الحمل والسكري

5 ديسمبر , 2017

ملخص:

أمور يجب أن تنتبهي لها عند اتخاذك لقرار الحمل إذا كنتِ مصابة بالسكري. وكيفية الرضاعة الطبيعية لأم تعاني من مرض السكري، وماهي نسب الأنسولين التي من المفترض أخذها أثناء الحمل وبعد الوضع.

إن إنجاب الأطفال لقرارٌ كبير لدى أي فرد. وإن كنتِ امرأة مصابة بالسكري، فهو قرار يتطلب تفكيرًا أعمق وتخطيطًا حذر.

الحد من المخاطر التي قد تتعرضين لها ويتعرض لها طفلك

بالنسبة لكِ، يمكن أن تشمل المخاطر ازدياد خطر الإجهاض، ومشاكل في العينين والكلى، وإنجاب طفل كبير الحجم مما يصعّب عملية الولادة.
وبالنسبة لطفلكِ، يمكن أن تشمل المخاطر مشاكل صحية بعد الولادة مما يجعلها تتطلب رعاية خاصة أو مكثفة، كما يحتمل حدوث مشاكل في القلب، وتشقق العمود الفقري وعيوب خلقية أخرى. كما يوجد خطر متزايد لولادة جنين ميت أو موت الطفل بعد الولادة خلال فترة قصيرة.

بالتخطيط المسبق يمكنك تحسين فرصك للحصول على حمل صحي وإنجاب طفل صحي.

تفقدي أدويتك

لا يجب أن تتناول المرأة الحامل بعض الأدوية المستخدمة في التحكم بالسكري. إن كنتِ ملتزمة بتناول أدوية الستاتين، ومثبط إنزيم محول الأنجيوتنسين (ACE) أو ما يشابهها من حبوب ضغط الدم فيجب أن تخبري طبيبك إن كنتِ تخططين للحمل، أو فورًا إن وجدتِ نفسك حاملاً، لأن هذه الأدوية قد تؤذيكِ.

العديد من الأدوية المستخدمة في التحكم في جلوكوز الدم (وتسمى أيضًا سكر الدم) لمرض السكري من النوع 2 لا يجب تناولها في فترة الحمل، لذا قد تحتاجين لتغيير حقن الإنسولين للتحكم بنسبة السكر في دمك قبل الحمل أو فور معرفتك بأنك حامل. يمكنك غالبًا الرجوع لأدويتك بعد الولادة، وسيخبرك طبيبك سواء كنتِ بحاجة لتغيير الأدوية أم لا.

المحافظة على مستويات السكر في الدم

قبل أن توقفي وسائل منع الحمل، من المهم عمل فحص خضاب الدم السكري لديك (HbA1c)، لأن المحافظة على مستويات سكر في الدم قبل وخلال فترة الحمل قد تزيد من احتمالية ولادة طفل سليم.

إن الأسابيع الثمانية الأولى مهمة على وجه الخصوص من أجل التطور الجسدي لطفلك، لذا إن كانت نسبة خضاب الدم السكري لديك أكثر من 86 ميلمول/مول، فيجب أن تتجنبي الحمل. ومن الناحية المثالية يجب أن تهدفي للمحافظة على نسبة خضاب الدم السكري لديك أقل من 48 ميلمول/مول إن كنتِ تخططين للحمل. سيناقش فريق مرض السكري الخاص بكِ هدفك الفردي وإذا كان هناك أي نقص في نسبة الهدف والتي هي 48 مليمول/مول فذلك على الأرجح من أجل تقليل المخاطر على طفلك.

سنشجعك وندعمك لتسعي بأمان نحو تحقيق أهداف سكر الدم هذه:

  • عند الاستيقاظ: 5-7 ميلمول/لتر.
  • بعد الوجبات في أوقات متفرقة من اليوم: 4-7 ميلمول/لتر.
  • 90 دقيقة بعد الوجبات: 5-9 ميلمول/لتر.

اسألي فريق مرض السكري إن كنتِ تخططين للحمل وليس لديك عدّة فحص سكر الدم، وإن كنت مصابة بمرض السكري من النوع 1، تأكدي من أن مقياس السكر يمكنه قياس الكيتونات أيضًا. 

فحص مضاعفات السكري: فحوصات العين والكلى

يمكن أن يؤدي الحمل لتفاقم بعض من مضاعفات السكري، لذا من المهم أن تجري فحص الشبكية لعينيكِ وفحوصات محددة لكليتيك قبل إيقاف وسائل منع الحمل. سيناقش فريق مرض السكري النتائج معكِ وسيعطيكِ نصائح معينة. في بعض الحالات. ابدئي بتناول 5 ملغ من حمض الفوليك حتى نهاية الأسبوع الثاني عشر من حملك للمساعدة في منع عيوب الأنبوب العصبي، وهذه جرعة عالية من حمض الفوليك لذا ستحتاجين أن يصرفها لكِ الطبيب أو الممرضة.

