمضان بدري
مراجعة: مجد المهنا
تويتر: @Majd_AM_
المصدر:
New Scientist: We ignore what doesn’t fit with our biases – even if it costs us
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً