منظمة الصحة العالمية توافق على اول لقاح لحُمّى الضنك

منظمة الصحة العالمية توافق على اول لقاح لحُمّى الضنك

5 سبتمبر , 2017

 

منظمة الصحة العالمية (WHO) توافق على أول لقاح لحُمّى الضنك وهو مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغات البعوض، والذي بدوره يهدد أن يُصيب نصف سكان العالم. وعلى العكس تمامًا من الملاريا، لا يوجد علاج معروف لحُمّى الضنك؛ حيث أنها تسبب ارتفاع في درجة حرارة الجسم مؤدية للغثيان وألآم العظام والطفح الجلدي والنزيف الدموي أو حتى الموت. مدة الأعراض تقريبًا 10 ايام ويصيب سنويًا أكثر من 390 مليون نسمة في 120 دولة أغلبهم في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.

 

اللقاح يُعرف بـ Dengvaxia وهو نتاج عملٍ دؤوب استمر لعقدين من الزمن من قِبل الشركة الفرنسية سانوفي (Sanofi Pasteur). إلى الآن أربعُ دولٍ فقط قامت بالموافقة على اللقاح، وهي: المكسيك، البرازيل، السلفادور والفلبين وستقوم مجموعة من الدول النامية بالموافقة عليه مستقبلًا حيث أن تغيّر المُناخ فيها يؤدي لتعريض كمية أكبر من المواطنين فيها للإصابة بهذا المرض الفيروسي. يُصرّح الدكتور اين كيو يون – مدير مشروع لقاح حُمّى الضنك- : “في الدول التي يكون فيها المرض مُستوطِنًا فهو أحد أكثر الأمراض المُريعة” وأضاف: “إن انتشار المرض عالميًا يُجبرنا على اعتباره وباءً”.

 

ووفقًا لما صرح به الدكتور ألانبوكنوغي –نائب الرئيس المساعد للأبحاث السريرية والتطوير لشركة سانوفي في تايلاند- أن هذا اللقاح يُعطى على شكل ثلاثِ جُرعات، تفصل بين كل جرعة والثانية مدة عام وهو مصمم للمرضى الذين تجاوزوا الـ 9أعوام والذين أصيبوا من قبل بهذا المرض ويظهر فعاليةً أفضل في المناطق التي يكون فيها المرض مُستوطنًا؛ حيث أنه لا يملك نفس المفعول للأشخاص المسافرين للمناطق المصابة والقاطنين فيها لمدة قصيرة.

خلال السنوات القليلة الماضية أجرت الشركة التجارب الإكلينيكية على عشرات الآلاف من الأطفال في جنوب شرق آسيا وامريكا اللاتينية لتكشف على أن اللقاح فعّال بنسبة 70٪ للذين أُصيبوا من قبل بالمرض ونسبة نجاحه قد يصل 95% للمرضى المنومين في المستشفيات.

 

ولم يتمكن العلماء من اختراع لقاح للفيروس بشكل مُبكر نظرًا للتعقيد الكبير في بُنية الفيروس التركيبية. أيضًا هُنالك أربعة أنواعٍ مُختلفة منه تُصيب الإنسان أكثر حتى من أمراض أُخرى مميتة؛ مثل الجدري وشلل الاطفال. عندما يُصاب الإنسان بنوعين أو أكثر من فيروس حُمّى الضنك فإن نسبة إدخاله المستشفى أو حتى وفاته تكون أكبر. وضح الدكتور يون أنه في السابق كان من النادر أن يُصاب إنسان بأكثر من نوع من فيروس حُمّى الضنك في نفس الوقت، لكن الآن مع التطور والنزوح الحضاري أصبحت فرصة الإصابة بأكثر من نوع ممكنة في نفس المكان. الدكتور بوكنوغي أضاف:”أن إحدى العقبات الأخرى التي واجهت تطوير اللقاح هي الحاجة لاختبارات إكلينيكية على المرضى والتي تستهلك الوقت والمال”. عدم توفر نموذج حيوان للتجارب (Animal model) يُحاكي المرض كما في الأنسان عائق أيضًا حيث أن فيروس الضنك الذي يُصيب البشر فريد من نوعه.

 

للأسف حتى اللقاح الناجح لم يتمكن من القضاء على المرض مباشرة؛ فمقدرة الشركة على إنتاجه محدودة وهي تقريبًا مئة مليون وِحدة لقاحيّة في العام الواحد، بينما للقضاء على المرض تحتاج إلى مليار وِحدة لقاحيّة كل 5 سنوات. هذه مُشكلة حقيقية تواجه المشروع ويجب تغطيتها بالإضافة إلى مزيد من مُصنعيّ اللقاح حول العالم.

 

 

الأعراض الجانبية للقاح: الصداع، الفتور والحمى الخفيفة. ولم يتم تسجيل أي حالات وفاة .

إجراءات إضافة لقاح Dengvaxia للقاحات الأساسية للأطفال والبالغين تعتمد على تقييم الحكومات المحلية له ونظرتهم تجاهه، حيثُ أن مُنظمة الصحة العالمية (WHO) تُوفر معلومات عن التكلفة الكُلية للمشروع وأيضًا المساعدات المالية.قد يواجه إضافة لقاحٍ جديد لمجموعة اللقاحات المستخدمة في دولة ما تحدياتٌ كثيرة، حسب ما صرح المستشار الأول في مبادرة لأبحاث اللقاحات في (WHO).إن توفيره يتطلب شراءه وهو مُكلف جدًا لبعض الدول النامية وأيضًا يجب توفيره لسنوات طويلة في حالة تقرر إضافته للقاحات الأساسية وهو التزام قد لا ترغب بعض الحكومات بالدخول في متاهاتٍ مالية بسببه؛ حيث أنه من الصعب جدًا إيقافه بعد بداية البرنامج.

 

 

 

ترجمة: صالح الشيخ

Twitter: @SudaneseLogic

مراجعة: غيداء الفيفي

Twitter: @GhFi01

 

 

المصدر:

Time

 

 

 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!