هل يهتم المستثمر بفريقك، بفكرتك، أم بشغفك؟

11 ديسمبر , 2017

ملخص: دراسة جديدة سألت المئات من المستثمرين عن ترتيب العوامل التي تحرك قراراتهم الاستثمارية، وجاء على رأس القائمة قدرات صاحب المشروع بعد ذلك يفضل المستثمر أصحاب المشاريع ذوي الخبرة ،الشغف، والعمل الجماعي.

 

 

 

دراسة جديدة سألت المئات من أصحاب رؤوس الأموال عن ترتيب العوامل التي تحرك قراراتهم الاستثمارية. غالبًا ما تكون قدرات الفريق المؤسس وخبرته أكثر أهمية للمستثمرين من المنتج نفسه.

 

كشف الأستاذ البرفسور المالي في ستانفورد ايليا أ. ستريبولاييف أكثر جملة إغوائية يُعتد بها في اللقاءات الودية المعقدة بين رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية “أنا شغوف، أنا قادر، أنا من ذوي الخبرة، وأنا جزء من فريق قوي “.

يقول ستريبولاييف “إن رواد الأعمال وخاصة في عالم التكنولوجيا لديهم الكثير من الأدوات التي يمكن استخدامها لجذب المستثمرين، ولكن إذا لم يُنظر إلى أصحاب المشاريع على أنهم ذوي شغف، فستكون فرصتهم ضئيلة للحصول على التمويل، وإذا لم يتمكنوا من إثبات قدرتهم على العمل وأنهم ذوي خبرة، فبالتالي سيتجاوزهم أصحاب رؤوس الأموال.”.

يقدم ستريبولايف المشورة بناءً على نتائج الدراسة التي شارك مؤخرا في تأليفها مع أحد طلاب الدكتوراه السابقين في جامعة ستانفورد ويليام غورنا ليعمل الآن في جامعة كولومبيا البريطانية – وكذلك بول جومبرز من جامعة هارفارد، وستيفن ن. كابلان من جامعة شيكاغو. حيث نشر المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الدراسة بعنوان “كيف يقوم المستثمرين باتخاذ القرارات؟”.

قام ستريبولاييف وزملاؤه باستطلاع رأي 885 من المستثمرين الخبراء في 681 شركة، وطلبوا منهم تحديد العوامل التي تحرك قراراتهم الاستثمارية، وترتيبها حسب الأهمية، قول ستريبولاييف “بعض النتائج أكدت حدسنا”، وأضاف “لكن بعضهم قدم لنا معلومات جديدة تماما”.


 

التركيز على الفريق

خلاصة الدراسة وبشكل عام فإن قدرات المؤسس وفريق الإدارة هي العامل الأكثر أهمية في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وغالبا ما تكون أكثر أهمية من المنتج أو التكنولوجيا نفسها (هناك مَثَل مجازي شائع الاستخدام، يفضلون الاستثمار في الفارس بدلا من الحصان). بعد ذلك يفضل المستثمرين أصحاب المشاريع ذوي الخبرة العميقة في الصناعة، الشغف، خبرة محددة في ريادة الأعمال والعمل الجماعي.

يقول “ستريبولايف” كمعدل سنوي يقيّم المستثمر 200 شركة ويستثمر في أربعة منها فقط، كما يلاحظ أن معدل كل صفقة يستغرق 83 يوما والتي تشمل 118 ساعة من الجهد المبذول.

كما يقترح ستريبولايف” استراتيجية واضحة للآملين في محاولة لفت انتباه أحد المستثمرين “يمكن للمؤسسين وفرق الإدارة القيام بجولات سعيًا لتحقيق الاستثمار – وخاصة أصحاب المشاريع التي في مرحلة مبكرة، أو في قطاع تكنولوجيا المعلومات – فذلك يمكن أن يزيد من فرصهم من خلال التركيز بشكل إضافي على قدراتهم الشخصية، شغفهم، خبرتهم، وعلاقاتهم كفريق واحد”.

ويقول إن أصحاب رؤوس الأموال يقيسون مستوى الشغف لدى رواد الأعمال بمدى تكريسهم الوقت والجهد والمال لفكرتهم “إذا اجتمعت مع مستثمر ولديك فكرة عظيمة، ولكنك كنت تسعى لتحقيقها في وقت فراغك، فإن هذا يشير لانعدام الشغف لديك. إذا كان صاحب المشروع يمهد لفكرته ويضع أموال المستثمرين فيها، فإن ذلك سيعجب المستثمرين لأنها علامة مهمة تدل على جدية صاحب المشروع”

 

 

كن مستعدا لأن البداية ستكون شاقة

ينظر المستثمرين بجدية في مستوى الخبرة فهم متخصصون في نوع معين من الاستثمار، بالتالي يصبحون خبراء في هذا المجال وبإمكانهم وبسرعة تحديد مدى معرفة صاحب المشروع بفكرته”يمكن للمستثمرين أن يطرحوا عليهم أسئلة يعرفون أجوبتها بالفعل، لكنهم مهتمون برؤية كيف يفكر صاحب المشروع”.

يتذكر ستريبولاييف مناقشة كانت لديه منذ عدة سنوات مع مؤسسي شركة -Dropbox- دروبوكس وواحد من المستثمرين “اعتقد المستثمر أن شركة دروبوكس ستكون شيئا كبيرا، وقد أمضى الكثير من الوقت في التحقق من ذلك” بما في ذلك اللقاء مع عشرات الفرق في محاولة لبناء شركات تدور حول نفس الفكرة، ولكن قرر المستثمر الاستثمار في دروبوكس في أقل من ساعة بعد الاجتماع مع مؤسسيها، لماذا؟

أدرك المستثمر أن فريق دروبوكس يفهم فكرة مشاركة الملفات وإمكاناته أفضل بكثير من كل شخص آخر التقى به، وكان لديهم بالفعل خطة للتغلب على التحديات التي كان يتوقعها. يقول ستريبولاييف”إن هذا مهم جدا لضمان أن يأخذك المستثمرين على محمل الجد، فعليك أن تكون حاسم جدا حول أي فكرة لديك وهو أمر يمكنك التحكم به، عليك حقا أن تظهر كل من شغفك وقدرتك لضمان وصولك لقائمة المستثمرين القصيرة”.

ويضيف ستريبولايف بأن دراسته قد نُظمت بطريقة تمكن الباحثين من فهم أفضل لكيفية اتخاذ المستثمرين على اختلاف أنواعهم القرارات، فعلى سبيل المثال وجدوا أن المستثمرين في تقنية المعلومات يميلون للاهتمام بفريق إدارة المشروع، في حين أن مستثمري القطاع الصحي يهتمون أكثر بالمنتجات وقوة السوق في العرض والطلب.

واكتشفوا أيضا أن مستثمري كاليفورنيا غالبا ما يكونوا على استعداد لدعم رواد الأعمال الأقل خبرة لأن “هناك نظام في وادي السليكون -المنطقة الجنوبية من خليج سان فرانسيسكو­- يوفر للمؤسس عديم الخبرة كل ما يلزمه من مشورة ومساعدة وتوجيهات قد يحتاجها”.

 

 

 

ترجمة: شيخة اليوسف

Twitter: @shikhaalyousef

مراجعة: ندى محمود

Twitter: @NaduSid

 

 

المصدر:

 

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!