خلال فترة الحمل

سيُعرض عليكِ مزيدًا من مواعيد المتابعة والفحوصات خلال فترة حملك لمساعدتك في المحافظة على مستوى جيد من السكر في الدم ولفحص نمو طفلك وتطوره. ويجب أن تتواصلي مع فريق مرض السكري وما قبل الولادة المشترك أسبوعيًا أو كل أسبوعين طوال فترة الحمل.

فريق السكري الخاص بكِ سيشجعكِ على إجراء فحوصات أكثر لجلوكوز الدم وتحصيل مستويات هدفية شخصية. كتوجيه عام، يجب أن تهدفي إلى:

  • أثناء الصوم: أقل من 5.3 ميلمول/لتر.
  • ساعة بعد الوجبات: أقل من 7.8 ميلمول/لتر.
  • ساعتان بعد الوجبات: أقل من 6.4 ميلمول/لتر.

واعتمادًا على كيفية معالجة السكري لديكِ، قد تجدين أنكِ معرضة لمزيد من خطر انخفاض سكر الدم. إن كنتِ مصابة بالسكري من النوع 1، فيجب أن تحظي بعُدَّة حقنة الجلوكاجون، واحرصي على أن يفهم كلٌ من عائلتك وأصدقائك كيفية استخدام حقنة الجلوكاجون إن كنتِ غير قادرة على اخذها بنفسك. وسيعمل معكِ فريق السكري الخاص بكِ عن قرب ليدير احتياجك من نسبة الإنسولين. كما يجب أن تُعطَي مقياس السكر الذي من شأنه أن يفحص الكيتونات من أجل أن تفحصي كيتونات دمك. واطلبي المشورة الطبية الطارئة إن أصبحت مستويات سكر دمك عالية جدًا أو أصبحتِ بحال سيئة.

بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من السكري من النوع 2 أو سكري الحمل، من المهم جدًا التواصل مع فريق السكري الخاص بكِ إن ظلت مستويات سكر دمك مرتفعة أو شعرت أنكِ بحال سيئة، ويجب أن يُفحص دمكِ لمعرفة نسبة الكيتونات من أجل استبعاد احتمالية اصابتك بمرض الحماض الكيتوني السكري.

نصائح حياتية لحمل صحي

  • توقفي عن التدخين – التدخين خلال فترة الحمل يضر بطفلك.
  • تجنبي شرب الكحوليات – النهج الأسلم هو عدم الشرب إطلاقًا خلال حملك.
  • اتبعي نظام غذائي صحي ومتزن – تناولي طعامًا صحيًا لكِ ولطفلك.
  • ابقي نشيطة – المحافظة على اللياقة في فترة الحمل يساعدك على التكيف مع التغيرات في الشكل والوزن.

غثيان الصباح

يمكن أن يسبب غثيان الصباح مشاكل في التحكم في نسبة السكر في الدم، إليكِ بعض النصائح لتأديتها:

  • اتصلي بفريق السكري الخاص بكِ إن عانيتِ من قلة الأكل والشرب.
  • تأكدي أن تنالي قسطًا كافيًا من الراحة.
  • جربي تناول وجبات خفيفة صغيرة ومنتظمة وتحتوي على الكربوهيدرات مثل الشوربة والبسكويتات الرقيقة أو العادية.
  • حاولي رشف المشروبات كالماء بكميات معتدلة طوال اليوم بدلاً من شرب كمية كبيرة منها دفعة واحدة.
  • إن شعرتِ أنكِ لا ترغبين بتناول الطعام وقد أخذت علاج الإنسولين، اشربي مشروب سكري لتجنب نقص السكر في الدم، لكن استمري بأخذ الإنسولين. وإن لم يساعدك ذلك فقد يستطيع طبيبك على وصف دواء آمن للتحكم في القيء.
  • إن تكرر القيء أو ارتفع مستوى الكيتونات أثناء الفحص، يجب أن تطلبي مشورة طبية بأقرب وقت ممكن لمنع الكيتونات من أذية طفلك.

 

المخاض والولادة

سيناقش فريقك الطبي خطة الولادة معك، بما فيها التوقيت وسواء كنتِ بحاجة إلى طلق صناعي أو قيصرية. وخلال عملية الولادة والمخاض، سيراقب الفريق الطبي نسبة السكر لديك عن كثب وسيحاولون إبقاء مستوياته ما بين 4-7 ميلمول/لتر. وفي بعض الحالات قد تحتاجين حقن إنسولين في الوريد وجلوكوز منقط من السيروم لتحقيق تلك المستويات. إن كنتِ مصابة بالسكري فأنصح أن تولدي في مستشفى حتى تحصلي على الاهتمام الفوري في حالة حدوث أي طارئ طبي.

