استنساخ الماموث

استنساخ الماموث

23 مارس , 2015

استنساخ

هل نستطيع استنساخ الماموث؟ ماذا عن الديناصورات؟

هل فعلاً نستطيع إعادة الحيوانات المنقرضة إلى الوجود؟

لقد عزم مجموعة من العلماء الكوريين الجنوبيين على استنساخ حيوان الماموث, باستخدام حمض نووي من عينة لماموث محفوظة بطريقة جيدة في جبال سيبيريا الجليدية, وبهذا الخبر ثار الجدل مرة أخرى حول الجانب الأخلاقي للاستنساخ. لكن بغض النظر عن ذلك الجانب, هل من الممكن أن ننجح في ذلك؟ وما هي الحيوانات الأخرى التي نستطيع أو لا نستطيع استنساخها؟

الماموث

قد يكون بالإمكان استنساخ حيوان الماموث, لكنه سوف يكون تحدي صعب, لأن عملية التجميد التي تحفظ جثث الحيوانات الميتة هي أيضاً تمزق الخلايا. إن تقنيات الاستنساخ التقليدية – مثل تلك التي أنتجت النعجة دولي- تتضمن أخذ الخلية كاملة من الحيوان الذي سوف يتم استنساخه, واستخراج الحامض النووي منها وإضافته لبويضة منزوعة النواة والسماح لها بالتكاثر بعد ذلك. لكن ذلك لا يحدث في العينات المجمدة وذلك بسبب أن بلورات الجليد تمزق الخلايا إلى أجزاء صغيرة.

غير أن بعض العلماء تمكنوا من استنساخ فأر تم تجميده لمدة 16 سنة باستخدام تقنية مختلفة ، وكان ذلك باستخراج النواة المحتوية على الحمض النووي من الخلية وزرعها مباشرة في بويضة منزوعة النواة. وهذا من الناحية النظرية قد يشير أنه بالإمكان استنساخ الماموث بنفس التقنية. غير أن هناك عوائق كبيرة : في البدء سوف يتحلل الحمض النووي خلال الفترة الزمنية الطويلة ابتداءً من تجمد الماموث في الطبقات الجليدية, وفي مقابل أن العلماء يستطيعون تجميد العدد الذي يريدون من الفئران وإجراء التجارب على آلاف الخلايا فإن هذا الوضع لا يتوفر عند التعامل مع الماموث لأنه لا يتوفر لنا إلا عدد شحيح جداً منها. من المقترحات العلمية أيضاً لاستنساخ الماموث هي محاولة العثور على أجزاء من الحمض النووي السليم لحيوان الماموث ودمجها مع جينوم الفيل المعاصر والذين يتشاركان في ما يقدر بـ 99.4% من الحمض النووي.

ما1

النياندرتال

إن جميع الأسئلة والمعضلات الأخلاقية التي تطرح عند مناقشة موضوع استنساخ الماموث سوف تتضاعف عند التطرق لفكرة استنساخ النيادرتال أو الإنسان البدائي, فمثلاً هل سيملك النياندرتال حقوق مماثلة لحقوق الإنسان؟ ماذا عن الأسلاف الأكثر بدائية الأخرى؟

بالإضافة للتحديات التقنية التي تواجه عملية الاستنساخ كتجمد الخلايا وتحطم الحمض النووي فإن استنساخ النياندرتال تواجهه معضلات أخلاقية كبيرة تزيد من صعوبة تطبيقه. وعموماً فإن عملية الاستنساخ حتى للحيوانات المعاصرة كالنعجة دولي تُمنى غالباً بالفشل, فالنعجة دولي نفسها كانت الناجية الوحيدة من بين 29 جنين آخر, وهذا ما كتب عنه أليكس ناب في مجلة الفوربس. أيضاً قد يبدو من السهل أن يتقبل الناس كون أن تلد الفيلة عشرات من صغار الماموث المشوهين والغير قابلين للحياة, لكن فكرة أن تلد النساء العديد من صغار النياندرتال الموتى أو المعوقين غير مقبولة بتاتاً.

ما2

وعل البيرنيه

يعد هذا الوعل الحيوان الوحيد المنقرض الذي نجح العلماء في استنساخه – لكننا هنا نستخدم مصطلح “نجح” بإطلاق شديد-. هذا الوعل انقرض عام 2000, وفي عام 2009 تم انتاج نسخة منه بعد أخذ عينة الحمض النووي من الوعل سيليا وهو اسم آخر وعل بيرنيه ولد طبيعياً ومات سنة 2000, لكن النسخة المنتجة صناعياً كانت تعاني من خلل عضوي في الرئة وماتت بعد أقل من 10 دقائق من ولادتها.

ما3

التيرانوصور T-REX

ببساطة استنساخ هذا الديناصور لن يحدث مطلقاً ويشمل ذلك كل أنواع الديناصورات الأخرى. ويعود ذلك لمشكلة تحطم الحمض النووي التي ناقشناها سابقاً وهذه المشكلة سيئة بما يكفي عندما نتعامل مع الماموث والفترة الزمنية التي تمتد لآلاف أو عشرات الآلاف من السنين منذ انقراضه. حسب الأبحاث التي أجريت في جامعتي كوبنهاغن وبيرث فإن نصف العمر للعناصر المكونة للحمض النووي هو 500 سنة فقط, وهذا يعني أن النصف فقط من أي عينة نأخذها يكون قابل للاستخدام بعد ذلك الوقت لكن الباحثين يقدرون بأن 6.8 مليون سنة هو الحد المطلق, وبمرور تلك الفترة الزمنية على عينة مجمدة فإن كل رابطة كيميائية بين أجزاء شريط الحمض النووي سوف تنحل وتنكسر. ومن المعلوم أن التيرانوصور وبقية أنواع الديناصورات الحديثة قد انقرضت بسبب مذنب اصطدم بالأرض وبالتحديد في مكان يعرف الآن بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك وذلك قبل 64 مليون سنة. وببساطة فإنه لن يبقى هناك أي عينة حمض نووي قابلة للاختبار منذ تلك الفترة. لذلك وللأسف فإن سلسلة أفلام الخيال العلمي الحديقة الجوارسية التي تدور أحداثها حول إنشاء حديقة للكائنات المنقرضة في أحد جزر كوستاريكا النائية ويتم استنساخ عدة فصائل من الديناصورات عن طريق أخذ الحمض النووي الخاص بها سوف تبقى مجرد خيال.

ما4

المصدر:

The Telegraph

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!