أنتِ وطفلكِ

يجب أن تكون تجربتك عمومًا مشابهة لباقي الأمهات. لكن إن كنتِ مصابة بالسكري، فسيتخذ أطباءك خطوات أكثر للتأكد من خروجك أنتِ وطفلكِ من العملية لتبدئي حياة متمتعة بالصحة.

  • بعد الولادة، سينخفض احتياجك للإنسولين بشكل ملحوظ لذا من المهم أن تراقبي مستويات السكر في دمك عن كثب حتى تستطيعين تعديل جرعات الإنسولين عند الحاجة.
  • ينخفض مستوى سكر الدم عند جميع الأطفال بعد ولادتهم، وعادة ما يحل هذه المشكلة هو إرضاعهم بعد الولادة بوقت قصير وبفترات منتظمة.
  • سيُفحص مستوى الجلوكوز في دم طفلك بانتظام بعد الولادة وقد يتطلب ذلك مزيدًا من الرضاعة، لذا يجب أن يبقى طفلك معكِ ما لم يكن هناك سبب طبي يجعله بحاجة لدخول وحدة العناية بالأطفال حديثي الولادة.
  • سيُفحص سكر دمك بانتظام حتى تستقر مستوياته، وعند استئناف نظامك الغذائي العادي فيجب عليكِ أيضًا أن تعاودي لأخذ نفس جرعات الإنسولين قبل الحمل. وإن كنت تأخذين إنسولين أو أي دواء لمرض سكري الحمل فستوقِفين هذه الأدوية غالبًا مباشرة بعد الولادة.
  • أغلب النساء اللاتي يولدون ولادة قيصرية يُعطون مضادات حيوية بعد الولادة من أجل تقليل خطر العدوى عند الجرح.

الرضاعة الطبيعية والسكري

ما من سبب يمنع النساء المصابات بالسكري من الرضاعة الطبيعية. وقد تواجهين صعوبات في بداية الأمر، فعلى سبيل المثال عند احتياج طفلك لمزيدًا من الرضاعة، أو إن انفصلت عن طفلك في البداية بسبب العملية القيصرية أو لأجل علاج طفلك في وحدة العناية بالأطفال حديثي الولادة، ولكن بالتحلي بالصبر والممارسة فيجب أن تكوني أنتِ وطفلكِ قادرين على تأسيس نمط جيد من الرضاعة الطبيعية.

  • قد تخفِّض الرضاعة الطبيعية من احتياجاتكِ للإنسولين بنسبة 25%، فحليب الثدي يحتوي على سكر يسمى اللاكتوز، وفي كل مرة ترضعين طفلكِ بها تخسرين هذا السكر وتنخفض مستويات السكر في دمك. وقد يسبب هذا الأمر انخفاض السكر في الدم لا سيما إن كنتِ تعالجين مرض السكري لديكِ بالإنسولين. ولمساعدتك في تجنب انخفاض سكر الدم، فمن الجيد أن يكون لديك وجبة خفيفة ومفيدة في متناول يدكِ قبل أو أثناء كل رضعة.
  • إن كنتِ تتناولين دواء ميتفورمين (metformin ) أوغليبينكلاميد (glibenclamide ) من أجل السكري من النوع 2، يمكنك الاستئناف أو الاستمرار بأخذهم خلال الرضاعة الطبيعية.
  • يجب أن تستمري بتجنب أي أدوية توقفت عنها قبل أو خلال فترة الحمل لأسباب صحية إن كنتِ ترضعين رضاعة طبيعية. كما عليك أن تحدثي طبيبك بشأن هذا الأمر.

 

سكري الحمل

يعتبر سكري الحمل (GDM) نوع من أنواع مرض السكري يحدث خلال فترة الحمل (عادةً في الأشهر الثلاث الثانية أو الثالثة). يحدث سكري الحمل عند بعض النساء بسبب عدم قدرة الجسد على إنتاج كمية كافية من الإنسولين ليلبي مزيدًا من احتياجات الحمل. وفي حالات أخرى، قد يظهر مرض سكري الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى. ففي هذه الحالة، غالبًا ما يحتمل وجود المرض قبل الحمل. ويستخدم فحص يدعى فحص تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (Oral Glucose Tolerance Test) لتشخيص مرض سكري الحمل، ويتضمن هذا الفحص فحصًا للدم.

 

ترجمة: مؤمنة حجازي

مراجعة: جواهر الراشد

Twitter: @J_rashed

المصدر:

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!